أوقفت شركة "لوكهيد مارتن" عطاءها المقدَّم لشراء شركة "ايروجيت روكتداين" القابضة عقب رفع لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية دعوى قضائية لمنع إتمام الصفقة التي تبلغ قيمتها 4.4 مليار دولار باعتبار أنَّها ستتسبب في الإضرار بالمنافسة وسط مقاولي قطاع الدفاع.
قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "لوكهيد مارتن"جيمس تايكليت، في بيان له، إنَّ صفقة الاستحواذ المزمعة كانت ستؤدي إلى كفاءة أكبر وسرعة وتقليص ملموس في التكلفة للولايات المتحدة. تابع: "برغم ذلك؛ قدَّرنا نظراً لتدابير لجنة التجارة الفيدرالية، أنَّ إيقاف الصفقة سيحقق المصلحة العليا لحاملي أسهمنا".
طالع المزيد: "لوكهيد مارتن" تشتري "أيروجيت روكتداين" مقابل 4.4 مليار دولار
تؤدي صفقة الاندماج المنهارة إلى تعقيد مساعي شركة "لوكهيد" في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند لتطوير أسلحة لديها سرعة تفوق سرعة الصوت، والتي تعد مسألة ملحة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لقطاع الدفاع الأمريكي، بعد أن وضعت الشركة خططاً لإحضار أنظمة الدفع التابعة لشركة "ايروجيت" إلى داخلها. كما يثير ذلك الشكوك حول شركة "إيروجيت" التي تجابه في الوقت الحالي معركة بالوكالة، إذ يتصارع قادتها على مستقبل مورد وزارة الدفاع الأمريكية.
قيمة الصفقة
بحسب تقرير شركة "جيفريز"؛ فإنَّ قيمة الصفقة كانت تزيد بنسبة 0.3% فوق سعر السهم فقط لسنة 2022 بسبب المبيعات الداخلية الكبيرة للشركة.
قال محللون على رأسهم شيلا كاهياوغلو: "ربما يسفر غياب الصفقة عن اختبار حقيقي مبكر لحملة الرئيس الأمريكية جو بايدن لاتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد صفقات الاندماج في أنحاء الاقتصاد.
يعد ذلك ثاني اعتراض مهم جلبته رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان في غضون عدة شهور. في شهر ديسمبر الماضي؛ رفعت الوكالة دعوى قضائية لوقف عملية شراء شركة "نيفيديا" لشركة "أرم" (Arm Ltd.) من مجموعة "سوفت بنك".
وعدت خان بعملية إنفاذ للتدابير أشد صرامة من أجل مكافحة الاحتكار، بما يشمل عمليات الاندماج الكبرى بين الشركات ومورّديها، والتي كانت تخضع عادة لقدر أقل من التدقيق. وافقت هيئات مكافحة الاحتكار على صفقة شراء شركة "نورثروب غرومان" (Northrop Grumman Corp) في سنة 2018 لشركة أمريكية كبرى أخرى "شركة محركات الصواخ"، وهي شركة "أوربيتال" (Orbital ATK).
نتيجة تصويت اللجنة
على صعيد صفقة لوكهيد؛ جاءت نتيجة تصويت لجنة التجارة الفيدرالية بـ4 مقابل لا شيء على قرار التقدم بشكوى في المحكمة الإدارية التابعة للوكالة، وسعت لاستصدار أمر قضائي بمنع الصفقة في المحكمة الفيدرالية. قدَِّرت وزارة الدفاع أيضاً التأثير الناجم عن صفقة الاندماج على تدعيم الأمن القومي وقطاع الدفاع، بيد أنَّها لم تفصح عن توصيتها المقدَّمة للجنة.
حضَّت شركة "رايثيون تيكنولوجيز" لجنة التجارة الفيدرالية على وقف صفقة الاندماج، في حين أنَّ السيناتورة الأمريكية إليزابيث وارن أصدرت تحذيراً من الضرر الذي سيلحق بقطاع الدفاع، إذا كان سيجري ابتلاع لآخر شركة مصنّعة لأنظمة الدفع الصاروخي من قبل أكبر شركة للصناعات الدفاعية على مستوى العالم.
قالت لجنة التجارة الفيدرالية في الشكوى الخاصة بها، إنَّ صفقة الاستحواذ المقدَّمة ستضر بالمنافسة من خلال إعطاء شركة "لوكهيد" "القدرة والحافز" على تحجيم وصول منافسين على غرار شركة "بوينغ" وشركة "رايثيون" لتكنولوجيا محركات شركة "إيروجيت". تتراوح هذه التكنولوجيا بين المحركات الصاروخية وأنظمة الدفع الهوائي ذات السرعة التي تفوق سرعة الصوت.
صفقة أولية
كانت الصفقة من بين أول المبادرات الاستراتيجية التي استهلها تايلكيت بعد أن بات الرئيس التنفيذي لشركة "لوكهيد" في سنة 2020. كانت صفقة الاستحواذ، التي أُعلن عنها عقب مرور 6 شهور فقط على بداية ولايته، ستجمع بين خبرة شركة "إيروجيت" في مجال تصنيع المحركات الصاروخية، وترسانة أسحلة شركة "لوكهيد" التي تترواح بين بطاريات الدفاع الصاروخي، والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
قال تايكليت خلال مؤتمر لمناقشة تقرير أرباح شركة "لوكهيد" عبر الهاتف في 25 يناير الماضي، إنَّه في حين أنَّ امتلاك فريق واحد من المهندسين يعمل على نظام الدفع وهيكل السيارة سيكون أمراً أكثر فاعلية؛ فإنَّه "ما زال لدينا إمكانية للتعامل معه وفق الأسلوب الذي ستجري به تلك الصفقة".
قالت شركة "إيروجيت" في بيان لها يوم الأحد، إنَّها ستركز على استكشاف الفضاء وأسواق النمو للأعمال الدفاعية لتحقيق قيمة للمساهمين، مضيفة أنَّها تمتلك أعمالاً مكدسة، والتي تفوق ثلاثة أضعاف حجم المبيعات لديها. ستقدِّم الشركة الواقعة في مدينة "إل سيغوندو" بولاية كاليفورنيا التفاصيل الأكثر التي تتعلق بأدائها المالي واستراتيجيتها من خلال تقرير أرباح الربع الأخير للسنة الماضية في 17 فبراير الجاري.
رفع تقييم الأسهم
رفع محللو شركة "جيفريز" تقييم أسهم شركة "ايروجيت" من الشراء للاحتفاظ به في وقت سابق من الأسبوع الجاري "وفقاً لنمط النمو الجذاب، ومرونة توزيع رأس المال والتقييم الذي كان يعتمد على إتمام الصفقة عوضاً عن العوامل الأساسية الجذابة المنفردة".
جاء انهيار صفقة الاندماج بشركة "إيروجيت" وسط حالة من عدم اليقين نظراً لأنَّها تجابه في الوقت الراهن معركة بالوكالة من قبل رئيسها التنفيذي، وارن ليختنشتاين. قالت شركته الاستثمارية، "ستيل بارتنرز" القابضة في الأول من شهر فبراير الجاري، إنَّها ستبذل ما بوسعها من أجل تغيير العديد من مديري شركة الدفاع، من بينهم الرئيسة التنفيذية إيلين دريك، للتأكد من أنَّ شركة "إيروجيت" "في موقف مثالي للاستمرار في العمل ككيان يتمتع بالاستقلالية".
كشفت شركة "إيروجيت" في اليوم نفسه عن فتح تحقيق داخلي مرتبط باتهام ليختنشتاين بمحاولة إجراء تعديل على تشكيل مجلس الإدارة من أجل الحفاظ على منصبه. وصفت شركة "ستيل بارتنرز"، أحد أكبر مساهمي شركة "إيروجيت"، لاحقاً إعلان الشركة بأنَّه مضلل وانتقامي.