يجب على الكنديين الاستعداد لمواجهة فرض التعريفات الجمركية الأميركية بمجرد تولي دونالد ترمب مهام منصبه الأسبوع المقبل، دون استثناءات للنفط، حسبما حذرت رئيسة وزراء ألبرتا دانييل سميث بعد اجتماعها مع الرئيس المنتخب في فلوريدا. اجتمعت زعيمة الحزب المحافظ في المقاطعة الكندية الرئيسية المنتجة للنفط مع ترمب في منتجعه مارالاغو خلال عطلة نهاية الأسبوع.
فيما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في مقابلة على قناة (MSNBC) إن بلاده سترد بفرض رسوم جمركية مضادة على الولايات المتحدة إذا نفذ ترمب تهديده بفرض رسوم بنسبة 25% على السلع الكندية.
صرحت سميث في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: "علينا أن نكون مستعدين لاحتمال دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ في 20 يناير، ولا توجد إشارات على تراجع ترمب عن خططه".
وتراجعت أسعار الخام الكندي الثقيل لشهر مارس مع زيادة الفارق السعري مقارنة بالخام الأميركي إلى حوالي 14.50 دولار للبرميل مقارنة بحوالي 13.60 دولار يوم الجمعة، وفقاً للمتداولين والوسطاء.
لماذا يهدد ترمب كندا؟
قدّم ترمب أسباباً مختلفة لتهديده بفرض التعريفات الجمركية على كندا. في البداية، قال إنها ستُفرض ما لم تؤمن كندا حدودها مع الولايات المتحدة بشكل أفضل، مما دفع كندا للإعلان عن خطة بقيمة 1.3 مليار دولار كندي (901 مليون دولار) لمعالجة مخاوفه. وفي الآونة الأخيرة، قال الرئيس المنتخب إن كندا "مدعومة" من قبل الولايات المتحدة بسبب العجز التجاري، وهدد باستخدام "القوة الاقتصادية" لجعل البلاد بمثابة الولاية الأميركية الحادية والخمسين.
تأتي أكثر من نصف واردات النفط الخام الأميركية من كندا، ومعظمها من ألبرتا، التي تبيعه بخصم مقارنةً بسعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار القياسي للنفط الأميركي.
وترسل كندا كل صادراتها النفطية تقريباً، التي تبلغ حوالي 4 ملايين برميل يومياً، إلى الولايات المتحدة. ويمتد نظام خطوط أنابيب واحد فقط في غرب كندا إلى ميناء كندي، مما يسمح للمنتجين في البلاد بشحن نفطهم إلى دول أخرى، وتجنب الولايات المتحدة بالكامل. ويمثل النفط الثقيل المنتج من الرمال النفطية ما يقرب من نصف الخام الذي تحوله مصافي الغرب الأوسط الأميركي إلى البنزين والديزل.
منتجو النفط الكنديون يستعدون للرسوم
خلال يوم الاثنين، أعلنت 5 جمعيات تجارية تركز على قطاع الطاقة، بما في ذلك رابطة منتجي البترول الكنديين، و"باثوايز اليانس" (Pathways Alliance) و"إنسيرفا" (Enserva)، ورابطة المستكشفين والمنتجين في كندا ورابطة مقاولي الطاقة الكندية، أنها شكلت مجموعة عمل للتصدي لتهديد التعريفات الجمركية مع الاستعداد لتخفيف التأثيرات في حال أصبحت تلك الرسوم واقعاً.
عند سؤالها عما إذا كانت كندا قد تقلل من إمدادات الطاقة إلى الولايات المتحدة رداً على الرسوم الجمركية، قالت وزيرة الشؤون الخارجية ميلاني جولي لقناة ( CTV News): "كل شيء مطروح على الطاولة".
ووصفت سميث التهديدات بقطع إمدادات النفط بأنها "فارغة"، ومن شأنها أن تثير أزمة وحدة وطنية. وقالت: "لن نقبل بذلك، ولا ينبغي لك أبداً أن تهدد بشيء لا يمكنك القيام به"، مشيرةً إلى أن الخط الخامس التابع لشركة (إنبريدج) الرئيسي في كندا يمر عبر الولايات المتحدة، ويزود مصافي التكرير في أونتاريو وكيبيك بالنفط الخام من غرب كندا.
كما حذرت سميث من أن ترد كندا بفرض تعريفات جمركية شاملة بنسبة 25% على السلع الأميركية. واختتمت: "هذا التحرك من شأنه الإضرار بالمواطنين الكنديين مع مواجهتنا لأزمة في القدرة على تحمل تكاليف الحياة".