قالت شركة الخطوط الجوية القطرية إن العيوب السطحية في طائرات إيرباص "إيه 350" تسبّب خطر اشتعال خزانات الوقود، في أحدث تطور في نزاع قانوني حادّ، يُبحَث بشكل كامل أمام محكمة لندن الشهر المقبل.
في وثائق نُشرت أمس الثلاثاء، أفادت "الخطوط الجوية القطرية" بأن طبقات الطلاء على أجزاء كبيرة من طائرات "إيه 350" المتأثرة، تضررت بشدة لدرجة أن الرياح والموادّ الملوثة مثل الملح والسوائل الهيدروليكية، يمكن أن تخترق "السطح" وتضرّ بمنظومة حماية الطائرة من الصواعق. ويثير هذا الأمر قلقاً خاصاً بشأن الأجنحة، حيث تُخزَّن خزانات الوقود.
يُعَدّ هذا الاتهام هو الأحدث في نزاع بدأ عندما رفعت "الخطوط الجوية القطرية" دعوى قضائية ضد شركة "إيرباص" أواخر العام الماضي بسبب مشكلات تتعلق بجودة سطح طائرات "إيه 350". وتقر شركة "إيرباص" بوجود المشكلة، لكنها تعترض على ما تقوله "الخطوط الجوية القطرية" من أنها تمثّل مصدر قلق للسلامة.
قدّم كلا الجانبين مطالبات تعويض، وألغت "إيرباص" تسليم طائرتين من طراز "إيه 350" وعقداً منفصلاً لتسليم طائرات "إيه 321" الأكثر مبيعاً، وكلاهما يخضع حالياً لإجراءات قانونية منفصلة. ووقفت "الخطوط الجوية القطرية" استخدام 22 طائرة من طراز "إيه 350" حتى الآن.
قالت "الخطوط القطرية" في الوثيقة إن الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران سجّلت في 15 أبريل 2021 تقييماً للسلامة، يُفيد بأن تهديد الصواعق سيشكّل خطراً إذا كان مصاحباً لخزانات الوقود، وأوضحت أنه يمكن رؤية الضرر على الأجنحة، بما يعني أنه يتزامن مع خزانات الوقود.
أشار متحدث باسم "إيرباص" إلى أن الشركة "ترفض التوصيف الخطأ من جانب (الخطوط الجوية القطرية) المستمرّ والعلني لطبيعة هذه القضايا وتأثيره في صلاحية الطائرة (إيه 350) واستمرارها في الطيران". وأوضح أن الشركة عملت مع الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران منذ البداية وتواصل ذلك. ولم تستجِب الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران لطلب التعليق، بعد ساعات العمل الرسمية.
تصميم "مَعيب"
قال الرئيس الفني للخطوط الجوية القطرية علي الحلي، إن التصميم والتصنيع الحاليَّين لطائرة "إيه 350" "مَعيب"، وإنه فحص جميع طائرات "إيه 350" التي وقفت الشركة استخدامها.
يشمل الضرر الملحوظ تصدعات وتشققاً شديداً على إطارات النوافذ وحولها، وتلف طبقة الحماية من الصواعق. وقدمت شركة "الخطوط الجوية القطرية" صوراً في البيان بهدف إظهار الضرر.
في إفادة شاهد أخرى، واجهت "الخطوط الجوية القطرية" قرار "إيرباص" بشكل منفصل لتوريد طلبية من طائرات "إيه 321"، ورفعت شركة الطيران دعوى قضائية بشأن الإلغاء، وسيُصدِر القاضي حكماً بشأن النزاع الأسبوع المقبل.
ذكرت "إيرباص" أن "الخطوط القطرية" وقفت استخدام طائرات "إيه 350" لأسباب تجارية، ولأن أعمالها تضررت من وباء فيروس كورونا، لكن "الخطوط القطرية" ردّت في الوثائق بأن من "الخطأ تماماً" الإشارة إلى أنها تعمل دون طاقتها، موضحة أن السعة حاليّاً أعلى من معدلات ما قبل الوباء.
قالت شركة الطيران إن أياً من الطائرات الأخرى المتاحة لها، بما في ذلك طرازات "737 ماكس" و"787" و"777 " من شركة بوينغ، هي مقارنة حقيقية بطائرة "إيه 321 نيو".
كانت "الخطوط القطرية" تأمل في استخدام الطائرة الاقتصادية بعيدة المدى لخدمة الأسواق الأصغر مثل تولوز وليون وبيرغن وبلباو، لكنها وقفت هذه الخطط حاليّاً.
ضغط الطلب
قالت "الخطوط القطرية" أيضاً إن "إيرباص" تكافح لتلبية الطلب على طائرة "إيه 321" الشهيرة، بعد أن ذكرت الشركة المصنعة في بياناتها الخاصة، أنه في حال إعادة العمل بعقد "إيه 321"، فسيؤجَّل لعدة أشهر.
وفقاً لكرونوسلاف كراياتشيفيتش، أحد كبار المديرين للإشراف على الإنتاج وتسليم الطائرات بقطر، في شهادته، فإنه "إذا كانت (إيرباص) غير قادرة على الامتثال لالتزاماتها التعاقدية بتسليم طائرة (إيه 321 نيو) وفقاً لجدول التسليم، فإن مسؤولية أي تأخير تقع على عاتق شركة (إيرباص) وحدها"، وأضاف: "أعتقد أن هذه التأخيرات قد تكون ناجمة في الواقع عن عدم قدرة (إيرباص) عموماً على تلبية الطلب".
أوضحت "الخطوط القطرية" أنها بسبب تأجيل طلبية طائرات "إيه 350" اضطُرّت إلى اللجوء إلى بدائل، بما في ذلك عقود الإيجار الشاملة –وهو ترتيب مؤقت توفر فيه الشركة المؤجرة طائرة مع الطاقم والصيانة والتأمين- وإعادة طائرات "إيه 380" إلى الخدمة، وهي بدائل مكلّفة وتؤدي إلى تباين في مستوى الخدمة لدى شركة الطيران، مما تسبب في إثارة شكاوى، وفقاً لشركة الخطوط.
حتى مع استمرار المعركة القانونية، سعت شركة الطيران لدحض مزاعم شركة "إيرباص" بأن العلاقة بين الشركتين أصبحت متوترة، وقال كراياتشيفيتش: "(الخطوط الجوية القطرية) وـإيرباص) عملتا معاً لأكثر من 20 عاماً. أثق أن العلاقة ستبقى قوية ومستمرة على الرغم من هذه الدعاوى القضائية".