ترفض دول الخليج أن تحصر نفسها إما مع المعسكر الأميركي أو الصيني، وتحاول تجنب هذا الصراع التجاري بتوقيع اتفاقيات للتجارة الحرة مع دول وتكتلات، والانفتاح الاقتصادي على جميع الأطراف، حسب تأكيد المنسق العام للمفاوضات لدول مجلس التعاون الخليجي العربي رجا المرزوقي.
في حوار مع صحيفة "الاقتصادية"، عبّر المرزوقي عن تفاؤله إزاء قرب التوصل لاتفاقيات تجارة حرة ثنائية مع عدد من الدول التي تجري نقاشات معها حالياً، ومنها: بريطانيا، والصين، ونيوزيلندا، وإندونيسيا، وتركيا، واليابان، مؤكداً أن معظم جولات التفاوض الرسمية ستنطلق قريباً، تمهيداً لإنجاز الاتفاقات في أقرب وقت.
حول التوجه الخليجي لزيادة اتفاقات التجارة الحرة الثنائية، أوضح رئيس الفريق التفاوضي بأن "دول العالم بدأت تتبنى الاتفاقيات الثنائية لمعالجة إشكالية منظمة التجارة العالمية، خاصة مع تعطيل أميركا للمحكمة العليا في منظمة التجارة العالمية، وعدم التجديد لثلاثة من القضاة، ما أدى إلى عدم تفعيل المحاكمات في المنظمة التي كانت أقوى جزء يساعد على تحقيق المستهدفات، وبالتالي تقليل الأخطار يتطلب زيادة الاعتماد على الاتفاقيات الثنائية".
رئيس الفريق التفاوضي لدول الخليج لفت في حواره إلى تسارع وتيرة نمو التجارة الخليجية مع الشرق "وكانت 28% من وارداتنا تأتي من أوروبا، الآن فقط 17%. وفي نهاية التسعينيات كانت الصين في المرتبة 10، والآن هي الشريك التجاري الأول لنا"، مؤكداً على حرص دول مجلس التعاون على تجنب الاصطفاف في أي جانب في الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة.
وتمتلك دول الخليج نقاط قوة في أي مفاوضات تجارية هي -حسب المرزوقي- الموقع الجغرافي، ومخزون مصادر الطاقة، والقوة الشرائية، وكذلك الصناديق الاستثمارية الضخمة.