قال اثنان من مستثمري المراحل المُبكّرة، والذين حققوا عوائد بخمسة أضعاف من نشاط تمويل الشركات الناشئة الأفريقية منذ 2017، إنهما يخططان لإدراج شركة شيك على بياض تستهدف شركات التكنولوجيا في القارة.
يأمل المصرفي الاستثماري فيشال أغراوال ومحامي الشركات راج كولاسينغام في محاكاة النجاح الذي شاهداه كمستثمرين في شركة خدمة الحافلات التشاركية المصرية "سويفل" (Swvl)، التي يقع مقرها في دبي حالياً، والتي تم دمجها مع شركة الشيك على بياض "كوينز غامبيت غروث كابيتال". تُركّز شركة الشيك على بياض على أفريقيا لسد الفجوة في توفير التمويل للشركات الناشئة التي تحتاج إلى رأس المال للتوّسع سريعاً، وفقاً لأغاروال.
قال أغاروال، الذي عمل سابقاً في كل من "برايس ووترهاوس كوبرز" و"جنرال إلكتريك"، في مقابلة من نيروبي: "نظراً للاهتمام المتزايد بأفريقيا، نريد منح المؤسسين طريقاً إلى السوق. تُسرّع شركة الشيك على بياض الأمور لمؤسسينا وهي بشكل عام مساهمة جيدة للنظام البيئي".
لم يُقدّم أغاروال مزيداً من التفاصيل حول خطة إدراج شركة الشيك على بياض، وسبق للثنائي الاستثمار في أكثر من 50 شركة ناشئة، وكذلك في صندوق رأس المال الاستثماري "أكيويتي فينتشيرز" في المرحلة المُبكّرة، والذي كان له حصص في كل من "فلاتر ويف" (Flutterwave) و"باي ستاك" (Paystack) قبل أن تصبحا شركات "يونيكورن".
طلب متزايد
شهدت أفريقيا في العام الماضي أكثر من 500 صفقة استثمار في المراحل المبكرة، معظمها بتقييم أقل من 5 ملايين دولار لكل منها، مما مهّد الطريق لقفزة في الطلب على رأس المال الجديد، وفقاً لمزوّد الأبحاث "برايتر بريدجز". جمعت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الأفريقية مبلغاً قياسياً قدره 5 مليارات دولار من التمويل العام الماضي مع سيطرة المستثمرين المقيمين في الولايات المتحدة عليها.
مع ذلك، تستهدف ما يقل عن 1% من نحو 600 شركة على بياض، مدرجة في نيويورك باحثة عن صفقات، أفريقيا على وجه الخصوص، على حد قول مزوّد البيانات "سباك ريسيرش". وجمعت "إف آي إم بارتنرز" ، مديرة أصول الأسواق الناشئة المدعومة من قبل البنك الاستثماري المصري "المجموعة المالية هيرميس"، نحو 200 مليون دولار في يوليو لشركة شيك على بياض تستهدف الشركات الرقمية في الأسواق عالية النمو بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
شركات شيك على بياض تُركّز على أفريقيا:
- في شهر مارس، جمعت شركة الأسهم الخاصة "تاوربروك كابيتال بارتنرز" (TowerBrook Capital Partners) نحو 200 مليون دولار من خلال اكتتاب عام أولي لصالح شركة شيك على بياض للاستثمار في شركة أفريقية تروّج لمبادئ الامتثال لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
- تريد شركة "بي إتش بي فينتشيرز أكويزيشين" (PHP Ventures Acquisition)، المملوكة لصانع الصفقات ماركوس نغوه ويقع مقرها في ماليزيا، شراء شركة استهلاكية في أفريقيا.
- أطلق روب هيرسوف، حفيد رجل أعمال التعدين الجنوب أفريقي الذي أسّس "أنغلو فال" ، شركة شيك على بياض تُركّز على صفقة ذهب في أفريقيا.
كان أكبر نجاح حققه أغاروال وكولاسينغام هو استثمارهما في المصرف النيجيري "كودا بنك"، التابع لـ"كودا تكنولوجيز" (Kuda Technologies)، الذي جمع حتى الآن 55 مليون دولار، وقُدّرت قيمته بنحو 500 مليون دولار. دعم الثنائي المصرف بمبلغ 600 ألف دولار وخرجا بمكاسب بلغت 14.5 ضعفاً في 20 شهراً.
قال أغاروال: "عندما نعقد صفقات، نحن لا نتأثر فقط بقدرتنا على الدخول بالسعر المناسب ولكن بقدرتنا على الخروج. وندرك ذلك جيداً ولا يكون الخروج سهلاً دائماً".
مركز دبي المالي ينشر إطاراً عاماً لتأسيس شركات "الشيك على بياض"
لدى الدول الأفريقية شعوب شابة تتمتّع بالمعرفة التقنية، ولكن تفتقر القارة غالباً إلى البنية التحتية المالية وخدمات البضائع وتسليمها حتى آخر ميل. يحاول العديد من المستثمرين، بما في ذلك أغاروال وكولاسينغام، سد هذه الفجوة. يخطط الثنائي للاستثمار في حوالي 20 شركة ناشئة هذا العام، بعد الانتهاء من 33 صفقة العام الماضي، ويأمل المستثمران في أن تقوم خمس إلى ست من شركات المحفظة الحالية بإغلاق جولات تمويلية من الفئة (أ).
قال كولاسينغام: "لستَ بحاجة إلى تطبيق لتمشية الكلاب في نيروبي.. يتعلّق الأمر بنقل الأموال من نقطة إلى أخرى، أو كيفية إيصال الدواء للأشخاص الذين يحتاجون إليه عندما يكون التنقّل صعباً للغاية".