سفن الحاويات الفارغة تتمركز في الصين وإندونيسيا وماليزيا استعداداً لتجدد الصادرات

السفن الخاملة ترسو قرب مراكز التصدير الرئيسية انتظاراً لتدفق التجارة

حاويات شحن على متن سفينة - المصدر: بلومبرغ
حاويات شحن على متن سفينة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تُعَدّ سفن الحاويات الخاملة دلالة كافية على مدى تباطؤ التجارة العالمية، إذ تقترب سعة السفن غير المستغلة من أعلى مستوى لها منذ الارتفاع الذي سجلته بعد بداية تفشي وباء كورونا.

يعطي المكان الذي ترسو فيه تلك السفن الخاملة نظرة ثاقبة على رهانات القطاع على مصدر الانتعاش الاقتصادي، إذ يرسو عدد كبير منها بالقرب من الصين، في انتظار تجدد تدفق الصادرات مع تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم من قيود سياسة "صفر كوفيد" الصارمة.

السفن الخاملة مستعدة للانطلاق

قال سيمون هيني، المدير الأول لأبحاث الحاويات في شركة "دروري" (Drewry) لاستشارات الشحن البحري: "من المنطقي أن ترسو السفن بالقرب من مراكز التصدير الرئيسية، وأن تكون على أهبة الاستعداد للانطلاق".

يُترجَم التباطؤ في الطلب الاستهلاكي -المدفوع بضعف النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم- إلى عدد أقل من السفن اللازمة لشحن البضائع من أكبر مراكز التصنيع، بدءاً من آسيا إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

تقدّر "دروري" أن نحو 4.1% من أسطول سفن الحاويات العالمي، الذي يمكنه حمل 1.067 مليون حاوية سعة 20 قدماً، كان خاملاً في فبراير، أي ضعف الرقم المسجل العام السابق، وفي الوقت نفسه يناهز رقم ديسمبر البالغ 1.07 مليون حاوية، الذي كان يمثل أكبر سعة غير مستغلة منذ أغسطس 2020.

السفن تستغل الهدوء لإجراء الصيانة

تراجعت الأسعار الفورية للشحن بالحاويات إلى أدنى مستوياتها في عامين ونصف العام، ما يجعله وقتاً مناسباً لإخراج عدد من السفن من الأسطول لصيانتها. يقول شون لي، الرئيس التنفيذي لشركة "ماركو بولو مارين" (Marco Polo Marine) لبناء السفن، إن جداول تأجير سفن الحاويات أقل ازدحاماً، ما يساعد مالكي السفن على إجراء الإصلاحات اللازمة لأسطولهم. لكن لا ترسو كل السفن الخاملة في حوض الصيانة.

تتجمع نسبة كبيرة من الأسطول غير المستغل بالقرب من الصين، وفقاً لبيانات "بلومبرغ" للشحن. كما يمكن العثور على مجموعات أخرى راسية في إندونيسيا وماليزيا قرب مركز حاويات البضائع السائبة في سنغافورة، أي بالقرب من طرق التجارة الرئيسية.

قال فرانك أندرسن، رئيس منطقة آسيا في مزودة بيانات الشحن البحري "شيب فيكس" (Shipfix)، إنّ المالكين يرسون بسفنهم الفارغة قرب الأماكن التي يتوقعون انتعاش الطلب فيها أسرع، كما أن إرساء السفن في الصين أرخص من سنغافورة حيث تكون رسوم الموانئ أعلى.

ما موعد انتعاش التجارة العالمية؟

لم يتضح بعدُ الوقت الذي سيستغرقه انتعاش التجارة العالمية حتى رغم تزايد التفاؤل بانتعاش سريع للاقتصاد الصيني، أكبر مُصدّر في العالم، لكن لن تتحسن صادرات البلاد حتى يتعافى الطلب في كل من أوروبا والولايات المتحدة، المتضررتين حتى الآن من معدلات التضخم المرتفعة.

سُجّل هذا العدد الهائل من السفن الخاملة آخر مرة خلال أوائل 2020، عقب تفشي جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم، ما تسبب في إعاقة حركة الشحن. لكن سرعان ما تغير هذا الوضع مع تحوُّل المستهلكين العالقين في منازلهم إلى التجارة الإلكترونية، ما أدى إلى التدافع على مختلف أنواع سفن شحن الحاويات.

قال أندرسن: "هناك توقعات بقدوم انتعاش، قد تتحسن حركة هذه السفن ببطء، رغم أن ذلك قد يستغرق بضعة أشهر أخرى".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك