أظهر تشريح جثة مالك سيارة تسلا الذي قُتل مع صديق في الربيع الماضي في حادث تحطم ناري خارج هيوستن، أنه كان لديه ما يقرب من ضعف الحد القانوني للكحول المسموح به نظام ولايته، وفقاً لتقرير تشريح الجثة الذي حصلت عليه وكالة بلومبرغ نيوز.
اجتذبت الوفاة المروعة لطبيب التخدير ويليام فارنر، 59 عاماً، وإيفريت تالبوت، 69 عاماً، في حي ذي وودلاندز الثري في 17 أبريل ، اهتماماً واسع النطاق لأن المستجيبين الأوائل وجدوا أن مقعد السائق كان شاغراً.
قالت التعليقات الأولية من الشرطة المحلية إن "لا أحد" كان يقود السيارة المحترقة في الحادث، مما أدى إلى ظهور عناوين الأخبار حول سيارة تسلا "بدون سائق" وتكهنات حول ما إذا كان نظام المساعدة الآلي للسائق في سيارة فارنر قد تم تشغيله في وقت وقوع الحادث.
وتراجعت أسهم "تسلا" في يوم التداول التالي، وأطلقت وكالتان اتحاديتان - الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة والمجلس الوطني لسلامة النقل تحقيقات في الحادث.
يضيف مستوى الكحول لدى المالك وقت وقوع الحادث تعقيداً إلى القضية التي أثارت اهتمام مالكي "تسلا" والمديرين التنفيذيين في الصناعة والمدافعين عن السلامة على حدٍ سواء.
تقدم تقارير الشرطة وتشريح الجثة التي حصلت عليها بلومبرغ تفاصيل جديدة حول الحادث، بينما لم تقدم سوى القليل لحل اللغز الكبير: كيف تم العثور على فارنر - الذي أظهرته كاميرته الأمنية المنزلية وهو يدخل مقعد سائق السيارة - بعد دقائق في مقعد الراكب الخلفي الأيسر لسيارة إس المحترقة.
كان الرجلان يناقشان السيارة و"قدرتها على القيادة الذاتية" قبل أخذ الطراز "إس" في رحلة قصيرة وعالية السرعة انتهت بالحريق، وفقاً لتقرير الشرطة الذي تم الحصول عليه من مكتب شرطة مقاطعة هاريس عبر سجلات عامة. وذكرت نتائج التشريح التي تم الحصول عليها من معهد مقاطعة هاريس لعلوم الطب الشرعي أن سبب الوفاة هو الصدمة الحادة والإصابات بالنيران. كما تم الاستشهاد باستنشاق الدخان كسبب للوفاة في تشريح فارنر.
نتائج التشريح
تظهر التقارير الكحول في مجرى دم الرجلين، بما يتفق مع التصريحات الواردة في محضر الشرطة بأن الرجال تناولوا المشروبات على العشاء في وقت سابق من ذلك المساء. كان لدى فارنر 0.151 جم / 100 مل من الإيثانول في دمه بعد الوفاة، بينما كانت قراءة تالبوت حوالي 0.075 جم. في الوقت الذي يصل فيه الحد القانوني بولاية تكساس إلى 0.08%.
قال لي آن غروسبرغ، استشاري الطب الشرعي في هيوستن، الذي راجع تقرير فارنر عن تشريح الجثة لـ"بلومبرغ": "تظهر نتائج علم السموم من تقرير تشريح الجثة، أن محتوى الكحول في الدم يبلغ ضعف الحد القانوني". يقدم غروسبرغ شهادته كخبير في كل من القضايا الجنائية والمدنية.
على الرغم من حذف العديد من الأسماء، إلا أن محضر الشرطة يقول إن الرجال وزوجاتهم خرجوا لتناول العشاء قبل الحادث، وعادوا إلى المنزل حوالي الساعة 9 مساءً. قالت امرأة إن زوجها شرب بيرة قبل العشاء، ثم تناول 1-1 / 2 مارتيني أثناء العشاء ؛ بحسب التقرير ، تناول الرجل الآخر كأساً من النبيذ الأبيض على العشاء.
كانت السيارة تسير "بسرعة عالية" عندما انحرفت عن الطريق، واصطدمت برصيف مرتفع، ودخلت منطقة عشبية، وسارت حوالي 100 قدم، واصطدمت بشجرة واشتعلت فيها النيران، وفقاً لتقرير الشرطة. لاحظ أحد الجيران "ألسنة اللهب موصوفة بأنها شبيهة بمصابيح شرارة". ومضت قائلة إن "مقعد السائق كان شاغراً. أشارت زوجات الضحايا بأنهم عادوا لتوهم من العشاء إلى المنزل عندما كان [الرجال] يتحدثون عن السيارة وقدرتها على القيادة الذاتية. بعد وقت قصير غادر الرجلان مسكنهما لإجراء اختبار قيادة نجم عنه الحادث ".
تعذر الوصول إلى أرملة فارنر للتعليق. رفض مكتب المحاماة في هيوستن الذي يعمل مع عائلة تالبوت التعليق على تشريح الجثة وتقارير الشرطة.
القيادة الآلية في تسلا
تولد حوادث تسلا - خاصةً المميتة - بالفعل تدقيقاً هائلاً، لأن السيارات الكهربائية لا تزال جديدة نسبياً، والحرائق المتعلقة بالبطاريات تمثل تحديات فريدة للمستجيبين الأوائل – فرق المسعفين.
لم يتناول تقرير الشرطة في مايو عن حادث هيوستن سبب عدم وجود أي شخص في مقعد السائق، قال تقرير أولي من المجلس الوطني لسلامة النقل، إن الصور من كاميرا أمن المنزل الخاصة بالمالك أظهرت أن فارنر دخل في البداية مقعد سائق السيارة. بعد نصف ساعة تقريباً أُعلن عن وفاته. عندما تم العثور على السيارة تحترق على بعد حوالي 550 قدماً، وكانت الأبواب مغلقة، وتم اكتشاف أن فارنر ليس في مقعد السائق، ولكن خلفه.
قالت الجهة المنظمة في تقريرها لشهر مايو: "يواصل المجلس الوطني لسلامة النقل جمع البيانات لتحليل ديناميكيات الاصطدام، ونتائج اختبار السموم بعد الوفاة، واستخدام حزام الأمان، وإنقاذ الركاب، وحرائق المركبات الكهربائية". "تظل جميع جوانب الحادث قيد التحقيق، حيث يحدد المجلس الوطني لسلامة النقل السبب المحتمل، بهدف إصدار توصيات السلامة لمنع حوادث مماثلة".
تعدّ القيادة الآلية من تسلا ميزة لمساعدة السائق فقط، وتحذر شركة صناعة السيارات على موقعها الإلكتروني من أن سياراتها ليست قادرة تماماً على قيادة نفسها - وهو أمر يتطلب موافقة الجهات التنظيمية.
يزعم مركز أمان السيارات أن تسلا لديها تاريخ من الإعلانات المخادعة، ويحذر من أن استخدام مصطلح "الطيار الآلي" يقود المستهلكين إلى الاعتقاد بأن تسلا لديها قدرات القيادة الذاتية أكثر مما لديها بالفعل.
قالت تقارير المستهلك بعد أيام قليلة من الحادث، إنه في ظل ظروف معينة يمكن خداع سيارات تسلا للعمل دون وجود أحد في مقعد السائق.
حثّ اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي لجنة التجارة الفيدرالية على التحقيق، فيما إذا كانت تسلا تستخدم ممارسات تسويقية خادعة من خلال تصنيف نظام مساعدة السائق، على أنه ميزة تسمى "القيادة الذاتية الكاملة".
خطأ تماماً
انتقد الرئيس التنفيذي لـ"تسلا"، إيلون ماسك في مكالمة أرباح الشركة في أبريل الماضي، الأخبار التي قالت إن الطيار الآلي متورط. قال ماسك: "هذا خاطئ تماماً، ويجب أن يخجل هؤلاء الصحفيون من أنفسهم".
قال لارس مورافي، نائب رئيس هندسة المركبات في تسلا، إنه من المحتمل أن يكون هناك شخص ما كان في مقعد السائق وقت وقوع الحادث.
ولم يرد مورافي على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق على أحدث التفاصيل.
قال محققو المجلس الوطني لسلامة النقل في تقريرهم لشهر مايو "إنه بينما تم تجهيز نموذج "S" بنظام الطيار الآلي، يبدو أن نظام التوجيه الآلي للسيارة لم يتم تشغيله. أظهر اختبار المجلس الوطني لسلامة النقل لسيارة مماثلة أنه كان من الممكن تنشيط ميزات القيادة الآلية الأخرى، ولكن ليس ما يسمى Autosteer.