تدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن توقيع عقوبات على شركة "روساتوم" للطاقة النووية المملوكة للدولة في روسيا، وهي مورد كبير للوقود والتكنولوجيا لمحطات الطاقة في أنحاء العالم كافةً، بحسب مصادر مطّلعة على الموضوع.
لم يصدر أي قرار نهائي، وبدأ البيت الأبيض في التشاور مع قطاع الطاقة النووية حول التأثير المحتمل، كما قالت المصادر، التي تم الاتفاق معها على عدم الإفصاح عن هويتها نظراً لمناقشة مداولات غير معلنة.
طالع المزيد: العقوبات على روسيا تضع صناعة الطاقة النووية الأمريكية في خطر
هدف حساس
كانت "روساتوم" هدفاً حساساً لأنَّها والشركات التابعة لها مسؤولة عن نحو 35% من عمليات تخصيب اليورانيوم على مستوى العالم، ولديها اتفاقيات لشحن الوقود النووي إلى دول تقع في أنحاء قارة أوروبا كافةً.
يتعين أن تستثني أي عملية توقيع عقوبات العمل التي تؤديها "روساتوم" مع إيران وفقاً لشروط الاتفاق الذي يقيد البرنامج النووي للبلاد، والذي يحاول بايدن أن يحييه من جديد.
روسيا: العقوبات قد تفرض علينا إعادة التفكير في التزاماتنا بالطاقة
حقّق المؤشر العالمي لليورانيوم "أكس إي تي أف" (The Global Uranium X ETF)، المكاسب على خلفية هذه الأخبار، إذ صعد بنسبة 3.7% مسجلاً أعلى مستوى له في جلسة واحدة. وتقدّمت أسهم شركة "كاميكو" (Cameco Corporation) بنسبة بلغت 5.5% في تورنتو، وزادت أسهم شركة "دينيسون ماينز" (Denison Mines) للتنقيب عن اليورانيوم 4.4%، وبلغت نسبة نمو قيمة أسهم شركة "إنرجي فيولز" ( Energy Fuels Inc.) %4.6، ,ارتفعت أسهم شركة "نيكسجين إنرجي" (NexGen Energy Ltd) بنسبة 3.3%.
على صعيد الولايات المتحدةP صعدت أسهم شركة "يورانيوم إنرجي" (Uranium Energy Corporation) بنسبة 0.7%. زادت أسهم شركة "نورث شور غلوبال يورانيوم مايننيغ" (NorthShore Global Uranium Mining EFT) لحوالي 6%.
لم يتضح ما الذي ستعنيه عملية فرض العقوبات بالنسبة للمحطات النووية الأمريكية ومستوردي الوقود.
روسيا تسيطر
سيطرت روسيا على حصة بلغت 16.5% من واردات اليورانيوم للولايات المتحدة في سنة 2020، و23% من اليورانيوم المخصب المطلوب لتشغيل أسطول المفاعلات النووية التجارية الأمريكية. عادة ما تكون المفاعلات في حاجة إلى التزود بالوقود خلال فترة تترواح ما بين 18 إلى 24 شهراً، ومن المعتاد أن تشتري المرافق الوقود الكافي لسنوات مقبلة، وتحتفظ بمخزونات ضخمة.
رداً على العقوبات الغربية.. روسيا تحظر تصدير بعض السلع والمواد الخام
قال سيث غراي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير تكنولوجيا الوقود النووي "لايت بريدج" (Lightbridge Corp): "يوجد وقت للتعامل مع الأمر. ما دامت قد تواصلت العقوبات خلال السنتين القادمتين؛ فلن تنقطع العمليات التشغيلية بقدر كبير".
تجدر الإشارة إلى أنَّ اليورانيوم لم يكن مدرجاً ضمن القائمة عندما أعلنت إدارة بايدن يوم الثلاثاء أنَّها بدأت في فرض حظر على الواردات الروسية من النفط الخام، والفحم، ومنتجات الطاقة الأخرى.
صرّح مسؤول كبير في الإدارة الإمريكية أنَّ إدارة بايدن تدرس خيارات عديدة، وكل شيء مطروح للنقاش على الطاولة، مضيفاً أنَّه ليس هناك قرار على وشك الصدور يتعلّق بهذا الشأن.
اقرأ أيضاً: بوتين يطلق عصراً جديداً من انتشار التسلح النووي
زيادة سعر اليورانيوم
من الممكن أن يزيد أي حظر من هذا النوع من سعر اليورانيوم، ويؤثر بطريقة كبيرة على شركات التشغيل النووية على غرار شركة "سازرن" (Southern Co)، ومجموعة "كونيستليشن إنرجي" (Constellation Energy Group، Inc).
في غضون الأيام الأخيرة، طالب "الاتحاد الأمريكي لمنتجي اليورونيوم" إدارة بايدن بفرض حظر على واردات اليورانيوم الروسي، في حين مارست مجموعات القطاع النووية ضغوطاً ضد توقيع عقوبات على اليورانيوم في البلاد.
قال كريس جادومسكي، الذي يعمل محللاً متخصصاً في القطاع النووي في "بلومبرغ إن إي أف": "ليس في إمكاننا أن نتحمل الاستغناء عن اليورانيوم والتخصيب الروسيين". تابع:"اليورانيوم الروسي أقل سعراً من المصادر الأخرى على مستوى العالم، في حين يعتبر حجم إنتاج الولايات المتحدة ضئيلاً للغاية".
قالت ماريا كورنيك، الرئيسة التنفيذية لـ"معهد الطاقة النووية"، خلال فعالية صحفية على هامش مؤتمر "سيرا ويك" (CERAWeek) للطاقة الذي نظّمته شركة "ستاندرد أند بورز غلوبال" في هيوستن، إنَّه سيتوجب على شركات التشغيل النووية الأمريكية التوجه لاستيراد اليورانيوم المخصّب من دول أخرى على غرار فرنسا، واليابان، والصين في حال تم توقيع عقوبات على الوقود القادم من روسيا.
"لديَّ اعتقاد بأنَّنا في حالة جيدة" على صعيد إمدادات اليورانيوم المخصب في الأجل القريب في ظل وجود شركات تشغيل تملك إمدادات للتزود بالوقود خلال فصلي الربيع والخريف للعام الحالي. تابعت: "يعطينا هذا مساحة زمنية للتعامل مع الأمر".