تتوقَّع الخطوط الجوية الفلبينية تقليص وجهاتها وأسطول طائراتها بسبب احتمال عدم انتعاش الطلب على السفر في السنوات المقبلة، وذلك بعد خروجها من الفصل الحادي عشر الخاص بإشهار الإفلاس قبل نهاية العام، كما أفصح رئيس الشركة غيلبرت سانتا ماريا.
وكانت شركة الطيران، التي تعود أغلبية ملكيتها إلى الملياردير لوسيو تان، قد تقدّمت بطلب للإفلاس وفقاً للفصل 11 بتاريخ 3 سبتمبر في نيويورك، والذي تضمّن خطة مدعومة من قبل بنوك لمساعدتها على التعافي، بعدما أهلك فيروس كورونا السفر العالمي. وتهدف الخطة إلى خفض قروضٍ قيمتها مليارا دولار، والحصول على 505 ملايين دولار في شكل تمويل عن طريق الأسهم والديون من المساهمين الحاليين والبنوك، بالإضافة إلى 150 مليون دولار كتمويل عبر الديون من قِبل مستثمرين جدد.
وكشف سانتا ماريا، اليوم الاثنين، أن الخطوط الجوية الفلبينية ستقلّص أسطولها إلى 70 طائرة - من أكثر من 90 طائرة حالياً - مع إعادة "عدد كبير" من الطائرات ذات الهيكل العريض. وسيكون "الأسطول المتبقي أكثر من كافٍ لتلبية الطلب حتى التعافي"، وهو أمر غير مرجح حتى عام 2025، على حد قوله. لكن، في المقابل، فإنه من غير المرجح أن تقوم الشركة بتقليص المزيد من الوظائف بعد تخفيض قوتها العاملة بنسبة 30% في شهر مارس.
في سياقٍ متصل، وافقت "ايرباص" على تأجيل تسليم 13 طائرة ضيقة البدن إلى ما بعد عام 2026، مع خيار إلغاء بعضها، وفقاً للمدير المالي لدى الخطوط الجوية الفلبينية نيلو ثاديوس رودريغيز أثناء إفادة صحفية.
الخروج أقوى
تُعتبر الخطوط الجوية الفلبينية أحدث شركة طيران دولية تجري إعادة هيكلتها بموجب قانون الإفلاس الأمريكي. وباستخدام الفصل 11، تكون خطة تنظيمها خاضعة لقرار نهائي من قِبل قاضٍ أمريكي. لكن الشركة تعتزم تقديم ملف موازٍ في الفلبين.
في رسالة عبر الفيديو منشورة على موقع "يوتيوب"، أكد رودريغيز أن "هذه الإجراءات الدائمة ستُمكّن الخطوط الجوية الفلبينية من الخروج من الفصل 11 خلال بضعة شهور برأسمال جديد وديون مُخفّضة وهيكل تكلفة تنافسي".
وتدعم عائلة الملياردير تان بقوة إعادة هيكلة الشركة وتتعهد بإكمال تعافيها، وفقاً لمدير المجموعة العائلية لوسيو تان الثالث في نفس رسالة الفيديو، وهو يقرأ بياناً من جده لوسيو تان.
سيشمل تخفيض الأسطول بشكل أساسي طائرات من طرز "إيه 350" و"إيه 330" التابعة لـ"ايرباص"، و"777" التابعة لـ"بوينغ"، وفق بريندان سوبي، المستشار لدى "سوبي إيفياشين"، الذي يتوقع أن تُزيل شركة الطيران مقاعد الدرجة الاقتصادية الممتازة.
كما رجّح سوبي في رسالته بالبريد الإلكتروني أن تُركّز الخطوط الجوية الفلبينية على السوق المحلية، والساحل الغربي بأمريكا الشمالية، وهي الوجهة الطويلة المربحة تقليدياً، وشمال وجنوب شرق آسيا، قائلاً إنه سيتم إيقاف الوجهات "غير المربحة بشكل كبير" مثل لندن ونيويورك وتورنتو.
ويرى سوبي أنه "يمكن لشركات الطيران الأجنبية أن تستفيد أكثر من غيرها من إيقاف الوجهات طويلة المدى، لكن لن تقلّص الخطوط الجوية الفلبينية كثيراً من الوجهات التي يطير إليها المنافسون المحليون أيضاً من أمثال "سيبو باسيفيك" و"إير آسيا"، والتي يتعين عليها الآن التنافس مع الخطوط الجوية الفلبينية الأقوى".