ترفع كاثي وود رهانها الكبير على شركات التقنية ذات الابتكارات الجذرية عبر إطلاقها صندوقاً جديداً يستهدف أسواقاً أقل سيولة ويفرض قيوداً على أمد تخارج المستثمرين منه.
تقدمت شركة وود "آرك إنفستمنت مانجمنت"، التي تترنح صناديقها للمؤشرات المتداولة إبان موجة هبوط لأسهم النمو بالولايات المتحدة، بطلب الخميس لتأسيس صندوق مغلق غير متداول توسع من خلاله استراتيجيتها الرئيسية في أصول أصعب من حيث تداولها.
سيتبع صندوق رأس المال المغامر "آرك فينتشر فاند" الجديد نفس استراتيجية الاستثمار، استراتيجية "الابتكار الجذري"، مثل صندوق "آرك إنوفيشن إي تي إف" الشهير، لكنه سيستهدف "أوراقاً مالية غير سائلة وأوراقاً لا سوق ثانوية مباشرة لها، بما فيها الشركات الخاصة"، وفقاً لطلب التأسيس.
تزايد التخارجات من صندوق كاثي وود للتكنولوجيا بعد تراجع الأسهم
يتضمن تأسيس الصندوق نصوصاً لاحتجاز الأموال المستثمرة مؤقتاً تساعد مديرة الصناديق الشهيرة في "وول ستريت" على ممارسة سيطرة أكبر على حركة أموال المستثمرين دخولاً أو خروجاً من الصندوق.
إنّ الخطوة التي اتخذتها نجمة إدارة الاستثمار الشهيرة ذات دلالة، فرغم التدهور العنيف في أداء الشركة، الذي شهد هبوط صندوق " آرك إنوفيشن إي تي إف" بنسبة تجاوزت 50% من أعلى نقطة وصل إليها، فقد استمر المستثمرون على ولائهم بشكل ملحوظ.
حرية الاستكشاف
يستطيع الصندوق الجديد أن يلجأ إلى قاعدة المعجبين هذه ليستثمر في شركات في بداية دورتها الاقتصادية. كما يتجنب مصادر القلق بشأن تركز الاستثمار والسيولة والحجم التي لاحقت صناديق المؤشرات المتداولة بعدما جذبت المليارات.
قال إيرك بالشوناس، محلل أول صناديق المؤشرات المتداولة لدى "بلومبرغ إنتيليجنس": "إنها خطوة معقولة بدرجة كبيرة لأن هيكل الصندوق يعطي كاثي وشركاءها حرية الاستكشاف الحقيقي في مناطق أقل سيولة من السوق دون أدنى قلق حول مشكلات الطاقة الاستيعابية، مثلما يحدث في إدارة صندوق مؤشرات متداول. كما أنها خطوة ذكية لأنها تقدم شيئاً لا يقدمه صندوق (فانغارد)، وبالتالي يمكن استخدامها لاستكمال الاستثمارات الخاملة في المحفظة".
لم يردّ المتحدث الرسمي لشركة "آرك" مباشرة على طلب للتعليق أُرسل بعد ساعات العمل الرسمية.
عوائد متقاربة لصندوقي كاثي وود وبافيت خلال العامين الماضيين
تمثل الصناديق المغلقة الدورية غير المتداولة حلاً لمعضلة تتكون أمام شركات إدارة الأصول. يتزايد اهتمام المستثمرين بالبدائل مثل الاستثمار العقاري أو الائتمان الخاص، فيما تفتقد السندات فاعليتها في تنويع محافظ الاستثمار مع توقع ضعف العوائد على جميع الأصول الرئيسية.
ينشأ عن استخدام صناديق المؤشرات المتداولة أو صناديق الاستثمار المفتوحة، التي تُتداول يومياً، للاستثمار في هذه الأصول مشكلة سيولة حين يحتاج مديرو الصندوق إلى جمع أموال سائلة لتغطية طلبات المستثمرين للاسترداد.
إدارة مشكلات السيولة
يستطيع صندوق "آرك فينتشور"، عبر السماح بالاسترداد بما يتراوح بين 5% و 25% فقط من حصص الصندوق مرة واحدة كل ربع سنة، أن يدير بسهولة أي مشكلة سيولة نقدية. يتوقع الصندوق أن يقدم 5% كل ربع سنة، فإن تجاوز طلب التخارج من الصندوق عروض إعادة الشراء، يسمح لحملة أسهم الصندوق بسحب نسبة فقط من استثماراتهم، وفقاً لطلب التأسيس.
رغم أن صناديق المؤشرات التي تديرها وود تركز بالأساس على الأسهم المدرجة، فقد قيّدت مشكلات توافر السيولة حركة شركة "آرك" لأنها غالباً ما تستثمر أموالها في شريحة معينة من أسهم السوق.
عندما حققت الشركة شعبية جارفة بعد أدائها المتميز في 2020، تضخمت كمية الأموال السائلة التي تدفقت تجاه تلك الأسهم. كان صندوق "آرك إنوفيشن" في لحظة معينة يملك حصصاً بنسبة 10% أو أكثر في 30 شركة مدرجة، بما فيها أكثر من 25% من أسهم شركات "كومبوغن" (Compugen) و"أورغانوفو هولدينغز" (Organovo Holdings) و"إنتيليا ثيرابيوتيكس" (Intellia Therapeutics).
تغريدة وراء فكرة صناديق تراهن على خسارة كاثي وود
كما يحاكي التحول نحو تصعيب سحب الاستثمارات توجهاً لدى قطاع صناديق التحوط، إذ تطلب شركات إدارة الصناديق من عملائها أن تستبقي السيولة النقدية لفترة أطول.
كانت شركة "ميلينيام مانجمنت" (Millennium Management) التي يديرها إزي إنغلاندر تجمع أموالاً في أواخر العام الماضي لاستثمارها في مجموعة أسهم جديدة، ومددت فترة الاسترداد إلى 5 سنوات. طلبت شركة "بريفان هاوارد أسيت مانجمنت" (Brevan Howard Asset Management) من بعض المستثمرين أن يلتزموا فترة استرداد لقيمة الوثائق تصل إلى عامين.
لاحظت وود قبل ذلك أن شركات الابتكارات تتمتع بتقييم مرتفع في الأسواق الخاصة يفوق تقييمها في سوق التداول العامة. أرفقت في تغريدة لها في يناير خبراً صحفياً حول شركة اختارت جمع التمويل عبر مساهمات خاصة، وقالت وود إنّ الانفصال بين السوقين "واسع إلى درجة لم أرَ مثلها قبلاً".
تُعتبر الأسواق الخاصة عادةً أخطر من الأسواق العامة، بسبب انخفاض معايير الإفصاح والاشتراطات الرقابية، رغم أن المكاسب الممكنة قد تكون أكبر.
سيتيح "صندوق فينتشور" استثمارات بحد أدنى هو 1000 دولار، وفق طلب التأسيس، ليسمح بمشاركة المستثمرين الأفراد. قد يلجأ الصندوق أيضاً إلى الاقتراض من أجل زيادة الإيرادات.
انخفضت قيمة صندوق "آرك إنوفيشن إي تي إف" الذي يبلغ حجمه 11.5 مليار دولار 27% هذا العام حتى نهاية يوم الخميس. تكشف آخر البيانات صافي تدفق خارج الصندوق بنحو 265 مليون دولار خلال 2022.