"لوفتهانزا": الأزمة الأوكرانية تُخيّم على آفاق التعافي مع تحليق أسعار النفط

طائرة بوينغ "747" التي تديرها "لوفتهانزا" بأغطية واقية على المحركات، في مطار فرانكفورت، ألمانيا. - المصدر: بلومبرغ
طائرة بوينغ "747" التي تديرها "لوفتهانزا" بأغطية واقية على المحركات، في مطار فرانكفورت، ألمانيا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قالت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا"، إنَّ الحرب في أوكرانيا ستخيم على آفاق التعافي الذي طال انتظاره بسبب جائحة فيروس كورونا، في ظل ارتفاع أسعار الوقود، وتحويل مسار الرحلات الجوية لتجنّب إغلاق الأجواء.

قلّصت أكبر شركة طيران في أوروبا خسائرها السنوية بمقدار الثلثين في عام 2021، بفضل تخفيف قيود مواجهة فيروس كورونا، وفقاً لبيان "لوفتهانزا" اليوم الخميس. وأوضحت الشركة أنَّ أرباح هذا العام قد تظهر مزيداً من التحسن، لكن أصبح من المستحيل تقديم التقدير بسبب الهجوم الروسي.

قالت الشركة الألمانية: "عدم اليقين الكبير حول التطورات الهائلة في أوكرانيا، والعواقب الاقتصادية والجيوسياسية للصراع، فضلاً عن مواطن الغموض بشأن مسار الوباء؛ لا يسمح بتقديم التوقُّعات المالية بشكل مُفصّل".

انخفضت أسهم "لوفتهانزا" بنسبة 4.1%، كما في الساعة 9:14 صباحاً في فرانكفورت، لتصل خسائرها منذ دخول القوات الروسية أوكرانيا إلى 12%، لتقلّص مكاسبها منذ بداية 2022 إلى 3%.

اضطراب واضح

تُعد "لوفتهانزا" أول شركة طيران كبرى تقدّم تحديثاً للإيرادات منذ أن أصبح نطاق الاضطراب الناجم عن الغزو واضحاً، مع إغلاق المجال الجوي على نطاق واسع، مما أدى إلى تغيير مسارات السفر في أوروبا الشرقية، وإغلاق أقصر الطرق المؤدية إلى آسيا.

قفزت أسعار النفط فوق 110 دولارات للبرميل، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الكيروسين، وأثّر هذا على المستهلكين عبر زيادة قيمة فواتير الأسر.

قال أليكس إيرفينغ، المحلل في "برنشتاين": "ما تزال مخاطر التعرض للمجال الجوي الروسي مرتفعة" بالنسبة لشركة (لوفتهانزا)، وقد خفف من وطأتها، النقص النسبي في الطلب على رحلات السفر لأغراض العمل والطرق المؤدية إلى آسيا بعد فرض القيود لمواجهة الوباء.

سجلت "لوفتهانزا" خسارة معدلة قدرها 2.35 مليار يورو (2.6 مليار دولار) قبل الفوائد والضرائب، مدعومة بإيرادات قياسية في قطاع الشحن، متجاوزة بذلك توجيهاتها، ولكنَّه كان أقل قليلاً من متوسط ​​تقديرات المحللين.

توقَّعت شركة الطيران تحسناً في الأرباح قبل الفوائد والضرائب، والتدفق النقدي الحر خلال 2022، بفضل التحسينات من أبريل فصاعداً بعد الربع الأول الصعب الذي تأثر بمتحور "أوميكرون" من فيروس كوورنا.

التكاليف الخارجية

مع ذلك؛ حذرت "لوفتهانزا" من أنَّ زيادة التكاليف الخارجية ستؤثر في صناعة الطيران بأكملها خلال 2022. وتتحوط شركة الطيران حالياً بنسبة 63% من احتياجاتها من الوقود لعام 2022 بسعر 74 دولاراً للبرميل.

في حين يُعد هذا الوضع أفضل من العديد من شركات الطيران؛ إلا أنَّه لا يرقى إلى المستوى لدى منافستها منخفضة التكلفة "رايان إير هولدينغز"، التي قالت أمس الأربعاء، إنَّها تتحوط بنسبة 80% عند 63 دولاراً للبرميل حتى مارس من العام المقبل.

حتى في هذه الحالة، تواجه شركة الطيران الأيرلندية تكاليف إضافية قدرها 50 مليون يورو بسبب نسبة 20% من الوقود التي لم تتحوط من أسعارها.

أعلنت "آي أيه جي" (IAG)، المالكة لـ "بريتيش إيرويز"، و"إيرفرانس كيه إل إم" (Air France-KLM) عن درجات أقل من التحوط عند نشر نتائج الأعمال في وقت سابق.

توقَّعت "لوفتهانزا" أن تتجاوز نسبة إشغال المقاعد خلال العام الحالي نسبة 70% التي سجلتها في 2019، مقابل 40% في 2021. ومن المرجح أيضاً أن يصل إشغال المقاعد إلى حوالي 85% بحلول الصيف، مع عودة مسارات المسافات القصيرة والمتوسطة إلى طبيعتها تقريباً، في الوقت الذي مازالت فيه العمليات بين القارات متأخرة.

قال إيرفينغ، إنَّ "آي أيه جي"، و"فرانس- كيه إل إم" تشهدان إشغال مقاعد أسرع، إذ تستهدف الشركة الأم لـ "بريتيش إيرويز"، نسبة إشغال 85% للعام بأكمله.

ارتفاع الحجوزات

كانت مبيعات شهر فبراير أعلى من أي وقت مضى منذ بداية الوباء في ظل تلاشي مخاوف أوميكرون، إذ وصلت حجوزات عيد الفصح وعطلة الصيف إلى مستويات ما قبل الوباء تقريباً. وأوضحت شركة الطيران أنَّ الطلب قوي بشكل خاص على الوجهات في الولايات المتحدة والبحر الأبيض المتوسط.

وألمحت الشركة إلى أنَّها ما تزال تخطط لبيع جزئي، أو إدراج ذراع الصيانة " تكنيك" (Technik) في عام 2023.

كما أكدت أنَّها تستهدف بيع خدمة بطاقة الائتمان "أير بلس" (AirPlus)، ومجموعة "إل إس جي"، وهي ذراع الضيافة في لوفتهانزا، بمجرد تعافي السوق، ويمكنها الحصول على أسعار أفضل.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك