جمعت شركة "بلاكستون" (Blackstone) نحو 11 مليار دولار لتمويل صفقات استحواذ على شركات في آسيا، وذلك بعد أن أطلقت صندوقها الثاني للأسهم الخاصة في المنطقة، وهو مبلغ يقارب ثلاثة أضعاف مجموع رأس المال الذي جمعته في عام 2018.
قال أميت ديكسيت، رئيس قسم الأسهم الخاصة في آسيا، في مقابلة معه: "إن أكبر شركة إدارة أصول بديلة في العالم جمعت 6.4 مليار دولار، وستتلقى 4.6 مليار دولار إضافية من صناديق (بلاكستون) العالمية لمجموعة شركات، وبمرور الوقت سنرى فرصاً جذابة للغاية خلال العام الحالي".
منذ عام 2018، استثمرت الشركة في صفقات بقيمة 20 مليار دولار في آسيا، نصفها في العام الماضي.
تضاعف "بلاكستون" استثماراتها في آسيا رغم المخاطر المتزايدة للتضخم والتوتر الجيوسياسي. وفي الوقت الذي تتراجع فيه الأسواق العالمية هذا العام وسط مخاوف بشأن زيادة أسعار الفائدة، يمكن أن يمثل البيع وقتاً جيداً للتدخل بالنسبة إلى المستثمرين لوضع السيولة.
الاستثمارات البيئية والاجتماعية
اختار نحو 100% من المستثمرين في الصندوق الأول المشاركة في أحدث عمليات جمع الأموال، إذ أغرتهم العوائد المتسقة والتنويع الجغرافي وزيادة التركيز على الاستثمارات البيئية والاجتماعية وفي الحوكمة، حسب ما ذكره ديكسيت.
على الصعيد العالمي، سجلت شركة إدارة الأصول التي تتخذ من نيويورك مقراً لها 155 مليار دولار في الربع الرابع، مما جعلها متقدمة على الجدول الزمني لتحقيق هدفها المتمثل في إدارة تريليون دولار بحلول عام 2026. وارتفعت أرباحها القابلة للتوزيع بنسبة 55% إلى رقم قياسي بلغ 2.3 مليار دولار في الربع الرابع. مع ذلك، حذّر الرئيس جون غراي الأسبوع الماضي المستثمرين من الاستعداد لتباطؤ نشاط الصفقات في مجال التكنولوجيا والشركات سريعة النموّ، إذ تعيد السوق تسعير الأصول بعد هبوط الأسهم الأخير.
"بلاكستون" تتحالف مع جهاز أبوظبي للاستثمار لشراء 26% من "إمفاسيس" الهندية
قال ديكسيت إنه رغم أن أول صندوق للاستثمار في الأسهم الخاصة في آسيا "مثقل للغاية بالأسهم الهندية"، فإن الثاني سيضم مزيجاً من الاستثمارات عبر منطقة آسيا والمحيط الهادي، لافتاً إلى أن الشركة تعمل حالياً على ثلاث صفقات متقدمة في أستراليا واليابان والهند، وتقوم بالعناية الواجبة لشركة استهلاكية صينية، إضافة إلى شركة كورية.
شاركت "بلاكستون" في ثمانية تعاملات في العام الماضي، من بينها شركة المكونات الدقيقة السنغافورية "إنتيربليكس" (Interplex)، وشركة "في إف إس غلوبال" (VFS Global) الهندية، وهي مزود خدمة تعهد التأشيرات، و"نيوكليوس نيتوورك" (Nucleus Network)، أكبر مزود للتجارب السريرية في أستراليا في المرحلة الأولى.
التركيز على أنشطة محددة
قال ديكسيت إنّ الشركة تركز على تحويل أعمال السيارات والتعليم والاستعانة بمصادر خارجية إلى شركات تعتمد على التكنولوجيا مثل السيارات الكهربائية وتكنولوجيا التعليم والتحول السحابي، مما أسهم في عديد من عمليات الخروج الناجحة. ورفض ديكسيت تقديم أرقام العائدات متذرعاً بالسرية.
وأضاف: "نحن نشتري فقط ما يمكننا بناؤه. إنها ليست جيدة بما يكفي لجعلها فعالة، من المهم أن تنمو"، مشيراً إلى أن آسيا ستستفيد من استمرار التكتلات في تجريد الأصول غير الأساسية، ويسعى المؤسسون إلى سلسلة متعاقبة وتوافر التمويل الجذاب.
لن تغير الشركة منهجها بسبب الحملة الصينية على شركات التكنولوجيا وأجزاء أخرى من القطاع الخاص. وستواصل الاستثمار في تكنولوجيا الرعاية الصحية والذكاء الصناعي، بما في ذلك الروبوتات والتعلم الآلي، في جميع أنحاء المنطقة. وقال إن الشركات التي تركز على تغير المناخ والطاقة المتجددة في آسيا توفر أيضاً فرصاً جيدة.
قال ديكسيت: "لا تلعب القضايا المتعلقة بالحكومة إلا دوراً ضئيلاً في عملية صنع القرار لدينا، فاستراتيجيتنا متناهية الصغر".