أرنولد دونالد للسلطات الأمريكية: السفن السياحية آمنة ويجب معاودة نشاطها

الرئيس التنفيذي لشركة "كارنفال" أرنولد دونالد - المصدر: بلومبرغ
الرئيس التنفيذي لشركة "كارنفال" أرنولد دونالد - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قال الرئيس التنفيذي لشركة "كارنفال" أرنولد دونالد إنَّ السفن السياحية آمنة، شأنها شأن أي أنواع وسائل النقل الأخرى، إلا أنَّها تخضع لقيود أكثر صرامة من غيرها بكثير.

يُذكر أنَّه تم إيقاف أعمال شركة "كارنفال كورب" في الولايات المتحدة بسبب الحظر المفروض لمدة عام من الموانئ الأمريكية على الرحلات السياحية البحرية؛ الأمر الذي جعل رئيسها التنفيذي يشكّك في مدى عدالة فرض قيود على الرحلات السياحية البحرية، بينما يتم السماح بوسائل السفر الأخرى، وببروتوكولات صحية أقل صرامة.

يشغل دونالد منصب الرئيس التنفيذي لشركة "كارنفال" منذ عام 2013، التي تعد أكبر شركة للرحلات البحرية في العالم، بتسعة خطوط للرحلات البحرية. كانت وحدة شركة "كارنفال" التي تحمل اسمها في الولايات المتحدة قد أدلت بتصريح في السادس من أبريل الجاري ذكرت فيه أنَّها ربما تنظر في إمكانية نقل سفنها من موانئ الولايات المتحدة، لكنَّ الولايات المتحدة صرَّحت بعد ذلك أنَّها قد تسمح بالإبحار المحدود للرحلات السياحية البحرية بحلول منتصف الصيف القادم، وبشأن ذلك كان الحوار التالي مع أرنولد دونالد:

هل كان ذكر احتمالية مغادرة موانئ الولايات المتحدة بمثابة تهديد لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها؟

كلا، لم يكن تهديدًا؛ بل كان حقيقة عملية مفادها أنَّنا لو لم نتمكن من الإبحار من الولايات المتحدة في وقت قريب (في غضون بضعة أشهر)، فسيتعين علينا الإبحار من مكان آخر.

إذن، ما هي الخطوة التالية بالنسبة للمسؤولين في الولايات المتحدة؟

نأمل أنّ نتمكن من الالتقاء بالإدارة ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، والتوصّل إلى حل عملي يسمح للناس بالعودة لاختيار وسيلتهم المفضّلة للسفر لقضاء الإجازة، وأيضًا إعادة الكثير من الأمريكيين لعملهم؛ لا سيما وأنَّ أكثر من نصف مليون شخص تأثروا بالأزمة في الولايات المتحدة، وهم من العاملين بوظائف ترتبط بقطاع الرحلات السياحية البحرية، ولكن من خارج الخطوط السياحية البحرية ذاتها.

هل تعتبر طريقة التعامل مع خطوط الرحلات السياحية البحرية مُجحفة؟

بإمكان المرء اليوم ركوب طائرة والسفر إلى بلد ما، وركوب سفينة سياحية والإبحار في بعض البلاد، ومن ثم ركوب الطائرة عائدًا من ذلك البلد إلى الولايات المتحدة. صحيح أنَّ هناك بعض الاختبارات التي سيتعين إجراؤها أولاً، لكن الأمر ممكن. ومع ذلك، لا يُسمح بركوب السفن السياحية في الولايات المتحدة، حتى لمَن تلقوا اللقاح. ولو نظرنا إلى الملاعب الرياضية وكيف أنَّه يمكن للناس حضور الفعاليات الرياضية، وارتياد المطاعم والفنادق والمنتجعات السياحية والسفر بالطائرة، سنجد أنَّ هناك مستوى معين من إدارة المخاطر والتخفيف من آثارها. لذلك، كل ما نريده نحن هو أن نُعامَل كما يُعامَل الآخرون في قطاع السياحة والسفر.

هل المسافرون مستعدون لاستئناف الرحلات البحرية؟

حينما أعلنّا رحلات بحرية لثلاث علامات تجارية في يوليو القادم في المملكة المتحدة، حققت "برينسس" ثاني أعلى عدد من الحجوزات على الإطلاق لرحلات اليوم الواحد، وحققت "بي آند أو" أعلى معدل حجوزات شهدته على الإطلاق، في حين حققت "كونارد" أعلى معدل حجوزات شهدته منذ عقد من الزمن: هناك طلب كبير مكبوت على القطاع.

هل ستشترطون تلقي المسافرين للقاح، مثلما أعلنت شركة "نرويجيان كروز لاين"؟

كلا، بالطبع. سنشجع الجميع على الحصول على اللقاح. لكنَّ اللقاحات ليست في متناول الجميع اليوم، كما أنَّ جعل اللقاحات إلزامية أمر غير قانوني في بعض الأماكن. فضلاً عن أنَّنا نحترم الخيارات الشخصية والحرية الشخصية لمسافرينا؛ لذا سنتبع اللوائح أينما كنَّا.

حتى وإن كانت القوانين المتعلقة باللقاحات أكثر تعسفًا ضد قطاعك؟

نحن ملتزمون بفعل ما فيه مصلحة الصحة العامة. ولكن إذا لم تكن اللقاحات إلزامية لبقية أشكال السفر والسياحة، فلسنا متأكدين أنَّ من المنطقي جعلها إلزامية للرحلات السياحية البحرية أيضًا؛ فنحن نؤمن بأنَّ همَّنا الأول يجب أن يكون المعاملة العادلة والمتكافئة التي تصب في مصلحة الصحة العامة.

كيف تردّ على مَن يجادلون بأنَّ أنواع السفر الأخرى – كالطيران مثلاً – أكثر أمانًا من الرحلات البحرية؟

البعض يقول: "هي ساعات قليلة نقضيها على متن الطائرة"، لكنهم يجلسون فيها بجوار شخص آخر. وقبل الصعود على متن الطائرة، يكون المرء في صالة المطار، وقبل ذلك يكون على متن إحدى وسائل النقل، ولابد أنَّه كان في مكان ما قبلها. وعندما ينزل من الطائرة، يذهب إلى صالة مطار أخرى، ثم يستقل سيارة أو حافلة او مهما كان ما سيتعين عليه أن يستقله للانتقال. ثم إنَّه قد يرتاد مطعمًا، أو ينزل بأحد الفنادق، أو يذهب إلى منتجع سياحي. أمَّا السفينة السياحية، فهي عبارة عن مدينة كاملة في عرض البحر. لذا فإنَّ مقارنتها بمجرد رحلة بالطائرة لا تصحّ، ومقارنتها بمجرد الإقامة في فندق لا تصحّ أيضًا. وإليك الدليل: أكثر من 400 ألف شخص أبحروا في أوروبا [منذ بداية الجائحة]، لم يصب منهم بمرض "كوفيد-19" سوى 50 حالة فقط، وكلها تم التعامل معها بسلاسة ودون إزعاج، وكل ذلك حدث قبل اللقاحات.

كيف سيغيّر التوسّع السريع في التحصين باللقاحات من مجرى الأمور؟

بما أنَّ اللقاحات صارت متوفرة الآن، فهي بمثابة طبقة وقاية جديدة، رئيسية ومهمة. لذلك، فإنَّنا نشجع الجميع على الحصول على اللقاحات، لأنَّها واحدةً من أفضل مستويات الحماية من أي آثار خطيرة يمكن الإصابة بها من جراء مرض "كوفيد-19"؛ وهذا هو رأي العِلم. لكنَّنا سنحترم القوانين مهما كانت واينما كانت؛ كما هو دأبنا دائمًا. ولابد لنا من الامتثال.

بما أنَّ خطوط الرحلات البحرية تطبّق الكثير من تدابير السلامة الصحية بالفعل، ما هي التغييرات التي ستطرأ عليها في ظل وجود اللقاحات برأيك؟

بالنسبة للرحلات البحرية التي قمنا بها بالفعل فهي 60 من أصل 90 سفينة تابعة لشركة "كرنفال" تقريبًا لا تُبحر إلى الموانئ الأمريكية، وبالتالي ليست خاضعة لحظر الولايات المتحدة، فقد أجرينا اختبارات شاملة، واتّبعنا ممارسات التباعد الجسدي وارتداء الكمامات، وأجرينا فحوصات طبية إضافية، وعززنا التدابير الصحية على السفن. وقد حقق ذلك نتيجة جيدة. أمَّا بالنسبة للمستقبل في ظل توافر اللقاحات، فسيتعين علينا أن نرى ما إذا كان الالتزام بكل طبقات الوقاية تلك بالإضافة إلى التحصين باللقاحات له معنى: على سبيل المثال، من الممكن ألا تصبح هناك حاجة لارتداء الكمامات وسط المجموعات إذا كان جميع المتواجدين فيها حصلوا على اللقاحات. هذه مسألة ستتطور تدريجيًا على مدى الأسابيع القادمة، ونحن نتعهد بالالتزام بتوصيات الخبراء من الأطباء والعلماء حول أفضل الممارسات التي من شأنها أن تصب في مصلحة الصحة العامة. وبطبيعة الحال، سنتبع ما تنص عليه القوانين مهما كانت وأينما كنَّا.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات