دخلت شركات "متيتو هولدينغز" (Metito Holdings) الإماراتية و"سكاتك إيه إس إيه" (Scatec ASA) و"أوراسكوم للإنشاءات" في محادثات مع مصر، حول إنشاء محطة تحلية مياه بتكلفة 1.5 مليار دولار، وتعمل بالطاقات المتجددة، إذ تحاول الدولة علاج أزمات نقص المياه التي تلوح في الأفق.
طالع المزيد: مصر تبحث عن شركاء لتشييد محطات تحلية مياه بتكلفة 2.5 مليار دولار
يناقش تحالف الشركات الثلاث إمكانية الشراكة مع صندوق الثروة السيادية في مصر، في المشروع الذي سيتبع نظام البناء والملكية والتشغيل والنقل، وفقاً لكريم مدور، العضو المنتدب لـ"متيتو" في إفريقيا.
أعلنت مصر، التي تعتمد على نهر النيل في الحصول على الجزء الأكبر من المياه العذبة، عن خطط لإنشاء مجموعة من محطات لتحلية المياه، بما في ذلك مبادرة يشارك فيها صندوق الثروة السيادية ومستثمرون من القطاع الخاص، بقيمة 2.5 مليار دولار، وتستهدف بناء أكثر من دزينة منشآت تعمل بالطاقات المتجددة بحلول 2025.
عجز واسع النطاق
تواجه مصر عجزاً واسع النطاق، يخشى المسؤولون أنه سيزداد سوءاً، بسبب سدّ الطاقة الكهرومائية العملاق الذي تملؤه إثيوبيا من مياه الرافد الأساسي.
يتضمن مقترح التحالف بناء منشأة للطاقة الشمسية بقدرة 400 ميغاواط، ومحطة تحلية مياه قادرة على معالجة ما يتراوح بين مليون ومليونَي متر مكعب يومياً، وفقاً لما ذكره مدور في مقابلة.
مصر تتمتع أيضاً بالإمكانات اللازمة لبناء محطة تحلية مياه عائمة متنقلةعلى غرار المحطات الثلاث التي أنشأتها "متيتو" في السعودية، بتكلفة 300 مليون دولار تقريباً، حسب مدور.
احتياجات المياه
تسابق مصر -التي ستستضيف قمة المناخ العالمية المقبلة في نوفمبر- الزمن لتأمين احتياجاتها من المياه العذبة. وتحتاج الدولة إلى 114 مليار متر مكعب من المياه العذبة سنوياً لتلبية احتياجات سكانها البالغ عددهم أكثر من 100 مليون نسمة، لكنها تحصل على نصف هذه الكمية فقط من موارد طبيعية. ويتوفر باقي العجز عبر إعادة تدوير مياه الصرف الصحي الزراعية، والمياه الجوفيه، واستيراد مزيد من الغذاء بدلاً من ري مزيد من المحاصيل.
سيستفيد المشروع المقترح من قطاع الطاقة الخضراء المزدهر في مصر. وفي ظل احتضانها لواحد من أكبر الحقول الشمسية في العالم، تتطلع الدولة إلى زيادة حصة الكهرباء المولدة من المصادر المستدامة إلى 20% خلال العام الجاري.
اقرأ أيضاً: وزير الري: مصر تواجه تحديات مائية كبرى.. على رأسها سد النهضة
مشروعات على الطريق
في وقت سابق من فبراير الجاري، قال مجلس الوزراء المصري إنّ شركتَي "عبد اللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية" و"حسن علام القابضة" قدمتا عرضاً لبناء محطة تحلية مياه تستهدف إنتاج نحو 2.9 مليون متر مكعب يومياً من المياه بحلول 2030.
انطلقت شركة "متيتو" العائلية في 1958 كأول مؤسسة متخصصة في معالجة المياه بالشرق الأوسط، وفقاً لموقعها الإلكتروني الرسمي. وخلال العام الماضي أصبح طلال غندور، المسؤول المخضرم السابق في "بنك أوف أمريكا"، أول عضو منتدب ورئيس للاستثمارات في الشركة التي أسسها عمه.
قالت "متيتو" إنها تعمل أيضاً على إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مصر، ستكون الأكبر من نوعها حول العالم، وذلك في مشروع استثماري مشترك مع "حسن علام" و"المقاولون العرب" و"أوراسكوم للإنشاءات". ومن المقرر استخدام المياه التي ستُعالَج في استصلاح ما يصل إلى 500 ألف فدان في منطقة غرب دلتا النيل.