في كتابها الجديد "كيف تتغير: علم الانتقال من حيث أنت إلى حيث تريد أن تكون"، تحدثت "كاتي ميلكمان"، الأستاذة في مدرسة "وارتون" بجامعة بنسلفانيا، عن الاستراتيجيات اللازمة للتغلب على العقبات.
وإليك بعض المقتطفات المحررة من محادثة أجريت مع "ميلكمان" حول كيفية تبني العمال والرؤساء عادات أفضل عند العودة إلى المكتب.
كيف يمكننا الحصول على بداية جديدة؟
نميل بطبعنا للتفكير في حياتنا باعتبارها فصولاً نُشغِلها بأحداث بالغة الأهمية، مثل "أعوام الدراسة الجامعية"، أو "أعوام الاستشارات"، أو "العشرينات من عمري"، أو "أعوام مواعدة جو". ونحن جميعاً على وشك الخروج، كما نأمل، من "عام الوباء".
وعادةً عند إنهاء فصل وبدء فصلٍ آخر، فإننا نميل إلى التفاؤل بأن أوضاعنا ستكون أفضل، وأن كل ما فشلنا فيه في الماضي كان مجرد "عادات قديمة".
لكن يمكن إفساد الأمر إذا لم نفكر في طريقة لبناء العادات الجديدة. ماذا نريد أن نأخذ معنا؟ ماذا نريد أن نترك خلفنا؟
ويبدو أن الوقت قد حان لكي تبدأ المؤسسات والأفراد في التخطيط لطريقة العمل. فعلى سبيل المثال، يمكن القول "سأخصص ساعتين للعمل الجاد كل صباح"، أو "لن أذهب إلى المكتب أيام الجمعة"، أو "سنعقد غداءً جماعياً يوم الأربعاء".
في الواقع، سأشعر بالسعادة إذا قامت بعض المنظمات بشكل عشوائي بتعيين أشخاصٍ لقضاء نصف يوم في التخطيط، في وقتٍ لم يفعل فيه البعض الآخر ذلك.
أتوقع بقوة أن تكون ممارسة المداولات والتفكير، من خلال هذا الأمر، مثمرة بشكل لا يصدق.
هل هناك أشياء عملية يمكننا فعلها؟
يمكن للأشخاص استعادة أوقات العمل القديمة في المكتب مرة أخرى، من خلال جدولة مهام العمل الهامة، وليست العاجلة، وفقاً للتقويم الأسبوعي.
ويُظهر بحث أجرته "آشلي ويلانز"، من كلية "هارفارد" للأعمال، أن هذه الخطوة تزيد من كفاءة الموظفين بنسبة 14%، لكنها عادة لا يمتلكها سوى القليل منا.
وثمة اقتراح آخر، وهو أن يحاول الجميع تحديد شيء واحد استطاعوا تجربته بأنفسهم أثناء الوباء، وحقق نجاحاً جيداً معهم.
لنفترض الذهاب للتنزه بعد تناول وجبة الغداء يومياً، أو استبدال اجتماعات المبيعات المباشرة التي تتطلب قيادة السيارة عبر المدينة بأخرى تُعقد من خلال تطبيق "زووم" الذي أثبت نفس القدر من الفعالية.
ويجب عليهم أيضاً وضع خطة لتحديد كيفية الاستمرار في فعل الأشياء بهذه الطريقة الجديدة حتى عند العودة إلى المكتب.
ما هي بعض الصعوبات التي نواجهها عند فعل ذلك؟
يعتبر الكسل أحد أكبر العوائق التي تحول دون التغيير، وربما يكون العائق الأكبر على الإطلاق.
ويعتبر الشروع في العمل أمراً مخيفاً، وهناك أيضاً الخوف من التجربة لأن المخاطرة مخيفة حتى لو كان كل شئ يسير على ما يرام.
لكن مثل هذه اللحظات تمنحنا الفرصة لبناء شيء أفضل. ونحن على وشك بدء هذه اللحظة الرائعة، خاصة أنه تم التخلص من كل الأشياء التي كنا نعاني منها في الإجراءات الروتينية السابقة للوباء.