كثّفت السلطات الضريبية في الهند حملتها ضد المتهربين من الضرائب المزعومين، مستفيدة من تحليلات البيانات الضخمة التي تسهل اكتشاف الفجوات المتعلقة بالامتثال، ومع اقتراب ضغوط الإيرادات قبل نهاية السنة المالية في مارس.
تحقق "هيئة ضرائب السلع والخدمات" في مومباي في الوحدة المحلية لمنصة "بينانس" والتي تحمل اسم "وازيراكس" (WazirX) الخاصة بصرافة العملات المشفرة، بعد أن اكتشفت تهرب ضريبي مزعوم يفوق مبلغ 400 مليون روبية (5.4 مليون دولار).
وفي تحقيق منفصل، أجرت سلطات ضرائب الدخل في 21 ديسمبر عمليات بحث على مستوى البلاد على بعض مصنعي أجهزة الهواتف المحمولة المجهولين الخاضعين لسيطرة أجنبية، ووجدت لدى شركتين تضخماً في النفقات وقامتا بتحويلات مالية غير مدعومة بأكثر من 55 مليار روبية لتسديد رسوم الإتاوة.
تكنولوجيا تحليل البيانات
استثمرت حكومة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، في تكنولوجيا تحليل البيانات لاكتشاف المتهربين، بدلاً من الاعتماد على المعلومات السرية. وتأتي المدهمات - عبر الشركات بما في ذلك التكنولوجيا المالية والعطور وصنّاع المواد الكيميائية - قبيل الانتخابات الحكومية بالغة الأهمية ونهاية السنة المالية، حيث من المتوقع أن تخفق الإدارة في تحقيق هدف عجز الميزانية.
قال أميت ماهيشواري، الشريك المدير في "شوك ماهيشوري آند أسوسيتس": "إن المداهمات وعمليات البحث تطفلية، ولكن من المرجح أن نرى المزيد من هذه الإجراءات الآن، حيث ستتجه الحكومة نحو المزيد من عمليات التدقيق ومراجعة الحسابات الضريبية القائمة على المخاطر بسبب استخدام الآليات المعقدة لتحليلات البيانات الضخمة والاستخراج الأعمق للبيانات.. خاصة في حالة ضريبة السلع والخدمات، حيث يكون توافر البيانات أفضل بكثير، وينتج عنه ترابطات ممتازة، ستكون جودة المعلومات في أيدي إدارة الإيرادات أفضل بكثير".
ضريبة على العمولة
في حالة "وازيراكس" - التي استحوذت عليها "بينانس" في عام 2019، والمعروفة رسمياً باسم "زانماي لابس" (Zanmai Labs) - استرد مكتب الضرائب أكثر من 490 مليون روبية من ضريبة السلع والخدمات والفوائد والغرامات. وقالت السلطات إن البورصة لم تودع ضريبة السلع والخدمات على العمولة المحصلة من معاملات العملات المشفرة.
من جانبه، قال متحدث بإسم "زانماي لابس" عبر البريد الإلكتروني: "كان هناك غموض في تفسير أحد المكونات، مما أدى إلى حساب مختلف لضريبة السلع والخدمات المدفوعة... ومع ذلك، فقد دفعنا طواعية ضريبة السلع والخدمات الإضافية لنكون متعاونين وممتثلين... لم تكن ولا توجد نية لدينا للتهرب من الضرائب".
وفيما يتعلق بشركات الهاتف المحمول، قالت السلطات الهندية في بيان لها إن المطالبة بمدفوعات الضرائب "لا تبدو مناسبة في ضوء الحقائق والأدلة التي تم جمعها أثناء إجراء البحث".
من جهته، لم يرد متحدث باسم دائرة ضريبة الدخل على المكالمات التي طلبت الحصول على تعليق الدائرة
في 27 ديسمبر، صادرت سلطات مكافحة التهرب الضريبي ثروة غير مدرجة بالميزانية، بما في ذلك حوالي 23 كيلوغراماً من الذهب على شكل سبائك ونقود بقيمة تزيد عن 24 مليون دولار، من تاجرة العطور ومصنعة منتجات التبغ "بيوش جاين". في 16 نوفمبر، فتشت السلطات بعض الشركات الهندية المصنعة للمواد الكيميائية، والكرات المعدنية، وأجزاء الآلات، وآلات القولبة بالحقن التي يُزعم أنها خاضعة لسيطرة مواطنين صينيين ووجدت أن الشركات سحبت مليوني روبية في غضون عامين من خلال شبكة من الشركات الوهمية.