اتخذت خطوط الطيران الأوروبية تدابير إضافية للابتعاد عن أوكرانيا، في حين هبطت أسهم شركات الطيران عقب تصاعد حدة التوتر مع عطلة نهاية الأسبوع جراء عمليات حشد القوات الروسية على الحدود.
أوقفت شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية رحلات الطيران المتجهة إلى أوكرانيا يوم السبت عقب رفع الحكومة الهولندية درجة حالة التأهب إلى اللون الأحمر، ونصحت مواطنيها بالمغادرة نظراً لأنَّ الأمن بات محل شكوك.
نفت روسيا عدة مرات أنَّها تعتزم غزو أوكرانيا.
أُجبرت شركة "سكاي أب" (SkyUp) الأوكرانية على الهبوط برحلة واحدة كانت متجهة إلى كييف في مولدوفا عوضاً عن ذلك، بعد أن قالت شركات التأمين، إنَّها ستلغي التغطية التأمينية لشركات الطيران الأوكرانية، مما دفع شركات تأجير الطائرات للمطالبة بإعادة الطائرات إلى الاتحاد الأوروبي.
هبطت أسهم شركة "ويز أير" القابضة المجرية بنسبة 11%، وهو أكبر تراجع منذ شهر نوفمبر الماضي، لتتصدر الانخفاض في قيمة أسهم شركات الطيران الأوروبية.
تقلب أسعار النفط
كما يمثل تقلب أسعار النفط الذي أججته الأزمة تهديداً لأرباح شركات الطيران. هبط سهم شركة "دويتشه لوفتهانزا" بنسبة 6.1% عند الساعة 10:06 صباحاً بتوقيت فرانكفورت، في حين تراجعت أسهم شركة "إير فرانس- كيه إل أم" 7.6%.
أخذت شركات الطيران في الانسحاب من أوكرانيا لأسابيع عديدة، في حين بذل الدبلوماسيون مساعيهم لتفادي المزيد من التصعيد. أصدرت الولايات المتحدة سلسلة من التحذيرات في ظل حشد عسكري روسي يفوق 100 ألف جندي على الحدود.
قالت إسرائيل، إنَّ شركات طيران تشمل شركة "العال" تزيد من رحلات الإجلاء لحوالي 4500 مواطن طلبوا تنظيم رحلات عودة إلى بلدهم.
قلّصت شركة "ريان أير" القابضة عدد الرحلات المجدولة في شهر يناير الماضي، في حين كانت شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية من بين شركات الطيران التي أدخلت تعديلاً على جدول رحلاتها خلال الشهر الماضي لتجنُّب أن تكون طواقم العمل مضطرة للمبيت ليلاً في العاصمة الأوكرانية.
كانت بعض الرحلات المتجهة إلى كييف ما تزال تعمل بطريقة اعتيادية.
قالت شركة "ويز" يوم الإثنين، إنَّها تتابع الموقف. وأكدت شركة الطيران منخفضة التكلفة في شهر يناير الماضي أنَّها متأهبة من أجل نقل الطائرات الأربع التي تقوم على تشغيلها في أوكرانيا في حال تطلّب الأمر ذلك.
تنوي الخطوط الجوية الفرنسية تسيير رحلتها إلى كييف المقررة يوم الثلاثاء كما هو معتاد، وفقاً لمتحدث باسمها، مشيراً إلى أنَّ تناوب الرحلات يجري أثناء النهار دون أن يتطلّب الأمر من طاقم الطائرة المبيت ليلاً هناك.
تحويل مسار الرحلات
تشكّل الرحلات الجوية التي تأتي من أوكرانيا حوالي 3.9% من مقاعد شركة "ويز" التي يقع مقرها في مدينة بودابست المجدولة خلال الربع الحالي من العام، بحسب محللين في شركة "جود بودي" (Goodbody)، في حين تبلغ سعتها من مقاعد الرحلات الروسية المنشأ حوالي 0.8%.
قالت شركة "سكاي أب" الأوكرانية، إنَّ إحدى رحلاتها الجوية التي كانت متجهة إلى كييف قادمة من جزيرة "ماديرا" في البرتغال؛ قد أُجبرت على الهبوط في مدينة تشيسيناو بمولدوفا في تاريخ 12 فبراير الجاري. كما جرى نقل الركاب بالحافلة إلى كييف بعد ذلك، بحسب بيان من شركة الطيران.
شهد اجتماع طارئ، عُقد يوم الأحد، تخصيص مجلس الوزراء الأوكراني لإقرار مبلغ 600 مليون دولار كضمانات لشركات التأمين، وشركات تأجير الطائرات لكي تستمر شركات الطيران في تنظيم رحلاتها إلى البلاد.
عموماً، تفادت شركات الطيران التحليق فوق الأجواء الأوكرانية منذ إسقاط طائرة نقل الركاب النفاثة التابعة للخطوط الجوية الماليزية فوق الأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين في الجزء الشرقي من البلاد خلال سنة 2014. بقي حظر تحليق الرحلات الجوية التجارية فوق شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم مستمراً.