سجل اللقاح المضاد لفيروس كورونا المُصنّع من قِبل شركتي "فايزر" و"بيونتيك" الاستجابة المناعية الأقوى بين 4 لقاحات خضعت لدراسة مقارنة، والتي بيّنت أيضاً أن الأشخاص الذين يتلقون لقاح "سينوفارم" بشكلٍ خاص ربما يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى بالمقارنة مع متلقّي لقاحاتٍ أخرى.
تباينت مستويات توليد الأجسام المضادة التي تحقق الوقاية من جزء في فيروس كورونا يستخدمه فيروس "سارس–كوف–2" لإصابة الخلايا البشرية، لدى كل من المجموعات الأربع المتلقية للقاحات المختلفة. ففي حين حفز لقاحا "سينوفارم" و"سبوتنيك في" تركيزات "منخفضة نسبياً" من الأجسام المضادة، سجل لقاح "أسترازينيكا" مستويات "متوسطة"، بينما جاءت أعلى النتائج عن طريق لقاح ""فايزر-بيونتيك"، بحسب دراسة في مجلة "سل هوست آند ميكروب" (Cell Host and Microbe).
وجاء في تغريدة لمحرر المجلة أريك بول:
"تكشف مقارنة نادرة بين 4 لقاحات متنوعة (فايزر وأسترازينيكا وسبوتنيك وسينوفارم) حول درجة الاستجابة المناعية التي تقوم بتحفيزها، والمطبقة على كافة السلالات المتحولة الأساسية، عن وجود تباينات هائلة".
تُعتبر الأسباب التي تؤدي لوجود تباينات في درجات الاستجابة المناعية بين أنواع اللقاحات المختلفة موضع عمليات بحث مكثفة. ووفقاً لمؤلفي الدراسة من جامعة ستانفورد، ومؤسسة "أونوم فاونديشن"، والمركز الوطني للأمراض حيوانية المصدر في مدينة أولان باتور، والتي جرى نشرها يوم الخميس، فإن عوامل على غرار كمية العنصر النشط المتوفرة في كل جرعة، علاوةً على الفارق الزمني بين الجرعتين الأولى والثانية، هي من بين أسباب التباين على الأرجح.
جرعات معززة
شمل إجراء الاختبار، الذي تمّ في شهر يوليو 196 شخصاً، جرى تطعيمهم "بشكلٍ نادر" بكافة اللقاحات الأربع. وقال الباحثون إن النتائج تدلل على أن الحاصلين على لقاح "سينوفارم"، والذين يمثلون 89.2% من الأشخاص البالغين المطعمين في منغوليا، بالإضافة إلى عدد أقل من الأفراد الحاصلين على لقاح "سبوتنيك في" أو لقاح "أسترازينيكا"، من المحتمل أن يكونوا عرضة للعدوى بفيروس كورونا.
وأضافوا: "من المحتمل وجود حاجة للقيام بمزيد من التدخلات على مستوى الصحة العامة، كفرض جرعات معززة من اللقاح، وذلك باستخدام أنواع اللقاحات التي ثبت أن فعاليتها أشد، بهدف تحقيق سيطرة أكثر على الفيروس على مستوى منغوليا والعالم".
تفاصيل غامضة
لم توفر هذه الدراسة تفاصيل عن طريقة إجراء عملية التطعيم التي تمّ اعتمادها، ومن بينها الفترة الزمنية الفاصلة بين الحصول على الجرعات، والتي من المحتمل أن تكون أدّت إلى تقليل استجابة الجسم المضاد للقاح "أسترازينكيا"، أو دراسة الاستجابة المناعية الخلوية، بحسب ما ذكره سام فازيلي، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس".
وتعرضت منغوليا لموجة من الإصابات بفيروس كورونا خلال فصل الصيف بسبب السلالة المتحولة من نوع ألفا. وشهدت جميع مجموعات اللقاح مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة لدى الذين أصيبوا رغم تلقيهم التطعيم سابقاً.
ولفت مؤلفو الدراسة إلى أنه "للتصدي لأزمة الصحة العامة الناجمة عن ارتفاع نسبة عدوى فيروس "سارس–كوف–2"، ووجود إمدادات محدودة من اللقاحات الأكثر فعالية، ربما ما زال يُعتبر التطعيم على نطاقٍ واسع باستخدام لقاح أقل فعالية وسيلة للحد من تفشي العدوى ودخول المستشفى والتعرض لخطر الوفاة".