بدأ المستثمرون المتطلعون لتحقيق أرباح من سوق الإيجارات العقارية في بريطانيا، توجيه أموالهم إلى أماكن تشهد مزيد من الإقبال، خارج العاصمة لندن.
وفقا لبيانات مؤسسة "نايت فرانك" (Knight Frank)، ذهبت 70% من الاستثمارات في مشاريع تطوير لهذا الغرض خارج العاصمة في النصف الأول من العام الجاري، مع بحث المستأجرين المرهقين نتيجة الوباء عن المزيد من الاتساع والمساحات الخضراء، وبحسب البيانات فإنه خلال السنوات الأربع الماضية، ذهب حوالي نصف تلك الاستثمار فقط إلى هذه المناطق.
وقال أوليفر نايت، مدير أبحاث مشاريع التطوير السكنية في "نايت فرانك" إن: "التواجد الإقليمي القوي للقطاع ينمو سريعا.. وكان تغير أنماط الحياة، وكذلك الرغبة في المزيد من المساحة، سمة أساسية في سوق الإيجارات خلال الـ12 شهرا الماضية، وقاد الطلب بشكل مباشر".
اقرأ أيضا: إنفوغراف.. تركيا تتصدر ارتفاعات أسعار العقارات عالمياً في الربع الأول
وعززت البنوك ومديرو الأصول التزاماتهم تجاه قطاع الإيجار البريطاني، في الوقت الذي تعني فيه تكاليف المنازل المتزايدة أن المزيد من العائلات والعاملين الشباب سيبقون مستأجرين لفترة أطول. واستثمر مديرو الأموال رقما قياسيا بلغ 2.4 مليار جنيه إسترليني (3.3 مليار دولار) في القطاع في النصف الأول، وهي زيادة نسبتها 80% مقارنة بـ2020، ومع تزايد الطلب على المنازل الإقليمية، فإن الأموال المؤسسية المتزايدة يقابلها أيضا نقص في فرص المشروعات في العاصمة.
وقال جوني ستيفنسون، مدير البناء للإيجار والتمويل في "نايت فرانك": "لندن أصبحت أكثر تحديا من منظور التطوير" في ظل المنافسة الشرسة على عدد محدود من الفرص، وفي ظل تطلع المستثمرين بشكل متزايد للتنويع، فإن عددا متزايدا من المطورين سيبحثون في أماكن أخرى".
قد تصبح مجموعة "لويدز" المصرفية واحدة من أكبر ملاك الأراضي الخاصة السكنية في بريطانيا، إذ تستهدف بناء 50 ألف منزل في العقد المقبل، وفي نفس الوقت، تخطط المجموعة المصرفية الاستثمارية الأسترالية "ماكواري" استثمار أكثر من مليار جنيه استرليني في القطاع التأجيري البريطاني.
اقرأ أيضا: سوق العقارات الصينية خارج السيطرة مع ارتفاع الأسعار بوتيرة أكبر
وفي الوقت الذي يستطلع فيه المستثمرون المزيد من الفرص، يستعد المستأجرون للدفع أكثر مقابل قربهم من الطبيعة والمساحات الأكبر وهي وسائل راحة محدودة في وسط لندن، وارتفع نمو الإيجارات السنوي خارج العاصمة إلى أعلى مستوى في 13 عاما في يوليو، بينما تراجعت القيم في المدينة بنسبة 4% وفقا لموقع العقارات "زوبلا" (Zoopla).
وبدأ المزيد من العاملين العودة إلى العاصمة مع تشجيع المكاتب لهم للعودة إلى العمل، ويرى موقع "زوبلا" أن هناك "ارتفاعا حادا" في الطلب على العقارات الإيجارية في وسط لندن في الأشهر الماضية، كما ساعد الطلاب الأجانب أيضا على دفع السوق إلي المزيد.
لكن تحديات البناء في لندن تتراكم، حيث تزيد التكاليف المرتفعة للأرض، وقيود تحمل التكلفة من قبل المستأجرين، واشتراطات التخطيط من تكلفة مشاريع التطوير المحتملة، وعانت الإنشاءات بشكل خاص خلال الوباء، حيث شهدت لندن أقل عدد من مشروعات البناء بغرض التأجير في سبع سنوات، وفقا لشركة البيانات "موليور" (Molior).
وقال ديفيد ريد، العضو المنتدب لأعمال البناء للتأجير في الضواحي في "ليغال آند جنرال غروب" (Legal & General Group Plc): "لماذا نلاحق الأماكن خارج لندن؟ حسنا في الوقت الحالي ربما السبب هو أنها تولد عائدا أعلى قليلا.. ونحن لسنا الوحيدين الذين يفعلون ذلك".