ينتهي العام الضريبي الحالي وهو محاط بسحابة من الفوضى والارتباك. هذا العام الذي كان ينتظر منذ شهور فقط نهاية يصحبها اندفاع مجنون من الأثرياء الأمريكيين كي يستكملوا إجراءات تجنبهم أكبر زيادة ضريبية في جيل كامل.
غرق مشروع قانون الضريبة والإنفاق، والموقَّع من الرئيس جو بايدن، في الجدل بين أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي، حتى العام القادم، مما أدى إلى تخبط مستشاري الضرائب بشأن كيفية توجيه عملائهم من الأثرياء.
يحدث ذلك بعدما بدأ المستشارون بنصح الأفراد بأن يستعدوا لتقديم إفصاحات عن نسبة كبيرة من دخولهم في عام 2021، قبل أن تدخل التعديلات الضريبية حيز التنفيذ. الآن تحيط الشكوك بشكل كبير الإصلاح الضريبي وتاريخ تفعيله.
قال مايك جرينوالد، الشريك في شركة المحاسبة "فريدمان" (Friedman): "لا أحد يعرف ماهي قواعد اللعبة، ولذلك؛ جرى تعليق عملية التخطيط. فلا أحد يفهم كيف تسير اللعبة، ولا توجد قرارات عمل حقيقية يجب على الناس اتخاذها".
اقرأ أيضاً: غضب وإنكار وحزن.. رد فعل أثرياء أمريكا على اقتراح بايدن بزيادة الضرائب
و تدعو خطة بايدن "إعادة البناء بشكل أفضل"، التي مرّرها مجلس النواب، لكنَّها مازالت عالقة في مجلس الشيوخ، إلى العديد من التعديلات، منها:
- ضريبة إضافية على الأفراد الذين يكسبون 10 ملايين دولار على الأقل.
- توسيع ضريبة بنسبة 3.8% على دخل الاستثمار من الكيانات الوسيطة، وفرض قيود على إمكانية استخدام خسائرها في تعويض الأرباح.
- خصم فيدرالي أكبر بالنسبة لضرائب الولاية والضرائب المحلية (SALT)، التي ستخفض العبء الإجمالي بالنسبة لكثير من الأسر ذات الدخول المرتفعة.
- سلسلة من زيادة الضرائب على أنشطة الشركات.
كان من المنتظر أن يدخل الكثير من هذه الإجراءات حيز التنفيذ في بداية العام الجديد، لكن مع استمرار المناقشات داخل الكونغرس، وعدم وجود ضمانة تُحدد المدى الزمني الذي تستغرقه حتى تمرير المشروع نهائياً – أو عدم تمريره من الأساس – فمن شبه المستحيل أن يتم التنبؤ بما سيؤول إليه المشروع حتى يتم تفعيله بداية من أول يناير 2022.
اقرأ أيضاً: هل يتحمل الأثرياء فقط تكلفة قانون بايدن الجديد للإنفاق؟
ولا يعرف المشرّعون أنفسهم ما إذا كانوا سيطبقون القانون بأثر رجعي مع بداية 2022، أو سيغيرون تواريخ تفعيله حتى يجري تطبيقه فقط بداية من تاريخ تمريره.
قال رون وايدن، رئيس اللجنة المالية بمجلس الشيوخ، إنَّه يتحدث مع المهنيين المتخصصين في مجال الضرائب الذين يساورهم القلق بشأن توقيت صدور مشروع القانون. وأضاف: "سنقول شيئاً عندما يكون لدينا ما نقول..مازال أمامنا عمل كي ننجزه، وأنا واعٍ تماماً بذلك".
دليل للعمل
ينصح المستشارون عملاءهم باتخاذ قراراتهم استناداً إلى قوانين الضرائب السارية. وبعد اقتراحهم، في وقت سابق من العام، بإمكانية بيع أصول قبل تطبيق الضرائب المرتفعة، ينصح كثير منهم حالياً بعدم اتخاذ هذه الإجراءات إلا إذا كانت جزءاً من استراتيجية طويلة الأجل، وعدم اتخاذ قرارات استناداً إلى ما قد يفعله الكونغرس أو لا يفعله.
قال تيم سبيس، شريك ضرائب لدى شركة "أيزنر أمبرز بيرسونال ويلث أدفايزرز" (EisnerAmper’s Personal Wealth Advisors): "إنَّنا نعرف ما هو القانون الآن"، وأضاف أنَّ تطبيق القانون بأثر رجعي "لا يحدث في أغلب الأحوال" من الناحية التاريخية.
وتابع: "في أي وقت تقترح التحصيل مبكراً – خاصة إذا لم يحصلوا على أي سيولة نقدية – يكون ذلك قراراً صعباً"، في إشارة إلى سيناريوهات من بينها تسجيل أسهم الخيارات ضمن الدخل، مضيفاً: "الآن معظم النصائح تقول لننتظر حتى عام 2022".
اقرأ أيضاً: الديمقراطيون بمجلس النواب الأمريكي يقترحون زيادة الضرائب الرأسمالية إلى 25%
تعد إحدى المشاكل الضاغطة في مسألة الضرائب، والتي تُوجب على الديمقراطيين شرحها هي توسيع خصم ضرائب الولايات والضرائب المحلية (SALT)، وهي أولوية سياسية رئيسية بالنسبة لكثير من المشرعين الذين يمثلون ولايات تتسم بارتفاع الضرائب مثل: نيويورك، ونيوجيرسي، وكاليفورنيا.
يناقش الديمقراطيون في مجلس الشيوخ كيفية جعل الخصم الضريبي أكثر سخاءً، والذي يبلغ حده الأقصى حالياً 10 آلاف دولار لكل مموِّل. غير أنَّ المشرّعين يختلفون فيما بينهم حول مستوى الارتفاع في سلم الدخل الذي ينبغي عنده إتاحة الخصم.
تدعو نسخة مشروع القانون التي يناقشها مجلس النواب إلى رفع الحد الأقصى إلى 80 ألف دولار، بغضِّ النظر عن حجم الإيرادات السنوية بداية من 2021، مما يعني أنَّ دافعي الضرائب يحق لهم طلب الخصم على الإيرادات السنوية التي يفصحون عنها في الربيع القادم.
وبرغم ذلك؛ يجب على مجلس الشيوخ، حتى يتحقق ذلك، أن يتحرك بسرعة حتى يجعل هذا الخصم متاحاً في موسم تقديم الإفصاح الضريبي، الذي يبدأ عادة من أواخر شهر يناير، وينتهي في 15 أبريل.
تواريخ فعلية
يستطيع الكونغرس تغيير القواعد في منتصف الموسم – أو حتى بعد مرور الموعد النهائي – غير أنَّ ذلك قد يؤدي إلى نشوء كابوس إداري عنه، بأن يوجب على دافعي الضرائب استكمال قيمة العوائد المعدلة، أو يضع ضغوطاً على إدارة الإيرادات الداخلية حتى تعد استباقاً لعملية رد الأموال لدافعي الضرائب.
اقرأ أيضاً: 195 مليار دولار مكاسب أثرياء أمريكا في أول 100 يوم من رئاسة بايدن
بالنسبة إلى أولئك الذين يرغبون في اتخاذ الخطوات المرتبطة بالضرائب في نهاية العام، من الأفضل التزام الاستراتيجيات "المجربة والحقيقية" التي ستحقق الفائدة بغضِّ النظر عما يفعل الكونغرس، بحسب تصريحات ألفينا لو، كبيرة الاستراتيجيين في إدارة الثروة لدى شركة "ويلمينغتون تراست" (Wilmington Trust)، ومن بينها كما تقول:
- الاستمرار في تعظيم الحسابات ذات المزايا الضريبية، بما في ذلك حساب خطة استثمار وادخار المعاش (401k)، وحسابات ادخار الرعاية الصحية.
- الاطلاع سريعاً على محافظ الاستثمار مع اقتراب نهاية العام، والتعرف على أي خسائر بهدف تعويض المكاسب عن العام.
- الاستفادة من استثناء الهدايا والمنح السنوية لتجنيب 15000 دولار عن كل هدية، والقيام بأي منح خيرية إضافية بحلول نهاية العام.
- دافعو الضرائب الذين لا يفصلون إيراداتهم الخاضعة للضريبة هذا العام يستطيعون أيضاً شطب تبرعاتهم الخيرية حتى 300 دولار بالنسبة للفرد أو 600 دولار بالنسبة للأزواج، وهذه المزية ينتهي العمل بها في نهاية عام 2021.
قالت "لو": "ما يجب عليك أن تفعله كمستشار ضريبي هو أن تكون هادئاً ومسيطراً على نفسك، ألا تسمح لعملائك بعد متابعة عناوين الصحف أن يصابوا بالذعر. وبغضِّ النظر عما سيؤول إليه نص القانون، أعتقد أنَّنا سنكون قادرين على التخطيط المناسب عندما يحين الوقت".