قال الرئيس التنفيذي لـ"الاتحاد للطيران"، توني دوغلاس، إن الشركة تمكّنت من التحوّل إلى الربحية خلال الربع الأول من هذا العام، ويُمكن أن تحقق إيرادات إيجابية للعام 2022 بأكمله، أي قبل عام من الموعد المقرر لذلك.
في مقابلة على هامش "قمة كابا لقادة الطيران" (CAPA Airline Leader Summit) يوم الخميس في شمال غرب إنجلترا، قال دوغلاس: "رغم ارتفاع التكاليف خلال الأشهر المقبلة نتيجة تزايد أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فإنه من المفترض أن تحصل الأرباح على دعم آخر في الربع الأخير من العام، مع ارتفاع الطلب واتجاهه نحو ذروته السنوية".
اقرأ المزيد: عائدات الشحن القياسية تنقذ نتائج "الاتحاد للطيران" في 2021
أضاف الرئيس التنفيذي للشركة: "نحن بصدد تحقيق أرباح في الربع الأول، والأمر مع إغلاق الدفاتر المالية، وهذا أمر رائع". وحول احتمالية بقاء الشركة، ومقرها أبوظبي، في وضع غير مستقر لسنة كاملة قال: "الشركة في وضع جيد حقاً. كان هذا الهدف الذي نسعى إلى بلوغه في العام المقبل، لكن هذا العام بدأ بشكل رائع".
اقرأ أيضاً: "الاتحاد للطيران" الإماراتية تتعاقد على شراء 7 طائرات شحن "إيرباص-إيه 350"
تعاملت "الاتحاد للطيران" مع أزمة فيروس كورونا بشكل أفضل من العديد من شركات الطيران الأخرى، بعد تقليص حجمها الكبير منذ عام 2017، والذي أدى إلى تقليص هيكل التكاليف وتغيير وضع الشركة لتصبح ناقلة متوسطة الحجم. قال دوغلاس، إن عملية الإصلاح ساعدت في إعداد "الاتحاد للطيران" لمواجهة الوباء. وكانت الشركة قد تكبدت خسائر بمليارات الدولارات في إطار استراتيجيتها السابقة التي ركزت على الأسواق بين القارات.
مرونة الحركة
دوغلاس قال: إن "الاتحاد للطيران" بعدما باتت أصغر حجماً، أصبحت أكثر مرونة وقدرة على إعادة توظيف طاقتها الاستيعابية وسط ظروف السوق المتغيرة. لقد أبقت الشركة على حوالي 90% من جدول مواعيد الطيران ثابتاً، فيما حافظت على المرونة في ما يتعلق بالنسبة المتبقية، استناداً إلى الوجهات التي يرتفع عليها الطلب بشكل كبير.
كما أطلقت "الاتحاد للطيران" رحلات موسمية إلى وجهات، مثل نيس الفرنسية، وجزر العطلات اليونانية خلال فصل الصيف، حيث تتمتع هذه الوجهات بشعبية لدى الإماراتيين الذين يتطلعون للابتعاد عن الحر في أبوظبي، في الأشهر التي ترتفع فيها درحة الحرارة.
تشتري "الاتحاد للطيران" نحو 52% من وقودها في أبوظبي بأسعار فورية، وتلجأ إلى التحوّط في جزء من الوقود المتبقي، الذي يتم تحميله في وجهات خارجية.
تخلصت الشركة من الطائرات الأقل كفاءة، مثل طرازات إيرباص "إس إي إيه 340" و"إيه 330"، و"بوينغ 777"، بينما تحتفظ بطائراتها من طراز "إيه 380" العملاقة في إسبانيا، ولن تعيدها إلى الخدمة قبل أن تسجل أسعار النفط الخام انخفاضاً كبيراً إلى 65 دولاراً للبرميل، أو أقل.
أسطول جديد
قال دوغلاس، إن "الاتحاد للطيران" ستُركز على أسطول مكون من "بوينغ 787 دريملاينر" و"إيرباص إيه 350" في السنوات الخمس المقبلة على الأقل، حيث تملك الشركة 39 طائرة من طراز "بوينغ 787". وقد منحها تأخر عمليات تسليم "بوينغ"، المرونة في تحديد موعد تسلّم 11 طائرة إضافية. وأضاف أن لدى الشركة خياراً آخر، يتمثل في إعادة الطائرات المستأجرة في حال تعثر نمو الطلب وتسليم الطائرات.
يذكر أن لدى الناقلة الإماراتية طلبات لشراء 12 طائرة من طراز "إيه 350- 1000"، ستنضم خمس منها إلى أسطولها هذا العام، لتطير إلى مدن أمريكية تشمل شيكاغو ونيويورك، بالإضافة إلى التحليق للهند لتعزيز معدلات الاستخدام.
في الوقت ذاته، تقوم "الاتحاد للطيران" بتحويل اثنين من ثماني خيارات لطراز "إيه 350"، ليرفع ذلك طلبيتها إلى 14 طائرة. لقد ألغت الناقلة التزاماً بطائرات "إيه 350-900"، وتتضمن طلبياتها المتراكمة طائرات من طراز "إيه 320 نيو" ضيقة البدن، دون تحديد مواعيد تسلمها بعد، وفقاً للرئيس التنفيذي. كما لدى "الاتحاد للطيران" خيارات بشأن طائرة "بوينغ 777 إكس" الجديدة، ويعني تعطل البرنامج أن هذه الطائرات لن تُصبح جزءاً من خطط الطيران القريبة.
رحلات روسيا
قال دوغلاس، إن "الاتحاد للطيران" تواصل تسيير رحلة يومية واحدة إلى موسكو، مشيراً إلى أن الصراع في أوكرانيا لم يكن له تأثير على إيرادات الشركة. وتضطر الرحلات الجوية من أبوظبي إلى أجزاء من أمريكا الشمالية، إلى تحويل مسارها بحوالي 40 دقيقة، لتفادي منطقة الحرب.
أشار دوغلاس أيضاً إلى أن مشروعاً مشتركاً مع "العربية للطيران"، يساعد في إطعام الركاب على رحلات "الاتحاد للطيران"، على أن يتم توسيعه من خلال إضافة أربع طائرات أخرى، لا سيما بعد تحقيق أرباح في 2021، وهو العام الأول لعمليات هذا المشروع.