شركات الشحن تنتظر توفير ممر آمن لاستئناف عملياتها بالمنطقة

أميركا تحاول إقناع شركات الشحن بالإبحار مجدداً في البحر الأحمر

صورة جوية توثق لحظة اختطاف سفينة غالاكسي في البحر الأحمر  - المصدر: بلومبرغ
صورة جوية توثق لحظة اختطاف سفينة غالاكسي في البحر الأحمر - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يحاول الجيش الأميركي طمأنة شركات الشحن بأن توفير قوة متعددة الجنسيات سيجعل الإبحار عبر البحر الأحمر وقناة السويس آمناً رغم أن هجمات الحوثيين المتمركزين في اليمن لا تظهر أي علامة على التباطؤ.

قال العقيد في سلاح الجو الأميركي، بريون ماكغاري، الذي يشغل منصب المتحدث باسم وزارة الدفاع للشرق الأوسط وأفريقيا، يوم الخميس في رد عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة: "البنتاغون يجري محادثات شبه يومية مع المنخرطين في القطاع لرصد احتياجاتهم وطمأنتهم بأن المجتمع الدولي على استعداد للمساعدة في ضمان المرور الآمن للسفن".

لكن حتى الآن، لم يطمئن هذا معظم خطوط الشحن بما فيه الكفاية بأن أي طائرات مسيرة أو صواريخ تستهدف سفنهم لن تتمكن من تجاوز هذه الدفاعات.

توفير ممر بحري آمن

"سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتمكن شركات الشحن من التعرف على الوضع الأمني"، وفق ما قاله مارك كانسيان، ضابط مشاة البحرية المتقاعد وكبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، مضيفاً "إذا اتضح أنه بإمكان الولايات المتحدة والتحالف ضمان ممر آمن، فأعتقد أن شركات الشحن ستعود. لكن في الوقت الحالي لا يمكنها التأكد من ذلك".

أشار كانسيان في مقابلة إلى أن بعض شركات الشحن ستظل "أكثر نفوراً من المخاطرة من غيرها. فقد تكون الشركات التي لديها صلات مع إسرائيل أكثر تحفظاً".

قال الحوثيون المدعومون من إيران، إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل دعماً للفلسطينيين، على الرغم من استهدافهم السفن التي ليس لها صلات مباشرة بإسرائيل أيضاً.

خطر مستمر

أسقطت المدمرة "يو إس إس ميسون" (USS Mason)، وهي مدمرة صواريخ موجهة، أمس، صاروخاً وطائرة مسيرة فوق جنوب البحر الأحمر، وفقاً للقيادة المركزية الأميركية، بينما "لم تلحق ضرراً بأي من السفن الـ18 في المنطقة، كما لم يجر الإبلاغ عن أي إصابات"، وفقاً لما قالته القيادة المركزية في منشور ليلة الخميس على منصة "إكس"، المعروفة سابقاً باسم"تويتر".

أعلنت شركة "إيه بي مولر-ميرسك إيه/إس"، خط الحاويات رقم 2 في العالم، استعدادها لاستئناف الإبحار عبر ممرات البحر الأحمر "في أقرب وقت ممكن من الناحية التشغيلية". لكن حتى "ميرسك" حذرت من أن "الخطر العام في المنطقة لا يزال قائماً". وقالت الشركة إنها "لن تتردد" في إعادة تقييم وضع السلامة لسفنها وموظفيها.

"حرب متعددة الجبهات"

من وجهة نظر جين موران، وهو محلل دفاعي ونقيب متقاعد في البحرية، قاد ذات مرة المدمرة "يو إس إس لابون"، التي أسقطت أربع طائرات مسيرة في البحر الأحمر يوم السبت، لا تزال شركات الشحن تنتظر أن يتخذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة المزيد من الإجراءات.

قال موران خلال مقابلة: "لا يبدو أن هذه الطريقة تعالج سبب التهديد"، مضيفاً: "بإمكان الحوثيين تنفيذ عملياتهم من المناطق غير الخاضعة للسيطرة في اليمن. يجب اتخاذ مزيد من الإجراءات حيال ذلك. يبدو أننا نتحرك بحذر شديد عندما يبدو أن الظروف تستدعي استجابة أكثر قوة".

لكن إدارة بايدن كانت مترددة في اتخاذ إجراءات قد تحول حرب إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة -التي بدأت بعد هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر- إلى صراع إقليمي أوسع. قد تشارك شركات الشحن هذا القلق.

وقال كانسيان: "إذا بدأت الولايات المتحدة في إطلاق النار على معسكرات الحوثيين، سيزيد ذلك من المخاطر، وليس تقليله، لذلك لا أعتقد أن شركات الشحن تحرص بشكل خاص على بدء ذلك".

تعزيز الاجراءات

أشار البنتاغون إلى أن المبادرة الأمنية في البحر الأحمر التي يقودها –المعروفة بـ "عملية Prosperity Guardian " – تجمع قوات من المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا وأستراليا واليونان بالإضافة إلى بعض الدول الأخرى التي لا تريد الكشف عن أسمائها. ومع ذلك، لم يوضح الجيش تفاصيل حول كيفية عمله.

وقال الجنرال بات رايدر، السكرتير الصحفي لدى البنتاغون، في وقت سابق من هذا الشهر إن التحالف سيعمل بمثابة "دورية على "الطرق السريعة" في البحر.

أشار موران إلى أن الطبيعة المختلطة للتهديد، الذي يشمل هجمات محتملة من الطائرات المسيرة وصواريخ وقوارب صغيرة، تجعل الرد أكثر صعوبة لأنه لن يكون لدى جميع السفن المشاركة في القوة، نفس القدرات التي تتمتع بها السفن الأميركية.

في الوقت الحالي، ستستمر العملية إلى أجل غير مسمى.

قال ماكغاري، المتحدث باسم البنتاغون: "نحن لا نضع جدولاً زمنياً لهذه العملية". سنقف بحزم مع شركائنا في المنطقة مهما استغرق الأمر حتى يتوقف التهديد للشحن الدولي في هذه الممرات المائية".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك