تستعد "أوبر" لتكبد خسارة تزيد عن 3 مليارات دولار من حصتها في شركة "ديدي غلوبال"، ما سيقضي على الأرباح التي حققتها بقيمة 1.4 مليار دولار بعد طرح شركة النقل الصينية العملاقة للاكتتاب العام في يونيو.
منذ تحقيقها لأكبر ظهور أولي في سوق أسهم أمريكية في العقد الماضي، تراجعت أسهم "ديدي" المتداولة في الولايات المتحدة بنسبة 41%، بعد أن أمرت الهيئات التنظيمية الصينية بحذف التطبيق من متاجر الإنترنت في السوق المحلية، متذرعة بالمخاطر على الخصوصية والأمان. أدى هذا الاضطراب إلى تقليص قيمة حصة "أوبر" البالغة 12% تقريباً في منافستها السابقة إلى حوالي 4 مليار دولار في نهاية الربع الثالث من 7.3 مليار دولار، وفقاً لحسابات بلومبرغ.
"سوفت بنك" تتجه لبيع جزء من حصتها في "أوبر" بـ2.1 مليار دولار
لا تزال "ديدي" الحصة الأعلى قيمة في محفظة استثمارات "أوبر"، والتي قُدرت بحوالي 5 مليارات دولار في نهاية الربع الثاني. كما أنها لم تكن آخر شركة تُطرح للاكتتاب العام. في يوليو، تم إدراج أسهم شركة "زوماتو" (Zomato) لتوصيل الطعام عبر الإنترنت في الهند، بتقييم بلغ 910 مليون روبية (12.2 مليار دولار). زاد الاكتتاب العام من قيمة حصة أوبر البالغة 9% إلى 1 مليار دولار، بعد أن كانت 100 مليون دولار في نهاية الربع الثاني.
رغم أن التقلبات في "ديدي" و"زوماتو" ليست إلا مكاسب وخسائر دفترية، إلا أن حصص "أوبر" في شركات أخرى، ومن بينها "غراب هولدينغز" (Grab Holdings) و"أورورا" و"جوبي أفيشين" (Joby Aviation)، التي اتخذت أيضاً خطوات نحو الطرح للاكتتاب العام الأولي ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من التقلبات المالية في حسابات شركة "أوبر".
أسهم "ديدي غلوبال" تتحطم بعد أن أزالتها الرقابة الصينية من متاجر التطبيقات
قد يتجاهل المستثمرون شطب "ديدي" الكبير ويركزون بدلاً من ذلك على آفاق أعمال "أوبر" عندما ستعلن الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها عن النتائج المالية يوم الخميس. قال براد إريكسون، المحلل لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets): "سيكون هناك المزيد من المكائد حول عرض السائقين ومعدل النمو النسبي للركاب".
كانت خدمة النقل بين القطاعات الأكثر تضرراً خلال الوباء، حيث تجنب الناس الأنشطة التي تنطوي على الاقتراب من الغرباء. لكن أعاد ارتفاع معدلات التطعيم وفتح الاقتصاد النشاط إلى الطلب على السائقين. أعلنت شركة "ليفت" (Lyft) عن نتائجها المالية في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث سجلت زيادة بنسبة 73% في إيرادات الربع الثالث. وقالت الشركة إنها تشهد زيادة في عدد الرحلات من المطار والرحلات في نهاية الأسبوع والرحلات المسائية - في إشارة إلى استئناف العملاء لعاداتهم السابقة للوباء.
يتوقع أن يصل إجمالي الحجوزات في "أوبر" إلى 23.3 مليار دولار في الربع الثالث، مع زيادة طلب الركاب إلى 10.1 مليار دولار، ما سيضيق الفجوة مع الحجوزات من طلبات توصيل الطعام، والتي تجاوزت مبيعات نقل الركاب في بداية الوباء.
من المتوقع أن تبلغ الإيرادات 4.4 مليار دولار، وفقاً لمتوسط تقديرات المحللين التي جمعتها بلومبرغ.
يتوقع المحللون عائدات بقيمة 2.1 مليار دولار من رحلات نقل الركاب، و1.9 مليار دولار من تسليم الطلبات، بما في ذلك "أوبر إيتس" (Uber Eats). إن حققت "أوبر" التوقعات، فستكون المرة الأولى منذ بداية "كوفيد 19" التي تشكل فيها مشاركة خدمة نقل الركاب غالبية إيراداتها الإجمالية.
"أوبر" تخسر نصف مليار دولار في 3 أشهر
لا تزال شركة "أوبر" تخسر الأموال من طلبات التسليم، وسيساعدها الانتعاش في قطاع نقل الركاب ذي الهامش الأعلى على الاقتراب من تحقيق الربحية. يتوقع المحللون خسارة قبل احتساب الفوائد والضرائب والنفقات الأخرى بقيمة 15.4 مليون دولار. رفعت الشركة توقعاتها في سبتمبر، مشيرة إلى أن الأرباح المعدلة ستتراوح من خسارة قدرها 25 مليون دولار إلى ربح 25 مليون دولار.
ومع ذلك، حتى عند الحد الأقصى لتقديراتها، لا تزال "أوبر" متأخرة عن "ليفت"، التي أبلغت عن أرباح معدلة قدرها 67.3 مليون دولار يوم الثلاثاء.