ستتخلى شركة "بي إتش بي غروب" (BHP Group) عن خطتها للتخارج من الفحم الحراري، وستهدف عوضاً عن ذلك إلى إغلاق منجمها الأخير بحلول منتصف عام 2030 عقب صعود الأسعار، فضلاً عن تحول مواقف المستثمرين إزاء بيع أصول الوقود الأحفوري.
لم تجتذب أكبر شركة تعدين على مستوى العالم، والتي كانت تفحص خياراتها الخاصة بمنجم "ماونت آرثر" بولاية "نيو ساوث ويلز" الأسترالية على مدى عامين تقريباً، عرضاً ملائماً لشراء الأصل، بحسب بيان لها صدر اليوم الخميس.
عوضاً عن ذلك، ستسعى شركة "بي إتش بي"، والتي يقع مقرها في مدينة ملبورن، إلى إطالة أمد العملية من عام 2026 إلى نهاية العام المالي 2030، وتعهدت بالتعاون مع المجتمع المحلي خلال الأعوام الثمانية القادمة فيما يتعلق بخطة الإغلاق.
نهج غير مقبول
تحولت على مدار الأعوام الأخيرة ضغوط المستثمرين المهتمين بتطبيق المعايير البيئية والمجتمعية والحوكمة بسرعة بيع أصول الفحم، إلى دعوات موجهة لكبار منتجي السلع الأساسية للتركيز على تنفيذ إغلاق مسؤول- وسريع- للعمليات. كما أن التخارج من الوقود كان عسيراً جراء صعود الأسعار الذي أدى إلى ارتفاع عقود فحم نيوكاسل القياسي في آسيا إلى مستوى قياسي خلال الشهر المنصرم.
قالت هارييت كاتر، رائدة قضايا المناخ في أستراليا من "المركز الأسترالي لمسؤولية الشركات"، وهي مجموعة نشطة للمساهمين، في بيان: "اللجوء لنهج دمج الأصول كآلية لتقليل البصمة الكربونية وتفادي الإغلاق المسؤول يعد أمراً غير مقبول". تخوف بعض المستثمرين حيال أي مشتر يقوم بتمدد فترة تشغيل المنجم حتى عام 2045، بعد أن رفعت شركة "بي إتش بي" احتمالية التمديد حتى ذلك التاريخ مع الجهات التنظيمية.
ارتفع سهم شركة "بي إتش بي" بنسبة 1.8% أثناء التداول في بورصة سيدني عند الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت المحلي.
كانت الشركة المنتجة تبذل جهودها للتخلص من أصول الوقود الأحفوري، حيث يصب الرئيس التنفيذي مايك هنري تركيز الشركة على وحدة خام الحديد ذات الدخل الأعلى، وعلى المعادن المرتبطة بعملية تحول الطاقة، بما فيها النحاس والنيكل.
نُقلت وحدة النفط والغاز العملاقة إلى شركة "وود سايد إنرجي غروب"( Woodside Energy Group) في صفقة تم الانتهاء منها خلال الشهر الجاري، بينما قامت الشركة العام الماضي ببيع مجموعة من أصول الفحم المعدني الأسترالي وحصة في منجم سيريجون للفحم الحراري في كولومبيا.
قالت شركة "بي إتش بي" في بيان إنها خصصت حوالي 700 مليون دولار لتمويل إغلاق منجم "ماونت آرثر" وتتوقع أن تواصل أعمال إعادة التأهيل على مدى يصل لنحو 10 إلى 15 سنة عقب انتهاء أعمال التعدين.