أصبح تاكيميتسو تاكيزاكي، مؤسس شركة "كيانس" المتخصصة في تصنيع أجهزة الاستشعار الإلكترونية، أغنى رجل في اليابان، متجاوزاً الملياردير تاداشي ياناي، مالك العلامة التجارية للملابس "يونيكلو".
ووفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات؛ فإنَّ ثروة تاكيزاكي تقدَّر بـ 38.2 مليار دولار بعد أن تضاعفت أسهم شركته تقريباً منذ بداية العام الماضي. في حين أنَّ ياناي، مالك شركة "فاست ريتيلينغ" الذي خسر أكثر من خمس ثروته في عام 2021، لديه صافي ثروة قدرها 35.6 مليار دولار.
هذا التغيُّر يُعدُّ مثالاً على كيفية تحوُّل مشهد الثروة وسط الجائحة، إذ يحل رائد الأعمال في مجال أتمتة المصانع محل قطب البيع بالتجزئة على رأس قائمة الأثرياء في البلاد.
وتعززت مكانة شركة "كيانس" بفضل إدراجها المرتقب في مؤشر "نيكاي 225"، الذي يُعرف أيضاً باسم مؤشر أسهم الرقائق الزرقاء الياباني.
فيما يتعلَّق بتصنيف الثروة، قال ميتسوشيجي أكينو، كبير المسؤولين التنفيذيين بشركة إدارة الأصول "إيتشيوشي" في طوكيو: "سيستمر هذا الوضع لفترة من الوقت على الأرجح". وأضاف: "نيكاي 225 شهد مؤخَّراً إضافة عنصر مهم". ورفضت "كيانس" التعليق على الأمر.
تعني "الأتمتة" أو التحكم الآلي، تنفيذ الإجراءات، أو العمليات بالاعتماد على التكنولوجيا بهدف تقليص التدخل البشري إلى أدنى المستويات، والأتمتة مصطلح ظهر لأول مرة عام 1946 في قطاع صناعة السيارات؛ وذلك لوصف الاستخدام المتزايد للأجهزة الآلية، وأدوات التحكُّم في خطوط الإنتاج الميكانيكية.
أرباح مرتفعة
في عام 1974، أسس تاكيزاكي شركته "كيانس"، وبناها بثبات كشركة مصنِّعة لأجهزة الاستشعار، وأدوات القياس، وأنظمة رؤية المصنع، فضلاً عن معدات أخرى للأتمتة الصناعية. وتشتهر الشركة التي تتخذ من أوساكا مقرّاً لها، بهوامش ربحها المرتفعة وأجور موظفيها الجيدة.
ارتفعت أسهم "كيانس" بنسبة 96% منذ بداية عام 2020، مما منحها قيمة سوقية تبلغ حوالي 167 مليار دولار. وفقاً لهذا المقياس؛ فإنَّ "كيانس" تُعد ثاني أكبر شركة في اليابان بعد عملاق السيارات "تويوتا موتور".
كان الوباء عاملاً محفِّزاً لزيادة الطلب على أتمتة المصانع، في ظل فرض الحكومات حول العالم لتدابير التباعد الاجتماعي، بحسب تاكيشي كيتورا، وهو المحلل لدى "بلومبرغ إنتليجنس". وأشار إلى أنَّ هامش الربح التشغيلي للشركة يتجاوز حاجز الـ 50%.
الإدراج في "نيكاي 225"
قفزت أسهم "كيانس" الأسبوع الماضي بعد الإعلان عن إدراج الشركة بمؤشر "نيكاي 225"، وهي عملية تغيير كبيرة بالنسبة لمؤشر الأسهم الشهير.
وكانت شركة "نينتندو"، صانعة وحدة التحكُّم في الألعاب "سويتش" أيضاً ضمن الشركات الثلاث التي تمَّ اختيارها لإدراجها في الأول من أكتوبر.
استطاع تاكيزاكي، الذي يمتلك حصة قدرها 21% من شركة "كيانس"، تعزيز ثروته بقيمة 5.8 مليار دولار هذا العام، ليصبح حالياً تاسع أغنى شخص في آسيا، بحسب مؤشر بلومبرغ.
في حين أنَّ ياناي، رئيس شركة "فاست ريتيلينغ"، خسر 9.6 مليار دولار من ثروته في عام 2021، أو حوالي 21% من ثروته، فقد تراجعت أسهم العلامة التجارية الخاصة بالملابس "يونيكلو" بنسبة 18%. كذلك، خفَّضت "فاست ريتيلينغ" توقُّعاتها للأرباح التشغيلية للعام بأكمله في يوليو بسبب ضعف مبيعات الصيف في اليابان، والتدابير الحكومية المتخذة للحدِّ من كوفيد-19 في البلاد، والأسواق الآسيوية الأخرى.
في الوقت نفسه، يُعدُّ ماسايوشي سون، مؤسس مجموعة "سوفت بنك"، ثالث أغنى شخص في اليابان بصافي ثروة قدرها 27.3 مليار دولار.
ساعد تاكيزاكي، ذو الـ 76 عاماً، الذي لم يلتحق بالكلية، في ابتكار أجهزة الاستشعار الدقيقة المستخدمة في خطوط التجميع، مثل تلك المستخدمة في تصنيع سيارات "تويوتا". وهو حالياً الرئيس الفخري لشركة "كيانس" بعد تنحيه عن منصب الرئيس في عام 2015.
ويجري تداول "كيانس" بحوالي 63 ضعفَ تقديرات الأرباح.
ويقول كيتورا، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، إنَّه ما يزال يشعر بالتفاؤل تجاه آفاق الشركة، مشيراً إلى أنَّ أكثر من 40% من عائداتها ما تزال تأتي من اليابان.
وأضاف: "كيانس لديها إمكانات قوية للنمو خارج البلاد".
