قد لا يبدو اسم شركة "ويلبيلت" (Welbilt) مألوفاً، لكن من المحتمل أنَّ معظم الأمريكيين قد تناولوا وجبة أُنتجت باستخدام معدَّاتها في مرحلة ما من حياتهم. تقوم هذه الشركة الأمريكية بتصنيع الشَّوايات، وماكينات المشروبات الغازية، والمشروبات الباردة، وآلات صناعة الثلج، والمعدات التقنية التي تحافظ على برودة مناضد عرض السلطات، ودفء البوفيهات. وتشمل قائمة عملاء هذه الشركة المتاجر الصغيرة، وسلاسل الوجبات السريعة، والفنادق، والمطاعم. وحالياً، تعدُّ شركة "ويلبيلت"، ومقرّها نيو بورت ريتشي بولاية فلوريدا، مركز حرب للمزايدات.
تنافس على "ويلبيلت"
في هذا الإطار، تحاول "علي غروب" (Ali Group)، الشركة المصنِّعة لموزِّعات الجيلاتي، وماكينات القهوة، ومقالي الدونات، انتزاع السيطرة على شركة "ويلبيلت" من منافستها "ميدلبي" (Middleby). و في 28 مايو، أكَّدت الشركة الدخيلة على هذا القطاع أنَّها عرضت الاستحواذ على "ويلبيلت" مقابل 23 دولاراً أمريكياً نقداً للسهم، أو 4.6 مليار دولار، بما في ذلك، تحمُّل ديونها، في حين تقوم الصفقة التي اتفقت عليها "ويلبيلت" مع "ميدلبي" في إبريل، على شراء الأسهم التي تقدَّر قيمتها بنحو 21 دولاراً للسهم بناءً على الأسعار الأخيرة.
وفي حين أنَّ خدمات الطعام ليست الأكثر جاذبية بين الأنشطة التجارية في ظل الحديث الدائم عن ثورة رقمية، وأتمتة في جوانب الصناعة الخلفية، لا يبدو أنَّ هذا القطاع يكتسب زخماً في ظلِّ تعامل المطاعم مع ابتكارات قوائم الطعام، ونوافذ البيع للسيارات، والأولويات الأخرى، ومن ثم جائحة كورونا.
كذلك، أخذت القدرة على مراقبة المعدَّات والمخزون رقمياً منحى جديداً، تماماً مثلما فعلت فرص تعقُّب اتجاهات الطلب، واستخدام البيانات لمحاولة السيطرة على كيفية تغييره. لذلك أصبحت الحاجة إلى الأتمتة أكثر إلحاحاً، خصوصاً في ظلِّ تنافس المطاعم مع بقية القطاعات الاقتصادية على إعادة توظيف العمال. كما زاد الطلب على الأجهزة المعيارية والمطابخ الافتراضية - أو مطاعم التوصيل التي لا تتوافر فيها إمكانية تناول الطعام داخل المطعم - نظراً لكون المزيد من المطاعم تتجه نحو خيارات التوصيل. ووفقاً لآخر تحديث للأرباح، فقد كان شهر مارس هو الأكثر ازدحاماً بالنسبة للطلبات في الأمريكتين منذ انفصال شركة "ويلبيلت" عن شركة "مانيتووك" (Manitowoc) في عام 2016.
الابتكار والنمو
للاستفادة الكاملة من هذه الاتجاهات، يحتاج صانعو معدَّات الأغذية إلى الاستثمار في الابتكارات، وتقديم مجموعة واسعة من المنتجات. وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي "ويليام جونسون" خلال مكالمة هاتفية في إبريل لمناقشة صفقة "ميدلبي"، إنَّ عبء الديون الكبير الذي ورثته شركة "ويلبيلت" عن الشركة الأم السابقة "حدَّ بالفعل من قدرتها على متابعة أجندة النمو. ونشعر أنَّنا أقوى معاً من ناحية معالجة هذه التغييرات في السوق".
من جهتها، لم تتزحزح شركة "ميدلبي" عن موقفها في الوقت الحالي، وتجادل بأنَّ عرضها أفضل من عرض "علي غروب"، مؤكِّدةً أنَّها متقدِّمة أكثر في سعيها للحصول على موافقة الجهات التنظيمية، وأنَّ عنصر الأسهم سيسمح لمساهمي "ويلبلت" بالاستفادة من فرص النمو المستقبلية. وكتب "ساري بوروديتسكي"، المحلل في "جيفريز" (Jefferies) في تقرير، أنَّ التقييم أصبح مكلفاً بالفعل. ومع ذلك؛ فإنَّ مضاهاة عرض "علي غروب" النقدي بالكامل من شأنه أن يرهق الميزانية العمومية لشركة "ميدلبي".
تتمتَّع "علي غروب" أيضاً بميزة عدم الاضطرار إلى تبرير أفعالها أمام المساهمين العامين أو الانصياع لأوامرهم. لكن "ميدلبي" مازالت لديها فرصة لزيادة قيمة عرضها، ومن المحتمل أن تضطر إلى تحسين شروط الصفقة إذا كانت تريد الفوز في معركة الاستحواذ تلك.