من المرجح أن يستثمر الصندوق السيادي السعودي مئات ملايين الدولارات في 4 شركات إنشاءات محلية، حيث يتطلع لتعزيز القطاع الذي أصيب بالشلل بسبب تأخر الحكومة في سداد مستحقات عدد من المشاريع خلال السنوات الأخيرة.
يُجري صندوق الاستثمارات العامة محادثات مع شركات "نسما القابضة"، و"مجموعة السيف"، و"المباني العامة للمقاولات"، و"البواني"، لشراء حصص أقلية فيها، أو بشركاتها التابعة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. والذين كشفوا أيضاً أن الصندوق عيّن "روتشيلد" و"جي آي بي كابيتال" كمستشارين، ويتطلّع للاستحواذ على حصص تبلغ حوالي 30% من كل شركة.
اقرأ أيضاً: الصندوق السيادي السعودي يدرس خيارات استثمار حصته في أرامكو
الأشخاص أضافوا أن الصندوق قد يستثمر لاحقاً في شركات مقاولات دولية تتولّى العمل في مشروعاتٍ بالمملكة.
"بن لادن" و"سعودي أوجيه"
يعتمد صندوق الاستثمارات العامة، البالغة قيمة أصوله 580 مليار دولار، على شركات الإنشاءات لبناء مجموعة من المشاريع كجزء من خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتخفيف اعتماد الاقتصاد السعودي عن النفط. حيث يستثمر الصندوق مئات المليارات من الدولارات على تطوير المنتجعات السياحية والوجهات الترفيهية، بالإضافة إلى مدينة "نيوم" الجديدة كلّياً.
اقرأ أيضاً: الصندوق السيادي السعودي يستحوذ على 55% في "ديبا" للتصميم والمقاولات
وفق الأشخاص المطلعين، فإن المحادثات بين الصندوق والمقاولين الأربعة في مرحلة مبكرة، وقد لا تسفر عن أي صفقات. وامتنع صندوق الاستثمارات العامة و"روتشيلد" عن التعليق، بينما لم ترد "جي آي بي كابيتال" و"نسما" و"السيف" و"المباني" و"البواني" على طلبات التعليق.
دخلت العديد من شركات المقاولات السعودية في أزمة، وبعضها وصل إلى الانهيار، بسبب سوء الإدارة، إلى جنب امتناع الحكومة عن سداد المدفوعات المستحقة لهم في أعقاب انهيار أسعار النفط عام 2014.
استحوذت الحكومة على حصة كبيرة في مجموعة بن لادن السعودية، أكبر شركة إنشاءات في البلاد، في عام 2018 كجزء من تسوية وسط مزاعم بالفساد. والشركة حالياً في خضمّ إعادة هيكلة ديون البنوك.
كما انهارت شركة "سعودي أوجيه" عام 2017 بسبب التأخر في السداد من قِبل الحكومة إلى حدٍّ كبير. وكانت الشركتان لعقودٍ من الزمان مسؤولتين عن معظم مشاريع تطوير البنية التحتية الرئيسية في البلاد.