قامت مجموعة "سوفت بنك" (SoftBank Group) بأوَّل استثمار لها في شركة مقرّها المملكة العربية السعودية، وذلك بالشراكة مع وحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، (الصندوق السيادي)، لقيادة تمويل بقيمة 125 مليون دولار لمنصة اتصالات العملاء "يونيفونيك" (Unifonic).
قال أحمد حمدان، المؤسس المشارك، والرئيس التنفيذي لشركة "يونيفونيك" في مقابلة، إنَّ العائدات ستُستخدم لتمويل النمو في الشرق الأوسط، والتوسُّع في آسيا وإفريقيا. مُضيفاً أنَّ الشركة ستتطلَّع أيضاً لعمليات الاستحواذ في تلك المناطق، بما يساعدها على التوسُّع بشكل أسرع.
يتمُّ تمويل صفقة "يونيفونيك" من خلال صندوق "رؤية 2" (Vision Fund 2)، التابع لمجموعة "سوفت بنك".
تأتي هذه الصفقة بعد عملية جمع أموال بقيمة 415 مليون دولار من قبل شركة "كيتوبي" (Kitopi) للمطابخ السحابية، ومقرّها دبي، التي كانت الاستثمار الأول لـ"سوفت بنك" في شركة مقرّها الإمارات العربية المتحدة، إذ تجاوز تقييم "كيتوبي" مليار دولار.
"كيتوبي" الإماراتية للمطابخ السحابية تجمع 415 مليون دولار بدعم من "سوفت بنك"
شارك "سوفت بنك" خلال الشهر الماضي أيضاً في قيادة جولة تمويل لصالح شركة التجارة الإلكترونية التركية "تريندويل" (Trendyol).
يتزامن دخول "سوفت بنك" إلى الشرق الأوسط مع تزايد عدد الشركات الناشئة التي يُطلق عليها "يونيكورن"، أي التي وصلت قيمتها إلى ما لا يقل عن مليار دولار.
ويتطلَّع المزيد من المستثمرين من الخارج للمراهنة على التحوُّل إلى الخدمات عبر الإنترنت في المنطقة المتخلِّفة عن ركب مناطق أخرى في هذا المجال.
كانت "سويفل"، وهي شركة متخصصة في توفير حلول النقل الجماعي، ومقرّها دبي، قد قالت في يوليو، إنَّها تتوقَّع إدراجها في بورصة "ناسداك" بالاشتراك مع " كوينز غامبيت جروث كابيتال "، وهي شركة استحواذ ذات أغراض خاصة، بقيمة ملكية ضمنية تبلغ حوالي 1.5 مليار دولار.
توفِّر شركة "يونيفونيك" برنامجاً قائماً على السحابة لإرسال الرسائل الآلية. ومع انتشار الوباء؛ لجأت الشركات إلى هذه الخدمات لإرسال كلمات مرور لمرة واحدة، أو تحديثات الشحن للعملاء. وقد عالجت الشركة 10 مليارات معاملة خلال العام الماضي، مع رسوم رمزية على كلِّ رسالة ترسلها إلى العملاء.
خطط إدارج الأسهم
وامتنع حمدان عن التعليق على أحدث تقييم للشركة، لكنَّه قال، إنَّ الشركة تتوقَّع مبيعات تزيد عن 100 مليون دولار للعام الجاري، وهي ستبدأ التخطيط لإدراجها في بورصة عالمية في السنوات الثلاث المقبلة.
وأضاف حمدان: "إنَّ القدرة على جذب أحد أفضل الصناديق الدولية للاستثمار في المملكة العربية السعودية، هي علامة فارقة ستشجع المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر للدخول إلى المجال الرقمي والتكنولوجي"، و"سنعمل بعض التحسينات لإدراجها في السوق العالمية التي يمكن أن تقدِّم أفضل تقييم".
"إس تي في"، "سنابل"
"يونيفونك" أسسها أحمد، وشقيقه حسن حمدان في عام 2006، وقد تمَّ تمويلها ذاتياً بشكل كبير خلال العقد الأول. وكانت قد جمعت 21 مليون دولار في عام 2018 بقيادة "إس تي في"، وهو صندوق استثماري تبلغ قيمته 500 مليون دولار، و مموَّل من شركة الاتصالات السعودية.
كما كانت "سنابل"، وهي وحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، مستثمراً في الشركة أيضاً. وقد أودع صندوق الاستثمارات العامة، المعروف باسم صندوق الثروة، 45 مليار دولار في صندق "فيجن" الأول، وهو الصندوق الذي دعم العديد من كبرى الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك "أوبر تكنولوجيز"، و"أوبن دور تكنولوجيز"، و"دور داش".
قال حمدان: "نرى أنَّ الشركة ستنمو عشرة أضعاف خلال السنوات الخمس المقبلة، إذ سيكون بإمكاننا معالجة 100 مليار معاملة، وأن يكون لنا تأثير على 400 مليون شخص، وربما العمل مع 50 ألف شركة"
تضاعف تقييم شركة "تويليو"- التي تدير نشاطاً تجارياً مشابهاً، وهي مدرَجة في بورصة نيويورك- أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى ما يقرب من 60 مليار دولار منذ أن أجبر الوباء المزيد من المعاملات بالتحوُّل نحو الإنترنت.