فازت "بوينغ" بطلب شراء من "أطلس اير وورلدوايد هولدينغز" (Atlas Air Worldwide Holdings) أضخم مشغل لطراز 747، لشراء آخر أربع طائرات شحن من هذا الطراز المحدب الظهر والتي ستخرج من معمل صناع الطائرات هذا في منطقة سياتل.
وفي دفعة أخرى لصالح "بوينغ"، طلبت "دي اتش ال" ثمانية من طائرات الشحن التي تصنعها الشركة من طراز 777 وتدرس خيارات طلب أربع طائرات أخرى في توسعة لصفقة عام 2018 بعد أن قمع وباء فيروس كورونا الطلب على الشحن الجوي.
تعد مبيعات طائرات الشحن بقعة ضوء نادرة بالنسبة للطائرات ذات البدن العريض نظراً لأن الوباء حد كثيراً من الطلب على الطائرات المخصصة لنقل المسافرين إلى مسافات طويلة.
تحل الصفقة التي تم الكشف عنها يوم الثلاثاء بعضاً من حالة عدم اليقين حول اثنين من برامج "بوينغ" للطائرات المزدوجة الممرات مع معاناة الشركة من عيوب تصنيع ظهرت على طائرة ثالثة من طراز 787 دريملاينر.
ومع قيام "بوينغ" بإنهاء إنتاجها من طائرات الجامبو بعد أكثر من نصف قرن، تحول اعتمادها إلى طائرات الشحن من طراز 777 إكس لتنشيط الإنتاج إلى حين وصول طراز طائرات الركاب المطور إلى الأسواق. لكن هذا الطراز، 777 إكس، متأخر لعامين على الأقل عن برنامج إنتاجه، وقد يواجه المزيد من التأخيرات عند ترخيص الأول للطراز الجديد بعد حادثين مميتين لطائرة 737 ماكس.
في مهب الريح
تخطط شركة "أطلس" لاستلام طائرات الشحن 747-8 بدءاً من مايو وحتى أكتوبر 2022. وتنهي هذه الصفقة مخاطر ترك شركة التصنيع هذه التي يقع مقرها في شيكاغو لرحمة السوق المسمى بسوق الطائرات بيضاء الذيل، حيث تبقى الطائرات الجاهزة بدون مشترٍ، بينما تعمل على صنع آخر 11 طائرة جامبو. وأظهر تراكم طائرات "بوينغ" غير المباعة أن صفقة شراء ثلاث طائرات في مهب الريح، بعد أن أدى نزاع تجاري مع "مجموعة فولغا دنيبر" (Volga-Dnepr Group) الروسية إلى دعاوى قضائية.
وكان سهم "بوينغ" تراجع بأقل من 1% إلى سعر 205.66 دولاراً عند الساعة 1:21 مساء في نيويورك. حافظ السهم على مكاسبه السابقة بعد أن كشفت الشركة أنها لم تسلم أي طائرة من طراز 787 في ديسمبر للشهر الثاني على التوالي وأن الطائرات التي سلمتها في العام الماضي بلغ عددها 157 خفت وهجها بفعل تسليم منافستها "إيرباص" لـ 566 طائرة.
التجارة الإلكترونية تدعم الطلب على طائرات الشحن
تبلغ قيمة طائرة الشحن 747-8 من "بوينغ" في السوق 180.2 مليون دولار في حين تم تقييم سعر طائرة الشحن 777 عند سعر 166.1 مليون دولار، وفقاً لتخمين الطائرات الصادر عن "أفيتاس" (Avitas)، ما يعني أن إجمالي ما حصلت عليه "بوينغ" مقابل الاثني عشرة طائرة في طلبات الشراء الجديدة بلغ حوالي ملياريْ دولار.
ومع أخذ صفقة "دي إتش إل" في الحسبان، فإن "بوينغ" حصلت على 90 طلب شراء مؤكدا في ديسمبر حتى نهاية 2020 وهو أفضل رقم مبيعات شهري لها منذ أكثر من عامين.
ورغم ارتفاع الطلب على طائرات الشحن بشكل كبير مع انتشار وباء فيروس كورونا في العام الماضي، فإن "بوينغ" كانت قد قررت بالفعل إنهاء إنتاج 747 بعد تراجع المبيعات وخروج المورد الرئيسي "ترايمف غروب" (Triumph Group) من اتفاقية صنع الألواح الخاصة بهيكل الطائرة.
حصلت "بوينغ" على ما مجموعه 23 طلب شراء لطائرات الشحن ذات البدن العريض في العام الماضي، وفقاً لموقع الشركة. وأنهت "بوينغ" العام مع 184 طلباً إجمالياً، رغم أن معدل إنتاجها تراجع إلى 1,026 طائرة بعد الأخذ بالحسبان عمليات الإلغاء والبيع التي بقيت على الورق والتي لا تزال معرضة لخطر الشطب.
وقالت شركة "أطلس" إن طلب الشراء هذا يمكنه تعزيز قدرتها على خدمة السوق المتنامي لشحنات التجارة الإلكترونية. تشغل شركة الشحن هذه بالفعل أسطولاً من ثلاثة وخمسين طائرة من طراز 747، وستضمن أن لقب هذا الطراز "ملكة السماء" سيستمر في "لعب دور هام في سوق الشحن الجوي العالمي لعقود قادمة" على حد قول ستان ديل، مدير وحدة الطائرات النفاثة في "بوينغ" في بيان.
وأشارت "دويتشه بوست" (Deutsche Post) التابعة لشركة "دي اتش ال" أيضاً إلى أن الارتفاع الكبير في التسوق عبر الإنترنت هو سبب شرائها لطائرة 777.
قال جون بيرسون، كبير المديرين التنفيذيين في "دي إتش إل إكسبريس" في بيان: "بطلبنا لثماني طائرات شحن جديدة ذات البدن العريض فإننا نؤكد على اعتقادنا بأن التجارة الإلكترونية نمط ضخم مستمر. ولهذا فقد قررنا أن نتصرف في وقت مبكر ونبدأ عام 2021 بهذا الاستثمار في مستقبلنا".