استخدم أكثر من 50% من الأشخاص الأكثر ثراءً في الولايات المتحدة صناديق العائدات السنوية التي يحتفظ بها المانح وغيرها من الصناديق الائتمانية لتجنب دفع الضرائب العقارية، وفقاً لتحليل أجرته "بروبوبليكا" (ProPublica)، وهي منظمة استقصائية لا تهدف إلى الربح، مقرها نيويورك.
ومن بين الذين استغلّوا الصناديق الائتمانية: لورين باول جوبز، وستيفن شوارزمان، وتشارلز كوخ، ومايكل بلومبرغ، المؤسس ومالك أغلبية الأسهم في "بلومبرغ"، الشركة الأم لـ"بلومبرغ نيوز".
يُعَدّ هذا التقرير جزءاً من سلسلة تقدمها "بروبوبليكا" لتحديد الاستراتيجيات الضريبية المتاحة لأعلى 0.1% من شريحة الأغنياء، بناءً على المعلومات الضريبية السرية التي تلقوها. وقالت"بروبوبليكا" إن المعلومات أُرسلت دون طلب إلى المنفذ الإخباري من مصدر لا يعرف هويته. وقال مسؤول في مصلحة الضرائب الأمريكية إن هذا الكشف أُحيل منذ ذلك الحين إلى محققين فيدراليين.
نشرت "بروبوبليكا" التقرير في الوقت الذي تنقسم الآراء فيه بشدة في الكونغرس حول تدابير استهداف الثروة الموروثة. وأصبحت هذه الصناديق التي تُعرف اختصاراً باسم "غرات" (GRAT)، طريقة شائعة بازدياد يتبناها الأمريكيون الأثرياء، بحيث يذهب الارتفاع في ثمن الأصول في الصناديق إلى الورثة دون دفع ضرائب العقارات والهدايا في الولايات المتحدة.
وأوضح التقرير بالتفصيل كيف استخدمت لورين باول جوبز، أرملة مؤسس شركة "أبل" ستيف جوبز، "غرات" (GRAT) لنقل نحو 500 مليون دولار إلى "أطفالها وأصدقائها وعائلتها الأخرى"، وفقاً لـ"بروبوبليكا"، نقلاً عن سجلات الضرائب ومقابلة مع محاميها. وقدّر المنفذ الإخباري أن باول جوبز تجنبت دفع ما لا يقل عن 200 مليون دولار ضرائب عقارات وهدايا.
قال لاري سونسيني، محامي جوبز، لـ"بوربوبليكا" إنها وضعت الخطة بحيث يكون لدى أطفالها ما يكفي من النقود لدفع الضرائب العقارية عند وفاتها، ووراثة الأصول التي تتضمن عقارات ولوحات فنية ويختاً. وأوضح أنه إن لم يكن لديهم مبلغ 500 مليون دولار الذي مررته من خلال الصندوق، فسيضطر أطفالها إلى تصفية الأسهم التي تنوي التبرع بها للجمعيات الخيرية من أجل دفع ضرائبها العقارية، على حد قوله. وتبلغ قيمة ثروة باول جوبز 22.6 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.
قالت جوبز في تصريح لـ"بروبوبليكا" إنها تدعم "الإصلاحات التي تجعل قانون الضرائب أكثر عدلاً". وأشار متحدث باسم "بروبوبليكا" إلى أن شوارزمان واحد من أكبر دافعي الضرائب الفرديين في البلاد ويلتزم تماماً جميع القواعد الضريبية. ووفقاً لـلمنفذ الإخباري، رفض كل من بلومبرغ وكوخ التعليق.