قد تتجاوز إيجارات المكاتب في سنغافورة نظيرتها في هونغ كونغ للمرة الأولى منذ 2009، ما يؤشر إلى أن المدينة الجنوب شرق آسيوية تكتسب زخماً في مواجهة المركز المالي المنافس.
يمكن أن يرتفع معدل إيجارات المكاتب بما يتراوح بين 5 و10% في 2022 في ظلّ محدودية المكاتب الجديدة المتوفرة، حسب تقرير بلومبرغ إنتلجنس.
قال المحللان باتريك وونغ وكريستي هونغ إن معدل المكاتب الشاغرة في المواقع الأساسية في هونغ كونغ قد يتجاوز 12% بحلول نهاية العام المقبل، بعد الطفرة في العرض في المناطق غير المركزية.
العوامل المسببة
تعكس التوقعات المتناقضة لسوق المكاتب تأثير استراتيجيات إدارة الوباء المختلفة التي تتبناها المدينتان. فيما تعيد سنغافورة فتح اقتصادها بحذر، ورغم أن العمل من المنزل ما يزال الترتيب السائد، إلا أنها توقفت عن استهداف صفر إصابات كورونا كما بدأت تخفف من القيود على الحدود. في المقابل ما تزال هونغ كونغ مغلقة في وجه العالم الخارجي وتطبق إجراءات حجر صارمة نظراً لاعتمادها استراتيجية القضاء على الفيروس، ما أثار انتقادات الشركات العالمية.
تستفيد سوق المكاتب في سنغافورة من القطاعات التي يعمل موظفوها من المنزل نظراً إلى التحول في الصورة العامة للمستأجرين في السنوات الأخيرة من الخدمات المالية إلى التقنية، حسب كريستين لي، رئيسة قسم منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة "نايت فرانك" في سنغافورة. أوضحت لي أن هونغ كونغ باتت أقل تنافسية في جذب المستأجرين الجدد بسبب اعتبارها عالية التكلفة.
قالت لي: "بسبب تبني هونغ كونغ سياسة صفر كوفيد، قد تستمر الشركات متعددة الجنسيات بمواجهة تحديات على صعيد توظيف مواهب من الخارج للعمل هناك... يحتمل أن يكون ذلك قد أسهم بإضعاف مسار التعافي المحتمل في سوق شاغلي المكاتب".