وافقت "فايزر" على الاستحواذ على "إرينا فارماسوتيكلز" (Arena Pharmaceuticals) في صفقة قيمتها 6.7 مليار دولار، من شأنها أن تعزز إمكانية ظهور علاجات تستهدف الأمراض الالتهابية المناعية.
ستدفع عملاقة الأدوية 100 دولار للسهم في صفقة نقدية بالكامل لقاء الاستحواذ على "إرينا" التي تتخذ في سان دييغو مقراً، وعلى أصولها في مجال أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية وأمراض القلب، وفقاً لبيان صدر الإثنين، وسعر يعادل ضعف سعر إغلاق سهم "إرينا" يوم الجمعة.
حذر محللون من أن الصفقة ستخضع على الأرجح لتدقيق تنظيمي شديد. ارتفعت أسهم "إرينا" 88% في الساعة 11:01 صباحاً في نيويورك، لكنها لم تتجاوز بذلك سعر الصفقة، بينما اكتسبت "فايزر" حوالي 5.2%.
أعلنت "فايزر"، التي شاركت "بايونتيك" في صنع لقاح كوميرناتي المضاد لكوفيد 19 والمستخدم على نطاق واسع، أن الصفقة تضيف لقدراتها في مجال الالتهاب والمناعة وستساهم في النمو خلال 2025، وما بعده. قال مايك غلادستون، الرئيس العالمي والمدير العام لأعمال الالتهابات والمناعة في شركة الأدوية، إن "فايزر" تخطط لتسريع التطوير السريري لعقار "إيتراسيمود"، المرشح أن يكون رائد أدوية "إرينا".
قال سام فازيلي، المحلل لدى بلومبرغ إنتليجنس، إن "إيتراسيمود" سيساعد في إعادة تأكيد مكانة صانعة الأدوية في مجال أدوية مرض التهاب الأمعاء الفموية، نظراً للتحذيرات الأمريكية حول دواء "زيلجانز"، واللغط حول سلامة فئة مثبطات جينوس كينيز، وهناك إجماع على وصول مبيعات عقار "S1P1" إلى 735 مليون دولار في 2025، فيما تستكشف أيضاً إمكانية استخدامه في حالات أخرى من الالتهابات المناعية.
قال غلادستون في مكالمة مع المستثمرين الإثنين إن "فايزر" ترى "إيتراسيمود" كـمحرك للصفقة، فهو منتج فموي، وبالتالي يسهل تناوله، ويمكن أن يكون لديه أفضل فعالية في فئته.
نقد اللقاح
قالت لويز تشين، وهي محللة لدى "كانتور فيتزجيرالد"، في مذكرة للمستثمرين، إن وول ستريت كان يراقب "فايزر" عن كثب، ليرى كيف ستستخدم نقديتها المتنامية بفضل لقاح فيروس كورونا؟، مضيفة قولها: "نعتقد أن هذه الصفقة منطقية إستراتيجياً".
ابتعدت "فايزر" تحت قيادة رئيسها التنفيذي ألبرت بورلا عن الصفقات الضخمة، وركزت على الاستثمارات الخارجية في الأدوية المرشحة في المرحلة المتوسطة والمتقدمة. تستعد "إرينا" للوصول إلى مرحلة حاسمة في أوائل العام المقبل، إذ من المقرر أن تظهر نتائج المرحلة النهائية من تجارب "إيتراسيمود" لعلاج التهاب القولون التقرحي النشط المتوسط إلى الشديد، ما قد يمّكن "فايزر" بمخاطبة المنظمين للحصول على موافقة الدواء العام المقبل وطرحه في السوق في 2023.
قد تشكل لجنة التجارة الفيدرالية التي تنامت قوتها حديثاً برئاسة، لينا خان، قد تشكل عقبة أمام الصفقة، وفقاً للمحلل في "سيتي" أندرو باوم، الذي قال إن الجهة التنظيمية قد ترى تداخلاً بين "إيتراسيمود" وبعض الأدوية في محفظة "فايزر" المناعية.
قال أمير مالك، مسؤول أعمال الابتكار لدى "فايزر"، إن تدقيقاً شديداً من لجنة التجارة الفيدرالية يعني أن المراجعات ستأخذ وقتاً أطول من المعتاد، مشيراً إلى "فايزر" ستتعاون مع المنظمين، وتؤكد على "المنطق الداعم للمنافسة" للصفقة.
قال مالك: "لا تتشابه أي برامج أخرى تعمل عليها (إرينا) مع أي برامج نعدها في (فايزر)... نحن على ثقة بأن المنظمين سيفهمون هذا، عندما يُنظر للأمور مجتمعة".
إذا استُكملت الصفقة بنجاح، فإن بصمة "فايزر" التجارية ستساعد دواء "إيتراسيمود" على منافسة دواء "زيبوسيا" لشركة "بريستول مايرز سكويب".