سمح الارتفاع قصير الأمد في سعر سهم مجموعة "لوسِد غروب" (Lucid Group) العام الماضي للرئيس التنفيذي بيتر رولينسون لجمع أكثر من 260 مليون دولار على شكل حوافز تستند إلى الأداء.
ومنذ ذلك الحين، تراجعت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية، التي تأسست في عام 2007، بمقدار الثلثين في الوقت الذي تصارع فيه مشكلات سلسلة التوريد أثناء محاولتها زيادة الإنتاج.
يُشار إلى أن الدفع المبكر لرولينسون، المصمم السابق لنموذج سيارة "إس" (S) لشركة "تسلا" (Tesla)، يُوضح التحدي الذي يواجهه العديد من مجالس إدارة الشركات في عصر أسعار الأسهم المتقلبة، ألا وهو كيفية تحفيز المديرين التنفيذيين لتحقيق مكاسب طويلة الأجل، مع عدم مكافأتهم على الزيادات غير المستمرة في القيمة السوقية.
وفي هذا السياق، منح مجلس إدارة شركة "لوسِد" رولينسون حوالي 13.8 مليون وحدة من الأسهم في مارس 2021 والمستحقة على مدى أربع سنوات تبدأ في نهاية عام 2021، بالإضافة إلى 16 مليون وحدة من الأسهم المستندة إلى الأداء. وقدّرت الشركة قيمة الجائزة بالكامل بمبلغ 556 مليون دولار، وفقاً لإحدى الوثائق يوم الخميس، مما يجعلها واحدة من أكبر حزم التعويضات المدفوعة لأي مسؤول تنفيذي العام الماضي.
ذروة نوفمبر
بدأت أسهم "لوسِد" التداول في يوليو، وبحلول نوفمبر وصلت قيمتها السوقية إلى 91 مليار دولار. وقد ظلت قيمتها السوقية مرتفعة بما يكفي على مدى ستة أشهر حتى تمكن رولينسون من جمع أربع من الشرائح الخمس للوحدات المستندة إلى الأداء، وفقاً لملف الإيداع. وتبلغ قيمة أسهمه (المستندة إلى الأداء) المكتسبة حديثاً 263 مليون دولار بسعر الإغلاق يوم الخميس في نيويورك.
وما يزال بإمكان رولينسون جمع 2.1 مليون وحدة مستندة إلى الأداء متبقية في حال ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى حوالي 70.5 مليار دولار وبقيت هناك لمدة ستة أشهر. إلا أنه قادر على كسب المزيد ببساطة من خلال البقاء في "لوسِد" لمدة أربع سنوات قادمة.
رفض المتحدث باسم "لوسِد"، في نيوارك بولاية كاليفورنيا، التعليق.
فضلاً عن ذلك، بدأت العديد من الشركات العامة مؤخراً في منح مديريها التنفيذيين أو مؤسِّسيها منحاً كبيرة من الأسهم، غالباً ما تكون مرتبطة بأسعار الأسهم الطموحة أو أهداف القيمة السوقية. ومع ذلك، فإن القوى الخارجة عن سيطرتها أدت في بعض الأحيان إلى دفع تلك المنح قبل الأوان أو بطرق غير متوقعة.
"درافت كينغس" و"أيه إم سي"
في عام 2020، جمع خمسة مدراء تنفيذيين في شركة "درافت كينغس" (DraftKings) أسهماً تبلغ قيمتها حوالي 500 مليون دولار بعد أشهر فقط من وضع خطة تعويض جديدة عندما أعلنت الشركة عن اندماجها مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة، مما أدى إلى ارتفاع الأسهم.
قام آدم آرون، الرئيس التنفيذي لشركة "أيه إم سي إنترتينمنت هولدينغز" (AMC Entertainment Holdings) بإطلاق تداول 500,000 سهم عندما تضخم سهم شركته في يناير 2021 بسبب زيادة مشتريات الأفراد.
ومُنِحت أكبر الجوائز ذات الأرقام الفلكية إلى إيلون ماسك من قبل شركة "تسلا" (Tesla) في عام 2018، والتي دفعت حوالي 75 مليار دولار. ومع ذلك، فإن مكاسب ماسك المفاجئة لم تكن بسبب التقلبات قصيرة الأجل في سعر سهم "تسلا"، بل بسبب الارتفاع المستمر والنيزكي.
الجدير بالذكر أن سهم "لوسِد" قفز في الفترة التي سبقت شحن سياراتها الكهربائية الأولى في الربع الرابع من عام 2021. وبحلول إغلاق يوم الخميس، تراجعت الأسهم بنسبة 67% من أعلى مستوى لها في نوفمبر عند 57.75 دولاراً بسبب مخاوف بشأن صراعات سلسلة التوريد وهدف إنتاج منخفض لعام 2022.
وقالت "لوسِد" أيضاً إنها بحاجة إلى مزيد من السيولة لتمويل خططها، التي تشمل بناء مصنع ثانٍ في السعودية. كما جمعت ملياري دولار من الديون القابلة للتحويل في ديسمبر. ويتم تداول هذه الأوراق المالية بسعر 69.4 سنت على الدولار يوم الأربعاء، وفقاً لجويل ليفينغتون من بلومبرغ إنتليجنس، الذي قال إن الشركة الناشئة قد تضطر إلى بيع المزيد من الأسهم لجمع الأموال.
