أحاطت الشكوك خطة شركة "غلينكور" لتوسيع أحد أكبر مناجم التوتياء والرصاص في العالم بعدما توصلت حكومة ولاية أسترالية إلى أنَّ الشركة أخفقت في التشاور بدرجة كافية مع الرعاة من السكان الأصليين المشرفين على حماية موقع مقدس.
في حكم يذكِّر المستثمرين في مجال الموارد الطبيعية بالهجوم المضاد على مجموعة "ريو تينتو" (Rio Tinto) بسبب تدميرها لملاجئ صخرية قديمة؛ كشفت حكومة الإقليم الشمالي في أستراليا أنَّ "غلينكور" لم تتشاور مع كلِّ الوصاة الذين يحرسون موقع "دامانغاني" المقدس بشأن خططها لتوسيع منجم نهر مكارثر.
قالت الشركة، التي تتخذ من سويسرا مقراً لها، في مارس 2017، إنَّها توصلّت لاتفاقية مع المعنيين من السكان الأصليين على التوسع.
قالت هيئة حماية مناطق السكان الأصليين، إنَّ الحكم الذي أصدرته الحكومة يوم الثلاثاء يعني أنَّ على الشركة أن تجري مشاورات مع جميع الرعاة الذين يحرسون الموقع قبل أن تبدأ بأي توسعات.
قال بنديكت سكامباري، الرئيس التنفيذي لهيئة حماة مناطق السكان الأصليين، في بيان: "إنَّ حماية المواقع المقدسة ليست إجراءً ورقياً روتينياً، أو عقبة يمكن الالتفاف حولها، بل يجب أن يوافق حماة المواقع المقدسة من السكان الأصليين على تنمية الموقع موافقة حرة ومسبقة ومستندة إلى معلومات".
خطة توسع
تسعى "غلينكور" في إطار خطة للتوسع لمضاعفة ارتفاع منشأة للمخلّفات من الصخور تقع بجوار موقع "دامانغاني" المقدس.
إنَّ ارتفاع المنشأة حالياً محدد عند 80 متراً للحفاظ على إمكانية رؤية موقع "دامانغاني" داخل المنطقة المحيطة.
رداً على قرار الحكومة؛ قالت "غلينكور" في بيان بالبريد الإلكتروني يوم الأربعاء، إنَّها منذ 2018 قد "التزمت علناً بالتواصل مع حراس المواقع التراثية للتفاوض حول اتفاقية استغلال أراضي السكان الأصليين"، كما أضافت الشركة أنَّها ما تزال "ملتزمة بالاستمرار في تطوير موقع المنجم".
تعرّضت شركات المناجم والتعدين على مستوى العالم لضغوط من أجل تحسين إجراءات حماية تراث السكان الأصليين بعدما دمرت "ريو تينتو" الملاجئ الصخرية التي استخدمتها الشعوب الأصلية في أستراليا على مدى نحو 46 ألف سنة.
ترتب على حادثة "جوكان غورج" في غرب أستراليا أن غادر العديد من كبار مديري "ريو تينتو"- من بينهم الرئيس التنفيذي السابق جان سيباستيان جاك- مناصبهم، فضلاً عن إطلاق عملية إصلاح لقانون حماية التراث في الولاية.
كما سلّطت الأضواء على المبادئ الثقافية الحاكمة لشركة "غلينكور" في الأعوام الأخيرة بعد أن أعلنت خضوعها للتحقيق من قبل وزارة العدل بالولايات المتحدة في قضايا فساد وغسل أموال.
اعترف الرئيس التنفيذي الجديد للشركة غلين نيغل الثلاثاء بوجود "عيوب في الثقافة الحاكمة لدينا"، متعهداً بالقضاء على السلوكيات الخاطئة.
