تتصاعد حدَّة إبرام الصفقات في فرنسا، مع وجود صفقات محتملة تشمل شركة "كارفور" للبقالة، ومجموعة التكنولوجيا "أتوس" (Atos SE) مما يزيد من احتمالية تحقيق بداية قياسية لهذا العام.
وافقت الشركات الفرنسية بالفعل على أكثر من 7 مليارات دولار من الصفقات في عام 2021، بزيادة نسبتها 300% تقريباً عن العام السابق، في أسرع بداية منذ
ما يقرب من عقدين. وكان حجم الصفقات مدفوعاً باتفاقات من بينها شراء شركة "سانوفي" لشركة تطوير الأدوية البيولوجية البريطاني "كايماب" (Kymab) مقابل 1.45 مليار دولار.
وسيذهب الرقم المحقَّق حتى تاريخه لعمليات الاندماج، والاستحواذ الفرنسية إلى الأعلى، إذا جرى تمرير الصفقات المقترحة التي تشمل "كارفور"، و "أتوس" التي يمكن أن يصل مجموعها إلى أكثر من 55 مليار دولار بما في ذلك الديون (تلتزم شركة المشتري بسداد ديون الشركة المباعة). وتستطلع شركة "ألمينتيشن كوشي-تادر" (Alimentation Couche-Tard Inc) الكندية صفقة استحواذ على شركة "كارفور" لإنشاء عملاق للبيع بالتجزئة عبر المحيط الأطلسي، في حين تواصلت شركة "أتوس" مع منافستها الأمريكية "دي إكس سي تكنولوجي" (DXC Technology Co) بشأن صفقة إندماج محتملة.
مشاعر الثقة تسود السوق
وقالت "ماجا تورون"، رئيسة الخدمات المصرفية الاستثمارية في مؤسسة "جي بي مورغان تشيس" في فرنسا: "لقد رأينا في فرنسا عدداً قليلاً من الصفقات الكبيرة التي تندرج ضمن مجموعة أوسع من الصفقات الأوروبية الضخمة، ومانزال نشعر بالتفاؤل مع الانتقال إلى عام 2021 بأنَّ هذه المشاعر (الثقة) ستسود السوق، وفقاً لاستمرار تحسن حالة الصحة العامة (مع تراجع جائحة كورونا)".
ويعدُّ نجاح بيع "كارفور" غير مؤكَّد، فقد أشارت الحكومة الفرنسية بالفعل إلى مخاوف بشأن الملكية الأجنبية للإمدادات الغذائية في البلاد. وتتمتَّع فرنسا بسلطة منع أي عملية استحواذ رسمياً، ويمكنها أيضاً وضع شروط صارمة على الصفقة قبل منحها الضوء الأخضر.
و يمكن لمجموعة من الصفقات المحتملة الأخرى أن تضيف قوة إلى بداية عام 2021 حتى بدون صفقة "كارفور". وأفادت وكالة "بلومبرغ نيوز" الشهر الماضي أنَّ شركة "الشيك علي بياض" (شركة مدرجة بالبورصة دون تحديد نشاط لها في انتظار الاستحواذ على شركة واعدة في أي مجال) المملوكة للملياردير الفرنسي "كزافييه نيل"؛ تدرس عملية شراء محتملة لسلسلة سوبر ماركت "غراند فرايس" (Grand Frais). وتخطط شركة "إنجي اس ايه" (Engie SA) لبيع أصول بمليارات اليورو في السنوات القادمة لجمع الأموال من أجل مصادر الطاقة المتجددة، والخدمات الأخرى المرتبطة بمكافحة الاحتباس الحراري.
وفي الوقت نفسه، تواصل شركة "فيوليا انفيرونمنت" (Veolia Environnement SA) محاولاتها لتعزيز دعم مساهميها لخطتها للسيطرة على الشركة المنافسة الفرنسية "سويز أس أيه" (Suez SA)، وإنشاء شركة عالمية عملاقة في مجال معالجة المياه والنفايات.