استؤنفت مفاوضات اليوم الأخير في مؤتمر منظمة التجارة العالمية (WTO) في ساعة مبكرة صباح الجمعة، حيث سعى الوزراء الحاضرون إلى تقريب وجهات النظر بخصوص تدابير مهمة تحكم الأمن الغذائي، والدعم الحكومي للصيد، والإنترنت العالمي.
يقام الاجتماع الأخير في الثانية ظهراً بتوقيت أبوظبي، بعد تأجيل موعده مرتين. وأمضى المسؤولون الجلسات الصباحية في مواصلة تنقيح نصوص الاتفاقات الخاصة بعدة قضايا، فضلاً عن محاولة إصلاح نظام معطوب لتسوية النزاعات التجارية.
تحديات ومحادثات معقدة
تجاوزت الاجتماعات السابقة –التي تُقام كل 6 شهور- للمنظمة مدة جدول أعمالها الرسمي، بل انتهى بعضها دون التوصل إلى اتفاق.
وقال وزير التجارة الأيرلندي، سايمون كوفني، في حوار مع تلفزيون "بلومبرغ" أمس الخميس: "هناك الكثير من التشاؤم. لكن في بعض الأحيان، عندما تخوض محادثات معقدة فهذا ما يحدث قبل التوصل إلى اتفاق، وهذا ما يجري الآن بلا شك، لكنني أرجح أن ذلك سيستمر غداً أيضاً".
أشار المتحدث باسم المنظمة، إسماعيلا دينغ، إلى أن المحادثات واجهت تحديات "بسبب التشابك بين المجالات قيد التفاوض"، مضيفاً "هناك التزام بمواصلة الجهود للوصول إلى ختام ناجح".
الهند تطالب بتعزيز الثقة
أكدت الهند يوم الخميس رغبتها في مناقشة كل القضايا، وطالبت الدول بالسعي إلى تحقيق بعض الأهداف لترسيخ الثقة بين الاقتصادات الأقل تقدماً والنامية والمتقدمة، في عالم يعاني من انقسام جيوسياسي شديد.
أعطت أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم الأولوية القصوى لاستعادة دور هيئة الاستئناف التابعة للمنظمة، التي مثلت جزءاً من آلية تسوية النزاعات ثم أوقفتها الولايات المتحدة في 2019.
اقرأ المزيد: أولويات الهند الداخلية المعقدة تدفعها للتمرد في منظمة التجارة العالمية
في تصرحياته للصحفيين على هامش المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، قال وزير التجارة الهندي، بايوش غويال: "لا بد أن تكون كل القرارات عادلة ومنصفة، ويجب أن تتسم بالشفافية وتؤدي إلى بناء الثقة بأهمية المنظمة". و "أشعر أننا نحيد عن مسار القضايا الجوهرية للمنظمة، ويُصرف اهتمامنا إلى مسائل غير أساسية. علينا بناء الطمأنينة والثقة للمستقبل".
تقريب وجهات النظر
تأتي تصريحات غويال فيما تعقد أكثر من 160 دولة عضو بالهيئة التجارية، ومقرها في جنيف، جلسات مفاوضات أخيرة في اليوم الختامي للمؤتمر حسب الموعد المقرر. وتسعى تلك الدول إلى تقريب وجهات النظر بشأن قضايا من بينها تجديد الوقف المؤقت لفرض رسوم على التجارة الإلكترونية، وخفض الدعم الحكومي الذي يسبب الصيد الجائر، ومشتريات الحكومات من الحبوب لبرنامج الغذاء المجاني.
اقرأ أيضاً: أستراليا والإمارات تبرمان اتفاقية التجارة الحرة بنهاية العام
وقال وزير التجارة الأيرلندي، سايمون كوفني: "إذا كان هناك عدد صغير من الدول تسعى هذا الأسبوع إلى عرقلة تمديد الوقف المؤقت لفرض رسوم على التجارة الإلكترونية، فالأغلب أن الدول الأخرى ستعتمد على الاتفاق متعدد الأطراف وتمضي قدماً في التمديد بأي حال".
وحول قضية أمن غذائي محلية، صرح غويال أنه يجب أن تسعى الدول إلى إيجاد حل دائم لمسألة تخزين الحكومات الحبوب لبرنامج الغذاء المجاني، وهي مسألة لا تزال قيد النظر لأكثر من عقد الآن. ولفت إلى أن الوقت قد حان لتوافق الدول على تنقيح منهجية احتساب الدعم وتحديثها وفق الأسعار الحالية. الهند ثاني أكبر دولة استهلاكاً للقمح وأكبر مصدر للأرز في العالم.
جاء في مسودة بيان منظمة التجارة العالمية بشأن الزراعة، اطلعت عليها "بلومبرغ": "سيُقدم إلى كل الدول النامية الأعضاء حل دائم لقضية تخزين الحكومات الحبوب لأغراض الأمن الغذائي". ولا تزال المفاوضات جارية حول نص المسودة منذ الساعة 3:30 بالتوقيت المحلي، لكن لم يتسن التواصل مع متحدث باسم الوفد الهندي للحصول على تعليق.
-استمرار محاولات التوافق
حث كوفني على اتباع نهج حذر يوازن بين الأمن الغذائي وتكافؤ الفرص، فقال: "علينا التأكد من ألا ينتج عن ذلك إغراق الأسواق العالمية فعلياً بكميات هائلة من هذا المخزون بطريقة تؤدي إلى تدهور أسعار تلك السلع في المستقبل، فذلك سيضر التجارة العالمية".
بينما تستمر محاولات التوصل إلى حلول لعديد من القضايا الشائكة، يناقش المندوبون خيارات متعددة، من بينها إما اختتام الاجتماع الوزاري دون إصدار بيان ختامي مشترك بإجماع الآراء، أو نسخة مخففة تحتوي على قرارات مديرة المنظمة بخصوص بعض القضايا العالقة، وفق ما نشرته "بلومبرغ" سابقاً.
جدير بالذكر، أنه من المقرر أن يجتمع رؤساء الوفود في الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي في محاولة للتوافق على أي اتفاقيات قبل الجلسة الختامية التي ستنعقد في منتصف الليل.