سجلت الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) أدنى أرباح سنوية منذ عام 2004، وبتراجع نسبته 87.8% عن أرباح 2020.
الشركة، المدرجة بسوق الأسهم السعودية، حققت أرباحاً قدرها 192.43 مليون ريال في 2021، وتُعدُّ الأدنى منذ 18 عاماً. مدفوعةً بانخفاض الإيرادات إلى 5.3 مليار ريال من 8.3 مليار.
عزت "البحري" هذا التراجع إلى لانخفاض في الإيرادات من عدة قطاعات، لاسيما نقل النفط الخام، بنسبة 49%، أي ما يوازي حوالي 3 مليارات ريال، بسبب الانخفاض الحاد في معدلات أسعار النقل العالمية، بالتوازي مع تراجع عمليات النقل خلال العام 2021.
4 أسباب
يُرجع المحلل المالي هشام المهنا سبب تراجع أرباح الشركة إلى 4 عوامل، تباطؤ التعافي التدريجي في الأسواق العالمية من جائحة كورونا وخاصة الدول المستوردة للنفط. والثاني ارتفاع التكاليف التشغيلية بسبب ارتفاع أسعار الوقود بشكلٍ أساسي. والثالث اضطرابات سلاسل الإمداد ممّا يعيق من سرعة تسليم وتفريغ الشحنات. والعامل الأخير هو زيادة الإنفاق الاستثماري عبر شراء وتصنيع ناقلات نفطية جديدة.
عن توقعاته لأداء "البحري" خلال العام الحالي، يتوقع المهنا أن تحقق الشركة نمواً إيجابياً بسبب زيادة الطلب على النفط الخام ومشتقاته، لاسيما مع فتح السعودية أسواقاً جديدة وخاصة في قارة آسيا، بما يزيد من كمية وعدد الشحنات التي تتولاها الشركة.
لا توزيع أرباح
مجلس إدارة "البحري" أوصى بعدم توزيع أرباح نقدية على مساهميها عن النصف الثاني من العام 2021، وذلك للمرة الأولى منذ 2005 والذي يمثل آخر عام لم توزع به الشركة أرباحاً نقدية.
بالمقابل، أوصت "البحري" بزيادة رأسمالها بنسبة 25% من 3.9 مليار ريال إلى 4.9 مليار ريال، بمعدل سهم واحد لكل 4 أسهم مملوكة، بهدف تدعيم القاعدة الرأسمالية للشركة.
يُذكر أن "البحري" أعلنت في سبتمبر 2020 عن سياسية توزيع الأرباح للأعوام 2020 و2021 و2022، والتي تضمّنت توزيع ريال واحد عن كل سهم بشكل نصف سنوي. لكن الشركة ذكرت حينها أن سياسة توزيعات الأرباح ستكون قابلة للتغيير بناء على أية تغييرات جوهرية في استراتيجية الشركة أو التقلبات الحادّة في أسعار النقل العالمية أو أية التزامات لجهات تمويلية قد تنشأ على الشركة مستقبلاً.
يتركز عمل "البحري" في شراء وبيع البواخر والسفن وتشغيلها لنقل البضائع وعمليات النقل البحري. ويتوزّع نشاطها على 4 قطاعات، الأول نقل النفط الذي يشكل نحو 72% من إيرادات الشركة التي تمتلك 46 ناقلة. والثاني نقل الكيماويات ويمثل نحو 15% من مجموع إيرادات الشركة ويضم 28 ناقلة. يليه قطاع نقل الخدمات اللوجستية الذي يتكون من 6 سفن للشحن وتشكل إيراداته 11%. والأخير نقل البضائع السائبة عبر 9 سفن وتشكل إيراداته نحو 2%.