ستطلب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) 61 طائرة من طراز "إف-35" في ميزانيتها المقبلة، أي 33 طائرة أقل مما كان قد خُطط لطلبه سابقاً من الطائرات الشبحية التي تصنّعها شركة "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin)، وفقاً لأشخاص مطلعين على مخطط الإنفاق.
كانت وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لتمويل شراء 94 طائرة في السنة المالية 2023، مما يعني زيادة عن العدد البالغ 85 في ميزانية هذا العام، وفقاً لأحدث نسخة من "تقرير الاستحواذ المختار" لبرنامجها الأكثر تكلفة.
قد يكون التخفيض المقترح لطائرات "إف-35" أكثر بند مشتريات مثير للجدل في طلب ميزانية الأمن القومي التي من المتوقَّع أن تتجاوز 770 مليار دولار للسنة التي تبدأ في الأول من أكتوبر.
يتم نشر "إف-35" حالياً في أوروبا الشرقية ردّاً على الغزو الروسي لأوكرانيا. تقوم ست طائرات "إف-35" من سرب المقاتلات (34) التابع للقوات الجوية بمهمات "الشرطة الجوية" من إستونيا إلى رومانيا. وفي سياق متصل؛ أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت يوم الإثنين أنَّ ألمانيا ستشتري 35 من هذه الطائرة الحربية.
لكنَّ التباطؤ المقترح في المشتريات قد يثير تساؤلات بين المشرّعين ومستثمري شركة "لوكهيد"، والعملاء في الخارج حول تقليل التزام الولايات المتحدة ببرنامج من المتوقَّع أن يكلف بحثه وتطويره 398 مليار دولار، بالإضافة إلى 1.2 تريليون دولار إضافية لتشغيل وصيانة الأسطول على مدار 66 عاماً.
طلبت المصادر المطلعة على خطة الميزانية عدم الكشف عن هويتها قبل الإعلان العام عن الميزانية في الأسابيع المقبلة.
لن يتم شرح سبب التخفيض رسمياً حتى يتم الإعلان عن ميزانية البنتاغون المقترحة. لكنَّ الطلب يأتي في الوقت الذي تسير فيه المفاوضات مع شركة "لوكهيد مارتن" - التي يقع مقرها في بيثيسدا، ماريلاند - حول عقد "إف-35" القادم لنحو 400 طائرة أبطأ مما كان متوقَّعاً. و ماتزال طائرات "إف-35" متعثرة بسبب التنفيذ المعيب للترقية الأساسية لقدرات برامجها وأجهزتها التي تقدّر تكلفتها بـ 14 مليار دولار.
طائرات "بوينغ" طراز "إف-15 إي إكس"
إلى جانب التخفيض المقترح لطائرات "إف-35"؛ سيطلب سلاح الجو 24 طائرة من طراز "إف-15 إي إكس" غير الشبحية من صنع شركة "بوينغ"، مما يعني ارتفاعاً من 14 طائرة شملتها ميزانية 2021 المالية. يحمل طراز "إي إكس" عدداً أكبر من الذخائر مقارنة بالطائرة "إف-35"، ويقدّر أنَّه أرخص في الطيران. ومع ذلك؛ يخطط سلاح الجو لشراء طائرات "إف-35" أكثر من طائرات "إي إكس".
ورداً على سؤال حول تخفيض مشتريات "إف-35" المخطط لها؛ قالت لورا سيل، المتحدثة باسم مكتب برنامج "إف-35" بوزارة الدفاع، إنَّ طلب الميزانية يمكن مناقشته "بمجرد تسليمه وإصداره، لكن ليس قبل ذلك". وأدلى متحدثون باسم القوات الجوية - أكبر عميل لطائرات "إف-35" - والبحرية بتعليقات مماثلة.
سيطلب سلاح الجو 33 طائرة من طراز "إف-35 أيه" بدلاً من الـ 48 المخطط لها، وستسعى البحرية إلى الحصول على 13 نسخة بدلاً من 26، وسيطلب سلاح مشاة البحرية 15 بدلاً من 20.
ترقية "بلوك 4"
يتم حالياً تثبيت ترقية البرامج والأجهزة الخاصة بـ"بلوك 4" (Block 4) لطراز "إف-35" على الطائرات التي تم نشرها، على الرغم من أنَّه "غير ناضج وغير مكتمل وغير مختبر بشكل كافٍ"، وفقاً لتقييم أجراه مكتب الاختبار في البنتاغون صدر في يناير. وأشار التقرير إلى أنَّ مشغّلي الطائرات "حددوا أوجه القصور في الأسلحة، والالتحام، والاتصالات، والملاحة، والأمن السيبراني، وعمليات الاستهداف التي تتطلب تعديل البرامج، والوقت، والموارد الإضافية، مما تسبّب في حدوث تأخيرات".
"النواب الأمريكي": طائرات "إف-35" قد تفشل في مواجهة أنظمة الدفاع الصينية والروسية
ومع ذلك؛ وصف مسؤولو البنتاغون مهام تحليق الطائرات الآن، بما في ذلك تلك الموجودة في أوروبا، بأنَّها ذات كفاءة. قال الفريق إريك فيك، الذي يرأس مكتب برنامج "إف-35"، للصحفيين هذا الشهر: "نحن نعي التهديدات التي تواجهها طائرة (إف-35) اليوم... وعلى دراية بالتهديدات المنتشرة إلى حد كبير في جميع أنحاء أوروبا... إنَّ هذه هي التهديدات التي تم تطوير الطائرة لمواجهتها".
تكلفة التحديث
قال شخص مطلع على الأساس المنطقي وراء شراء سلاح الجو لعدد أقل من الطائرات، إنَّه لا ينبغي أن يُنظر إلى ذلك على أنَّه تراجع عن الهدف الذي حدّدته الخدمة منذ فترة طويلة لشراء 1763 طائرة من طراز "إف-35". بدلاً من ذلك؛ يقول المصدر، إنَّها مسألة إبطاء المشتريات حتى يتم تثبيت برنامج "بلوك 4" بشكل كامل على طائرات جديدة لتقليل تكلفة تحديثها.
تحديثات طائرة "اف-35" كلفت أكثر من ملياري دولار إضافية
بالإضافة إلى ذلك؛ فإنَّ طائرة "إف-35" متأخرة على الأقل 14 شهراً لبدء وإكمال محاكاة قتالية تأخرت كثيراً لاختبار أدائها ضد تهديدات الدفاع الجوي والطائرات الروسية والصينية الأكثر تقدّماً التي تواجهها الآن، ومن المحتمل في المستقبل أيضاً. قال فيك للصحفيين هذا الشهر، إنَّ طلعات المحاكاة كانت ستجرى في عام 2017، ثم في 2020، ومن المقرر إجراؤها الآن في وقت ما بين يونيو وسبتمبر من عام 2023.