قالت مصادر مطّلعة، إنَّ شركة "دويتشه بان" (Deutsche Bahn) الألمانية الوطنية للسكك الحديدية، اتخذت أولى الخطوات الملموسة للتحضير لبيعٍ أو إدراجٍ محتمل لوحدتها اللوجستية "دي بي شينكر" (DB Schenker)، التي قد تصل قيمتها إلى حوالي 20 مليار يورو (23 مليار دولار).
ذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لخصوصية المداولات، أنَّ الشركة المملوكة للحكومة تعمل مع جهة استشارية، ومستشار قانوني لتجهيز الأعمال لصفقة محتملة في وقت لاحق من هذا العام. وأضافت المصادر أنَّ الخيارات التي يجري النظر فيها تتراوح من بيع الحصة الكاملة أو حصة أغلبية، وصولاً إلى بيع محتمل لحصة أقلية، أو القيام باكتتاب عام أولي.
مثل شركات النقل والخدمات اللوجستية الأخرى؛ فقد اكتسبت "دي بي شينكر"، قيمة خلال جائحة "كوفيد-19"، وفقاً لما ذكرته المصادر.
برغم أنَّ الحكومة الألمانية لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن السعي للبيع؛ فإنَّ شركات الاستحواذ تصطف بالفعل بترقب، فقد قالت المصادر، إنَّ "مجموعة كارلايل" (Carlyle Group)، و"سي في سي كابيتال بارتنرز" (CVC Capital Partners) تجريان محادثات للتعاون بهدف تقديم عرض، في حين أنَّ "أدفنت إنترناشيونال" (Advent International)، و"باين كابيتال" (Bain Capital)، بالإضافة إلى مجموعة "بلاكستون" قد يسعينَ إلى التعاون معاً.
بإمكان "دي بي شينكر" أيضاً جذب شركات لوجستية منافسة، فقد قال كبير المسؤولين الماليين ينس لوند، في يوليو، إنَّ شركة النقل الدنماركية العملاقة "دي إس في" (DSV) ستكون مهتمة بشراء "دي بي شينكر" إذا قررت الدولة الألمانية البيع. ومن بين مقدمي العروض المحتملين الآخرين في هذا المجال، شركة خدمة البريد الألمانية "دويتشه بوست" (Deutsche Post)، وشركة "كوني آند ناجل إنترناشيونال" (Kuehne & Nagel International) السويسرية.
من جهتهم، رفض ممثلو شركات "أدفنت"، و"بلاكستون"، و"مجموعة كارلايل"، و"سي في سي كابيتال بارتنرز"، و"كوني آند ناجل إنترناشيونال"، ووزارة المالية الألمانية التعليق. وقالت متحدثة باسم "دويتشه بان"، إنَّ القرار لم يتخذ بعد، ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات. ولم يتسنَ على الفور الوصول إلى ممثلين عن شركة "باين كابيتال" للحصول على تعليقهم.
أرباح قياسية
زادت فرص بيع الحكومة الألمانية للأصول المملوكة للدولة والحصص في الشركة، بعد أن وافق الائتلاف الحاكم المكوّن من ثلاثة أحزاب في أواخر العام الماضي على تعيين كريستيان ليندنر من "الحزب الديمقراطي الحر" المؤيد لقطاع الأعمال في منصب وزير المالية، والذي سيتعين عليه استمالة الديمقراطيين الاشتراكيين بقيادة المستشار أولاف شولتز، الذين يعتمدون بشدة على ناخبي النقابات، وكذلك "حزب الخضر".
لكن نظراً لاتفاقهم العريض على أنَّ الاستثمارات الكبيرة مطلوبة لتوسيع وتحسين شبكة السكك الحديدية لدى "دويتشه بان" للمساعدة في مكافحة تغير المناخ؛ فإنَّ هناك فرصة معقولة لقبولهم ببيع جزئي على الأقل، بحسب ما قالت مصادر مطّلعة على الأمر.
تساعد شركة "دي بي شينكر" في نقل البضائع براً وجواً وبحراً، وتوظف أكثر من 74500 موظف في حوالي 2100 فرع لها على مستوى العالم. وسجلت الوحدة أرباحاً تشغيلية قياسية للنصف الأول بلغت حوالي 630 مليون يورو في عام 2021 على خلفية ارتفاع الطلب على الخدمات اللوجستية. جاء ذلك حتى في الوقت الذي كبّد فيه الوباء شركة "دويتشه بان" الأم خسارة تشغيلية بلغت 975 مليون يورو خلال الفترة نفسها.
سيُصنَّف بيع "دي بي شينكر" بين أكبر عمليات بيع الحصص في شركة فرعية تجري هذا العام. ويتزامن البيع المرتقب مع استكشاف شركة الأدوية السويسرية "نوفارتس" (Novartis) إمكانية بيع وحدتها للأدوية "ساندوز" (Sandoz)، التي يمكن أن تقدّر قيمتها بنحو 25 مليار دولار. وبدورها؛ تدرس شركة "والغرينز" (Walgreens Boots Alliance) تصفية استثماراتها من متجر الأدوية الدولي "بووتس" (Boots).