عطّل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا سوق الطروحات العامة الأولية في أوروبا حالياً، بعدما كان المصرفيون يستعدون لشهر أكثر نشاطاً في مارس بعد بداية بطيئة منذ بداية 2022.
من بين الاكتتابات العامة الكبيرة التي كانت مرتقبة في الأشهر المقبلة؛ "نوسيرا" (Nucera) للتحليل الكهربائي التابعة لشركة "تايسينكروب" (Thyssenkrupp)، وقسم الطاقة المتجددة "Plenitude" التابع لشركة " إيني" الإيطالية، ووحدة الطعام بشركة " أولام إنترناشونال" (Olam International).
لكنَّ الشركات كانت تعاني أصلاً من أجل بيع الأسهم في ظل تقلّبات السوق المتزايدة الناجمة عن تشديد السياسة النقدية. كما يُضاف على ذلك الوضع المظلم الصراع المتصاعد في أوكرانيا، مما يجعل استمرار الطروحات الكبيرة خلال الأسابيع المقبلة أمراً غير مرجح.
قالت سوزانا ستريتر، المحللة لدى "هارغريفز لانسداون" (Hargreaves Lansdown): "التوقيت هو العامل الأكثر أهمية بالنسبة للاكتتاب العام... نظراً لأنَّ الغزو في أوكرانيا زاد من تأجيج التقلّبات التي شهدناها في الأسواق المالية منذ بداية العام، فمن المرجح أن يتم تعليق خطط الطروحات الجديدة حتى عودة الهدوء".
أوروبا قلقة
قُيّمت الاكتتابات الأولية في البورصات الأوروبية منذ بداية 2022 بنحو 3 مليارات دولار بانخفاض 80% خلال الفترة نفسها من 2021، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. كما أُلغيت عدة خطط للإدراج، في حين تعين على الشركات التي واجهت الأسواق المتقلبة أن تخفف من توقُّعات التقييم الخاصة بها لإرضاء المستثمرين الذين يتوخون الحذر.
قال جافين لاوندر، مدير استثمار في "ليغال آند جينرال انفستمنت مانجمنت" (Legal & General Investment Management): "سيكون الأمر مثيراً للدهشة حال إتمام العديد من الاكتتابات الأولية في البيئة التي يشوبها التوتر حالياً... أوروبا ستكون قلقة أكثر من بقية العالم بسبب القرب الجغرافي".
كان الجدول الزمني على المدى القريب في أوروبا رديئاً بالفعل، وكانت "إندستري دي نورا" (Industrie De Nora) الإيطالية المتخصصة بإنتاج الهيدروجين الأخضر، بمثابة الصفقة الوحيدة البارزة في السوق.
قال بول غو، مدير قسم الاكتتاب العام العالمي في "إرنست آند يونغ"، إنَّه لا يوجد صانع سوق يحب عدم اليقين عند تسعير الاكتتاب العام، ومضى إلى القول: "على المدى القصير جداً؛ ستُعلق بعض الصفقات الكبرى، التي تبحث عن حد أدنى معين من التقييم حتى يصبح الوضع أكثر وضوحاً ويستقر".
لن يتم تقليص الاكتتابات العامة الأولية في أوروبا فقط؛ إذ من المحتمل أن تتأثر الطروحات في آسيا، التي عانت من عدم تطابق التقييم بين المشترين والبائعين هذا العام.
قال بريان فريتاس، المحلل في منصة الأبحاث المستقلة "سمارتكارما" (Smartkarma)، ومقرها أوكلاند، إنَّ التوقُّعات بشأن الاكتتابات العامة الأولية خلال مارس في آسيا "ليست رائعة... قد يُؤجل هذا المزيد من خطط الاكتتاب العام حتى يستقر الوضع في أوكرانيا".