تزايد هروب المستثمرين من أسهم مجموعة "تشاينا إيفرغراند غروب" بعد تعرض تقييم أسهم وسندات الشركة للمزيد من الخفض، ما دفع أسعار أسهم شركة التطوير العقاري للهبوط باتجاه سعر الطرح الأولي في عام 2009.
أغلق سهم مجموعة "إيفرغراند" المتداولة في بورصة "هونغ كونغ" على انخفاض بنسبة 7.8% مسجلاً 3.57 دولار هونغ كونغ اليوم الثلاثاء، مقترباً من سعر الطرح الأولي البالغ 3.5 دولار هونغ كونغ للسهم. وتدهور سعر السهم بنسبة 76% منذ بداية العام، في حين تدور أسعار كثير من السندات الدولارية لشركة "إيفرغراند" تحت مستوى 30 سنتاً.
خفضت "موديز لخدمات المستثمرين" التقييم الائتماني لشركة "إيفرغراند" بمقدار ثلاث درجات إلى "Ca" الذي يعني أنها "إما متعثرة أو قريبة جداً من التعثر". وعدَّلت "غولدمان ساكس غروب" توصيتها لسهم الشركة إلى "بيع" بدلاً من "محايد"، كما تم تخفيض السعر المستهدف إلى 3 دولارات هونغ كونغ بدلاً من 15.6 دولار هونغ كونغ.
تعرض تقييم "إيفرغراند" للتخفيض عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، بما يعكس الأزمة العميقة لدى شركة التطوير العقاري الأكثر مديونية في العالم، وهي تحاول جاهدة جمع سيولة نقدية وحماية نفسها من الدائنين. وقالت مصادر مطلعة خلال الأسبوع الماضي إن شركتين لإدارة الصناديق طالبتا المجموعة بسداد بعض القروض سداداً فورياً.
قال سدريك لاي، محلل أول لدى "موديز"، في بيان: "سيكون على (إيفرغراند) الاعتماد على بيع أصول أو تدفق استثمارات من مستثمرين محتملين حتى يمكنها الحصول على التمويل اللازم لخدمة ديونها. لكن تحيط الشكوك بتلك الأنشطة لجمع التمويل إلى حد كبير".
مع التزامات تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار أمريكي، قد يؤدي انهيار مجموعة "إيفرغراند" إلى قلق شديد وسط دائنيها، ومورديها، وشركات صغيرة، وملايين من مشتري المنازل. وتلتزم سلطات الصين الصمت حتى الآن إزاء خططها بالنسبة للمجموعة، ولم تفعل شيئا غير حثِّها على حل مشكلتها مع مخاطر المديونية.
تصاعد مخاطر التعثر
أكدت "موديز"، لدى تخفيضها لتقييم المجموعة العقارية للمرة الثالثة منذ يونيو الماضي، على ارتفاع مخاطر التعثر ونقص السيولة لدي "إيفرغراند". وأضافت أن الشركة ليست لديها سيولة نقدية كافية حتى تغطي ديونها قصيرة الأجل والقروض مستحقة السداد خلال الـ 12 شهراً المقبل، ومن غير المحتمل أن تتمكن من جمع أموال كافية لإعادة التمويل في ضوء تدهور فرصها في الحصول على تمويل.
"إيفرغراند" الصينية في ورطة مع اقتراب استحقاق ديون بـ 7.4 مليار دولار
حذرت "إيفرغراند" خلال الأسبوع الماضي من مخاطر التعثر في سداد الديون إذا لم تنجح جهودها في جمع سيولة نقدية. وتدهور معدل تغطية النقدية للقروض قصيرة الأجل خلال النصف الأول من العام إلى 36% مقابل 47% في الأشهر الستة السابقة، وفق حسابات "بولومبرغ" على أساس نتائج الأعمال. لم تستطع الشركة بيع سندات دولارية منذ يناير العام الماضي.
في حين أن سندات "إيفرغراند" لن تبلغ تاريخ استحقاقها أو تتعرض إلى طلب محتمل من المستثمرين بالسداد المعجل خلال العام الحالي، قد تزداد حدة ضغوط نقص السيولة بداية من العام القادم، بحسب تقرير لمحللي "غولدمان ساكس" بقيادة "وانغ يي".
تلجأ "إيفرغراند" إلى تقديم خصم كبير لتتمكن من بيع وحدات سكنية وجمع سيولة نقدية. وانخفض متوسط سعر البيع لدى الشركة بنسبة 11.5% في شهر أغسطس عن مستوى شهر سابق إلى أدنى سعر منذ يوليو 2016، وفق حسابات "بلومبرغ". لكن لم تكن هذه الاستراتيجية فعالة في منع تراجع المبيعات التعاقدية بنسبة 26% عن مستوى نفس الفترة من العام الماضي.