تسبب الإغلاق الجزئي لثالث أزحم ميناء حاويات في العالم في تفاقم الازدحام في الموانئ الصينية الرئيسية الأخرى نتيجة تحول السفن عن ميناء نينغبو وسط عدم يقين حول مدة تدابير السيطرة على الفيروس في المدينة.
يزداد الازدحام مجدداً في شنغهاي المجاورة وهونغ كونغ بعد تراجعه نتيجة إعادة فتح ميناء يانتيان في شينزين، والذي كان قد أُغلق في مايو نتيجة تفشٍ منفصل، وارتفع عدد سفن الحاويات الراسية قبالة شيامن الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي للصين إلى 24 سفينة من 6 في بداية الشهر، وفقاً لبيانات الشحن التي تجمعها "بلومبرغ".
أغُلق رصيف ميشان في ميناء نينغبو الأسبوع الماضي، بعدما أصيب عامل بمتحول دلتا من كوفيد-19، ويشكل الرصيف حوالي ربع سعة الميناء، وكان لا يزال مغلقاً يوم الثلاثاء، وفقاً لعامل في المكتب الإعلامي، والذي رفض الكشف عن اسمه أو أي تفاصيل أخرى.
يقول سيمون هيني، مدير أول لأبحاث الحاويات في "دروري شيبينغ كونسالتانتس" (Drewry Shipping Consultants)، إن أكبر شركات شحن في العالم مثل "إيه بي مولر ميرسك"، و"سي إم إيه سي جي إم"(CMA CGM) يتجنبون ميناء نينغبو بعد الغلق. وأضاف أن الشركات تفضل تحويل الشحنات إلى موانئ أخرى بدلاً من الانتظار خارج نينغبو لأجل غير معلوم في ظل استمرار تفشي كوفيد-19.
فيما تفضل بعض السفن الأخرى الانتظار، وكان هناك 141 سفينة في مرسى مشترك لموانئ شنغهاي ونينغبو يوم الثلاثاء، أي أكثر بمقدار 60 سفينة عن المتوسط في الفترة من أبريل حتى أغسطس.
تراجع الإنتاجية
قالت دون تيورا، المديرة التنفيذية لرابطة قطاع اللوجستيات "سورسينغ اندستري غروب" (Sourcing Industry Group): "نسمع عن ازدياد حجم الأعمال المتراكمة وارتفاع معدلات الازدحام.. والاضطرابات في الموانئ الأخرى ترتبط بذلك بالتأكيد، وإذا كنت تشتري بضائع منشأها الصين أو تتحرك عبر الصين، فعليك أن تزيد أجل التسليم أو إيجاد مصدر آخر للإمدادات".
واُبتليت صناعة الشحن باضطرابات العام الجاري، ما تسبب في تأخيرات في سلاسل الشحن العالمية ودفع أسعار الشحن إلى مستويات قياسية، وتراوحت العقبات من سفينة عملاقة عالقة في قناة السويس في مارس إلى موجات تفشٍ للفيروس في جنوب شرق آسيا والصين وهو ما أدى إلى انخفاض إنتاجية الموانئ.
امتدت الأعمال المتراكمة عبر المحيط الهادئ إلى ميناء لونغ بيتش في لوس أنجلوس، حيث كانت هناك أكثر من 30 سفينة في انتظار الوصول إلى الميناء لتفريغ الحمولة، وفقا لبيانات "بلومبرغ"، وفي أماكن أخرى في جنوب شرق آسيا، ارتفعت السفن الراسية قبالة أكبر ميناءين في فيتنام إلى ستة فوق العدد المتوسط.
قال هيني من "دروري": "تعاني معظم الموانئ بالفعل من الازدحام أو التأخير، لذا فإن أي أحجام إضافية غير مخطط لها ستزيد من الضغط".