يتزايد تحرك العشرات من سفن الحاويات التي تنقل البضائع المصنعة من آسيا إلى أوروبا في مسارات شاقة حول أفريقيا -مما يؤدي إلى جمود في التجارة وتأخر تسليم البضائع- بعد موجة من الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على الأساطيل التجارية بالبحر الأحمر.
قالت شركة "إيه بي مولر-ميرسك" (AP Moller-Maersk A/S)، التي تمتلك أسطولاً يضم أكثر من 300 سفينة حاويات، ولديها العديد من السفن الأخرى، اليوم الثلاثاء إنها ستحول مسار أسطولها حول أفريقيا. كان الحوثيون المدعومون من إيران قد تعهدوا بمهاجمة أي سفينة تجارية لها صلة بإسرائيل، في خطوة لدعم الفلسطينيين، ولكن مع تصاعد العنف، فإن جميع السفن عُرضة للخطر.
قبل ساعات فقط من بيان شركة "ميرسك" هذا، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن تشكيل عملية دولية لحماية السفن التجارية التي تمر عبر المنطقة. يُظهر قرار شركة الشحن العملاقة أنها لا تعوّل على أن هذا الإجراء سيؤدي إلى الوقف الفوري للهجمات. لا تزال تفاصيل ذلك قيد الإعداد، وليس من الواضح متى سيبدأ العمل على تشكيل هذه القوة.
قال غاي بلاتن، الأمين العام لغرفة الشحن الدولية، لتليفزيون "بلومبرغ": "بمجرد أن نرى تأثير هذه الإجراءات الأمنية المتزايدة في المنطقة على الشحن، ستقوم الشركات بعد ذلك بإجراء تقييم بناءً على ذلك، لكن الوقت لا يزال مبكراً للغاية لذلك الآن".
هجمات على 15 سفينة
تعرضت حوالي 15 سفينة تجارية لهجمات في البحر الأحمر، وما حوله منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر. يأتي ذلك في إطار دعم الحوثيين المتمركزين في اليمن لحركة "حماس" –التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية– في حربها مع إسرائيل. العمل العسكري الدولي للرد على هذه الهجمات يثير مخاوف في المنطقة من أن النهج العدائي المفرط لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور، فيما تحث المملكة العربية السعودية على توخي الحذر.
يعد هذا الطريق البحري حيوياً لأن أي سفينة ترغب في الوصول إلى -أو من- قناة السويس المصرية لاختصار الطريق بين أوروبا وآسيا يجب أن تمر عبر هذا المسار. البديل هو الالتفاف حول أفريقيا، مما يضيف أسابيع إلى أوقات تسليم البضائع. تتزايد أهمية الممر المائي في نقل النفط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، خاصة بالنسبة إلى صادرات موسكو. ارتفعت أسعار النفط مع تكثيف الشركات ردّها على الهجمات، حيث قالت شركة "بي بي" (BP Plc) يوم الاثنين إنها ستوقف جميع الشحنات عبر البحر الأحمر.
مطالب بحماية قوافل بحرية
ذكرت شركة ناقلات النفط "يوروناف" (Euronav NV)، التي أوقفت الشحنات عبر البحر الأحمر، أن الشحن التجاري يحتاج إلى الحماية بواسطة قوافل بحرية. قال الرئيس التنفيذي ألكسندر سافريس في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "حتى نضمن ذلك، سنستمر في تجنب هذه المنطقة". وأضاف أن القوافل ستؤدي أيضاً إلى إبطاء التجارة لأن مرورها عبر المنطقة سيستغرق وقتاً إضافياً.
تمثل شركات شحن الحاويات التي أوقفت حتى الآن العبور مؤقتاً عبر المنطقة 95% من إجمالي قدرة النقل التي تمر عبر قناة السويس، وفقاً لشركة "كلاركسون ريسيرش سيرفسز" (Clarkson Research Services)، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة وساطة سفن في العالم.
تبحر سفينة حاويات واحدة فقط في البحر الأحمر حالياً، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها "بلومبرغ"، أما السفن الأخرى فتغادر آسيا متوجهة نحو أفريقيا.
قال رايان بيترسن، مؤسس شركة "فليكسبورت" (Flexport) للخدمات اللوجستية، إن هناك الآن 67 سفينة حاويات حوّلت مسارها حول رأس الرجاء الصالح، و75 سفينة أخرى متأخرة بانتظار تعليمات حول سبل التحرك.