قررت شركة تجارة التجزئة البريطانية "ماركس آند سبنسر غروب" إغلاق 11 فرعاً من فروعها بالوكالة في فرنسا بعد معاناتها في محاولة الحفاظ على امتلاء الأرفف بالأغذية الطازجة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست".
قالت الشركة، ومقرها في لندن، الخميس، إن "عمليات التصدير الطويلة والمعقدة" في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعلت إمداد هذه المتاجر ببضائع من المملكة المتحدة أمراً عسيراً.
ويُتوقع أن تغلق هذه الفروع التي تديرها الشركة مع وكيلها شركة "إس إف إتش" الفرنسية بحلول نهاية العام الجاري.
قال بول فريستون، العضو المنتدب بالشركة للنشاط الدولي، إن "لـ(ماركس آند سبنسر) تاريخاً طويلاً في خدمة عملائها في فرنسا، وهذا القرار لم يُتخذ بسهولة، لا من جانبنا ولا من جانب شريكتنا (إس إف إتش)".
ستستمر تسعة أفرُع أخرى في العمل بالوكالة، تديرها شركة "لاغاردير" في مطارات ومحطات قطار فرنسية. وقالت "ماركس آند سبنسر" إن الشركتين تحقّقان تقدُّماً في مفاوضاتهما حول "نموذج عمل مستقبلي مستدام".
قواعد متشددة
واجهت "ماركس آند سبنسر" بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مشكلات بسبب القيود والقواعد المتشددة التي تحكم تصدير الغذاء من بريطانيا، إذ يُصنَّع معظم المنتجات المبردة التي تبيعها السلسلة، للاتحاد الأوروبي.
وتؤدّي هذه القواعد إلى تأخير البضائع على الحدود، بما يجعل المنتجات التي تتسم بانخفاض مدة صلاحيتها للعرض والاستهلاك، مثل السندويتشات الطازجة، غير صالحة للبيع.
دفعت مشكلات مماثلة "ماركس آند سبنسر" إلى إزالة المنتجات المُبرَّدة والطازجة من متاجرها في جمهورية التشيك في أبريل الماضي. وبدلاً منها، ضاعفت الشركة عدد المنتجات المجمدة والمعلبات، التي يسهل تصديرها من المملكة المتحدة.
بيروقراطية معقدة
انتقد آرتشي نورمان رئيس شركة "ماركس آند سبنسر"، في خطاب علني مؤخراً، "البيروقراطية البيزنطية الفارغة من أي معنى والمنشغلة بتوافه الأمور"، في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
فقد أُجبرَت الشركة بسبب القواعد المعقدة والأعمال الورقية المُبالَغ فيها، على تخفيض 800 خط في متاجرها بجمهورية أيرلندا، ومنها منتجات مثل دجاج المراعي، ونباتات الأوركيد، أو البضائع التي تحتوي على جبن "بارميزان ريغيانو"، حسب نورمان.
هذه هي المرة الثانية التي تُضطرّ فيها "ماركس آند سبنسر" إلى الانسحاب من السوق الفرنسية، وتأتي بعد عَقد من إعلانها العودة إليها، وفتح عدد من المتاجر، من بينها فرع في الشانزليزيه، أشهر شارع تجاري في باريس. ومنذ ذلك التاريخ أغلقت هذا الفرع ومنافذ أخرى كانت تديرها بنفسها بلا شركاء.