تجري مجموعة "فرايزرز جروب"، المملوكة لرجل الأعمال البريطاني مايك آشلي، مفاوضات متقدمة لشراء متاجر "دبنهامز" المتعثرة، في خطوة قد تنقذ آلاف الوظائف.
وأكَّدت مالكة العلامة التجارية "سبورتس دايركت" أنَّها في وسط مفاوضات، قائلة: "نأمل أن نكون قادرين على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الوظائف في "دبنهامز"، التي تعدُّ واحدة من العلامات التجارية الأيقونية في بريطانيا".
وتأتي أنباء اهتمام آشلي بالصفقة بعد أيام قليلة من إعلان "دبنهامز" أنَّها قد تضطر إلى تصفية أعمالها بعد انتهاء مفاوضاتها مع "جي دي سبورتس فاشن". وكانت "دبنهامز" تعاني منذ سنوات بسبب المتاجر المكلفة، والإيجارات الباهظة، وضرائب الملكية الكبيرة.
إفلاس المنافس
جاء انهيار "دبنهامز"، التي توظِّف 12 ألف شخص، وسط أسبوع رهيب لقطاع التجزئة البريطاني بعد أن أعلنت مجموعة "أركاديا"، المملوكة لرجل الأعمال فيليب جرين، والمالكة للعلامات التجارية "توب شوب" و"دوروثي بيركينز"، عن تقدُّمها بطلب إفلاس، مما يضع 13 ألف عامل في خطر فقدان وظائفهم.
ولدى "دبنهامز" 124 متجراً، جميعها مستأجر، وإذا تمت الصفقة مع "فرايزرز" فسيستمرون في العمل وفقاً لرخصة مدتها 12 شهراً، في حين سيتم تحديد عدد المتاجر التي ستبقى، وفقاً لمصدر مطَّلع على الأمر، رفض الكشف عن هويته لسرية المعلومات. في حين رفضت "دبنهامز " التعليق على المفاوضات مع "فرايزرز".
وأكَّد المصدر أنَّ أيَّ اتفاق مع "فرايزرز" يجب أن يكون أفضل من قيمة تصفية "دبنهامز"، وستتركز المفاوضات مع شركة الاستشارات "أف أر بي"، التي تدير سلسلة المتاجر منذ أبريل، على قيمة تبلغ حوالي 280 مليون جنيه استرليني (367 مليون دولار).
معاناة طويلة
إذا نجح آشلي في مفاوضاته، التي كانت صحيفة "ذا صانداي تايمز " أول من أعلن عنها، فستكون تتويجاً لانخراط طويل ومتعثِّر مع "دبنهامز"، إذ كان آشلي في وقت من الأوقات من أكبر المساهمين فيها، ثم تمَّ شطب حصته عندما سيطر المقرضون، بمن فيهم صندوق التحوط الأمريكي "سيلفر بوينت كابيتال"، على السلسلة العام الماضي. وتشير التقديرات إلى تكبد آشلي خسائر بحوالي 150 مليون جنيه استرليني.
وأجرت مجموعة "فرايزرز " مفاوضات أوائل العام الجاري مع الشركة التي تدير "دبنهامز"، لكنها زعمت أنَّها "أُقصيت" عن العملية، ولم تتلقَ معلومات كافية.
وتمتلك "فرايزرز" حالياً سلسلة "هاوس أوف فرايزر"، وهي سلسة متاجر متعددة الأقسام أيضاً، وقد اشترتها أيضاً من شركة إدارة، مما يزيد من احتمال دمج آشلي للسلسلتين معاً.
ومع ذلك، لا توجد صفقة أكيدة، ويعود سبب انسحاب "جى دي سبورتس" من صفقة شراء "دبنهامز" لانهيار "أركاديا"، التي تعدُّ واحدةً من أبرز العلامات التجارية مع "دبنهامز".
وبالرغم من أنَّ "دبنهامز " استفادت من كورونا، وأزمة قطاع التجزئة الحالية للتفاوض على إيجارات بشروط أفضل، لكن لا يزال لديها فاتورة كبيرة من ضرائب الشركات، وهي نوع من ضرائب الملكية البريطانية.
وأفصح كريس ووتون، المدير المالي لـ"فرايزرز": "لقد وجدنا أنَّ "دبنهامز " كانت شديدة الاعتماد على "أركاديا" لسنوات عديدة. وبدون نهاية في الأفق لنظام ضرائب الشركات القديم الذي يعاقب بلا وجه حقٍّ أمثال "دبنهامز"، فإنَّ ذلك قد يجعل الصفقة مخاطرة كبيرة لنا ".