يعزز النفط الروسي الرخيص انتشاره في قطاع التكرير الصيني، حيث يشتري العملاء من المناطق الساحلية والبرية الشحنات التي لا تستطيع الولايات المتحدة وأوروبا تداولها.
توضح بيانات الجمارك أن الشركات الصينية المسجلة في 9 مناطق إدارية بأنحاء متفرقة من البلاد استوردت كمية قياسية من الخام الروسي الشهر الماضي. ووصلت الشحنات أيضاً إلى أكبر عدد من الكيانات منذ يناير 2020، مما يشير إلى أنها تجتذب عملاء جدد في أكبر سوق للتكرير بآسيا.
حقق المشترون الآسيويون أكبر استفادة من الصراع الدائر في أوروبا، حيث حصلت الصين والهند على كمية قياسية من الخام الروسي، بعد فرض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات ضد موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا. وأدت الجهود المبذولة لحرمان إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عائدات النفط الوفيرة إلى قلب التدفقات العالمية رأساً على عقب، مما أدى إلى التدافع على البدائل، كما سمحت بوصول الإمدادات الروسية للمشترين المستعدين لاستقبالها في جميع أنحاء المنطقة.
تدفقات كبيرة
استوردت كيانات في هيلونغجيانغ ما يزيد قليلاً عن 30% من المشتريات الروسية، وهي منطقة غير ساحلية في شمال شرق الصين على الحدود مع روسيا. ووصلت هذه التدفقات على الأرجح عبر خط أنابيب النفط في شرق سيبيريا والمحيط الهادئ البري (إسبو). كما تتخذ العديد من المصافي التابعة لمؤسسة البترول الصينية الوطنية من هيلونغجيانغ مقراً لها.
بشكل منفصل، تشير تقديرات شركة البيانات والتحليلات "فورتكسا" (Vortexa) حول حجم التدفقات من روسيا إلى الصين عبر خط أنابيب "إسبو" إلى أن المنشأة تعمل بأقصى طاقتها، حسبما قالت إيما لي، التي تعمل كمحللة في الشركة.
وفقًا لبيانات الجمارك، استوردت الشركات المسجلة في شاندونغ وجيانغسو ولياونينغ وتشجيانغ وخنان وخبي وقوانغشي أيضاً كميات كبيرة من النفط الروسي. وتعد شاندونغ موطناً لشركات التكرير الخاصة في الصين، والتي تشكل مجتمعة حوالي ربع قدرة التكرير في البلاد.
لا تحدد البيانات الصادرة عن الجمارك الصينية بالضبط هوية الشركات المشاركة في شراء واستهلاك النفط الخام. وقد تعمل الكيانات المسجلة في موقع معين خارج منطقة التأسيس الخاصة بها.