أساليب الاستثمار عند كاثي وود تختلف تماماً عن وارين بافيت، غير أنَّ المستثمرين لدى صندوقهما انتهى بهم الأمر على مدى العامين الماضيين إلى تحقيق النتائج نفسها تقريباً.
صندوق "أرك أنوفيشن اي تي اف" (ARK Innovation ETF)، الذي تديره وود، وصندوق "بيركشاير هاثاواي" (Berkshire Hathaway)، الذي يتبع بافيت، قد حققا للمستثمرين عوائد بنسبة 35% تقريباً على مدى 24 شهراً مضت، باستثناء مساهمة توزيعات الأرباح.
اقرأ المزيد: تزايد التخارجات من صندوق كاثي وود للتكنولوجيا بعد تراجع الأسهم
لكنَّ الصندوقين اتخذا مسارات مختلفة تماماً للوصول إلى ذلك، فيما يعتبر المثال الأبرز على أنماط الاستثمار المتعارضة.
إنَّ تركيز "أرك أنوفيشن" على أسهم النمو الديناميكية اتسم بالتقلب بين الارتفاع والهبوط، في حين أنَّ منهج "بركشير" الكلاسيكي الذي يستثمر في أسهم القيمة حقق مكاسب أكثر استقراراً بوتيرة أبطأ.
طالع المزيد: "بيركشاير" تخفض استثماراتها في "فيزا" و"ماستركارد" وبعض شركات الأدوية
قفز صندق "أرك أنوفيشن " – تعد شركة "تسلا"، و "زووم فيديو كوميونيكيشن"، و"كوين بيس غلوبال" من أكبر الأسهم في محفظته –بنسبة 200% تقريباً بين يناير 2020 وفبراير 2021 مع تدفق المستثمرين على أسهم الشركات التي ربحت من الجائحة مع أسهم التكنولوجيا.
لكنَّه تعرض لضربة عنيفة في الأشهر الأخيرة بسبب موجة بيع كثيفة في الأجزاء الأشد اضطراباً في السوق وسط ارتفاع مستمر في عوائد السندات، وتوقُّعات بأنَّ الاحتياطي الفيدرالي سيطبق سياسة تقشفية عنيفة.
مع ذلك؛ كانت هذه المخاوف نعمة وهدية بالنسبة لأسلوب بافيت في الاستثمار، مع تحول السوق على اتساعها نحو الاستثمار في القطاعات الأرخص سعراً، والدفاع بما يدعم أسلوبه الذي يعتمد على أسهم القيمة.
برغم أنَّ أكبر الأسهم في محفظة "بيركشير" هو سهم عملاق التكنولوجيا "أبل"؛ فإنَّ مستشار الاستثمار أيضاً يضم إلى الحيازات الكبرى في المحفظة شركات الأغذية الأساسية العملاقة مثل: "كوكا كولا"، و"كرافت هاينز"، بحسب تقارير الإفصاح في نوفمبر، علاوة على الاستفادة من ضم حصة كبيرة في "بنك أوف أميركا"، إذ تعود البنوك ومؤسسات الإقراض إلى الحظوة مع الاستعداد لرفع أسعار الفائدة.
وعلى أساس إجمالي العائد، عندما نأخذ في اعتبارنا توزيعات الأرباح؛ كان أداء وود أفضل قليلاً من أداء بافيت، إذ حقق صندوق "أرك أنوفيشن " عائداً بنسبة 39% مقابل 35% في صندوق "بيركشير".