ناقش مديرون تنفيذيون في "آي بي إم" من خلال رسائل بريد إلكتروني كيفية التخلص من العمال الأكبر سناً، وسخروا منهم ووصفوهم بالديناصورات في تشبيه بمسلسل الرسوم الكارتونية "دينو بيبيس"، وذكروا أنه يتعين عليهم أن يصبحوا "كائنات منقرضة" حسب ما جاء في الدعوى القضائية التي رُفعت ضد الشركة بزعم التمييز على أساس السن.
تُظهِر رسائل البريد الإلكتروني "عداءً شديداً ومجرماً" من مسؤولي الشركة الذين تقلّدوا وقتها "مناصب أعلى" في الشركة ضد الموظفين الأكبر سناً، وفقاً لملف الادعاء الذي قُدِّم يوم الجمعة.
يكشف جانب من ملف الادعاء أجزاء من رسائل البريد الإلكتروني ضمن إجراءات تحكيم منفصلة لا تكشف عن هويات مسؤولي الشركة أو تشير إلى وقت مناقشاتهم. وقد أصدر قاضٍ أمراً بالإفراج عن نسخ من الوثائق الأساسية.
تحدّث مسؤول في "إنترناشيونال بيزنس ماشينز" (International Business Machines Corp)، في إحدى رسائل البريد الإلكتروني، عن خطة "لتسريع التغيير والاستبدال بمن وصفهم بـ"دينو بيبيس"، وتحويل الموظفين كبار السن إلى "أجناس منقرضة"، وفقًا للإفصاح.
يُظهِر ملف الادعاء شكوى مسؤولي الشركة أيضاً من "الأمهات العتيقة من الموظفين" في الشركة، التي "يجب أن تتغير"، كما ناقشوا تقليصهم من حصة فريق عمل "آي بي إم" مقابل جيل الألفية، الذي يُعتبر أقل بكثير من أي شركة منافسة لهم، إذ قالوا إنّ حصة جيل الألفية ستزداد بعد تسريح الموظفين.
تبريرات الشركة
قال متحدث باسم "آي بي إم" في بيان إن الشركة لم تشارك على الإطلاق في تمييز منهجي على أساس السن، وإنها فصلت الموظفين بسبب تغير ظروف العمل لا بسبب أعمارهم. وأشار البيان إلى أن متوسط عمر موظفي "آي بي إم" في الولايات المتحدة عام 2020 كان 48 عاماً، وهو نفس المتوسط في عام 2010.
أشار المتحدث إلى أن اللغة التي جرى التحدث بها في رسائل البريد الإلكتروني "لا تتفق مع احترام الشركة لموظفيها، وكما تظهر الحقائق بوضوح فهي لا تعكس ممارسات الشركة أو سياساتها".
تواجه الشركة دعاوى قضائية تتهمها بالتمييز على أساس السن في إجراءات التحكيم والمحاكمة من قِبل موظفين سابقين بكل أنحاء البلاد.
قال نائب رئيس الشركة السابق للموارد البشرية، في شهادته أمام المحكمة في إحدى القضايا، إنّ الشركة واجهت مشكلات في توظيف المواهب وحددت طريقة واحدة لإظهار "آي بي إم" لجيل الألفية على أنها ليست "مؤسسة متداعية قديمة"، والسعي لإظهار الشركة على أنها "مؤسسة عصرية".
قدمت المحامية شانون ليس ريوردان ملف الادعاء يوم الجمعة حي تمثّل مئات الموظفين الذين يرفعون قضايا ضد الشركة.
قالت ليس ريوردان في مقابلة يوم الجمعة: "(آي بي إم) مارست تمييزاً فاضحاً على أساس السن وحاولت استخدام بنود التحكيم لحماية تلك الأدلة من الجمهور والموظفين الآخرين الذين يحاولون بناء قضايا تمييز خاصة بهم".