"الطاولة" تصنع إمبراطوريات في عالم الألعاب

"كاتان" و"بانداميك" و"تيكت تو رايد" يُوجدون إمبراطورية جديدة لألعاب الطاولة - المصدر: بلومبرغ
"كاتان" و"بانداميك" و"تيكت تو رايد" يُوجدون إمبراطورية جديدة لألعاب الطاولة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

إن كنت حاولت أن تنفض الغبار عن ألعاب طاولة قديمة كانت لديك، أو شراء أخرى جديدة خلال العام الماضي، في محاولة لتجنب مشاهدة مسلسل الدراما الأمريكي "بريدجيرتون" على شبكة نتفلكس، فربما لاحظت شيئاً مهماً يتعلق بمجموعة ألعاب الطاولة مثل "كاتان" و"باندميك" و"غيم أوف ثرونز" و"تيكت تو رايد" و"سبيكتر أوبس" و"أغريكولا" و"سيفن وندرز و"لورد أوف ذا رينغز" ، أنك إن اشتريتها مجتمعة قبل عقد من الزمن، فقد كان لا بد من التعامل مع نحو 6 من المنتجين على الأقلّ، ولكن اليوم، كل هذه الألعاب من صُنع شركة واحدة هي "أسمودي هولدينغز".

فجأة وبهدوء تام، اشترت "أسمودي" استوديوهات الألعاب وتراخيص التوزيع. وتمتلك الشركة الفرنسية، التي مقرها خارج باريس، نحو اثني عشر من ناشري الألعاب، وأكثر من 750 موظفاً، ولديها أعمال في عشرات البلدان حول العالم. وعلى الرغم من أن الشركة رفضت الإفصاح عن أي معلومات مالية أو السماح لأي من المديرين التنفيذيين بالتعليق، فإن تقارير صحفية تشير إلى أن إيراداتها تجاوزت 550 مليون يورو (650 مليون دولار) في عام 2019، بعد أن ارتفعت من 442 مليون يورو في عام 2017 و125 مليون يورو قبل ذلك بأربع سنوات فقط، وفقاً لـEurazeo، صندوق الأسهم الخاص الذي امتلك "أسمودي" من 2014 إلى 2018.

إيرادات الصناعة

استفاد صانعو الألعاب من سعي جيل الألفية لتحقيق أصالة المدرسة القديمة، وازدهار مقاهي الألعاب اللوحية أو ألعاب الطاولة، في ظلّ ما شهده العالم من إغلاق بسبب تفشي جائحة كورونا على مدار العام الماضي، إذ قفزت إيرادات الصناعة بنحو 10% سنوياً من 2010 حتى بداية 2020، فيما نمَت بمقدار ضعف هذه النسبة خلال العام الماضي فقط، بفضل زيادت المبيعات للأشخاص العالقين في منازلهم، وفقاً لـAmple Market Research. وبحلول عام 2026، من المتوقع أن تقفز الإيرادات بنسبة 80% إضافية لتصل إلى 30 مليار دولار. وتتصدر شركة تويميكر هاسبرو "Toymaker Hasbro"، مالكة باركر بروس "Parker Bros"، التي تنشر "مونوبولي" (Monopoly) و"كلو" (Clue) و"ريسك" (Risk) و"سكرابيل" (Scrabble) وعشرات الألعاب غيرها، المبيعات العالمية، ولكن "أسمودي" أصبحت قوة مهيمنة في الألعاب الاستراتيجية ذات النمط الأوروبي التي تحظى بشعبية متزايدة.

ويرى كثيرون من عشاق الألعاب اللوحية أن الإبداع غاب في ظلّ سيطرة "أسمودي". ويقول مالكو متاجر للألعاب في ثلاث ولايات أمريكية إن الأسعار ارتفعت في حين تراجع دعم العملاء. ويشير دبليو إريك مارتن، المدون في "Punchboard Media"، وهو موقع إلكتروني للألعاب، إلى أن الألعاب الجديدة يُعاد نشرها، ولكن في مجتمع ألعاب الطاولة ضجة كبيرة حول الانخفاض الكبير في خدمة العملاء.

وبدلاً من الأسماء الأصلية ذات الشخصيات والأماكن والمواقف الجديدة، تحول التركيز إلى تراخيص امتيازات شخصيات هوليوود الشهيرة، مثل أبطال "مارفيل" الخارقين، وأبطال "حرب النجوم"، وغيرهما، وتأتي "Ticket to Ride" الآن في 28 إصداراً، ولدى Catan عشرات من الإصدارات. أما "Fantasy Flight Games" فهو استوديو في مينيسوتا اشترته "أسمودي" عام 2014، وصنع اسمه من خلال "Twilight Imperium" الذي حقّق نجاحاً ساحقاً. ويركز الاستوديو اليوم على الألعاب المشتقة بدلاً من استحداث أسماء جديدة، فليس بين الإصدارات الـ19 المقبلة والمدرجة على موقعهم الإلكتروني أي إصدار أصلي.

عمليات التطوير

يقول روبرت كرون، الشريك في ملكية "غيم هاوس كافيه" في غلينديل بكاليفورنيا: "لا اعتقد أننا سنرى لعبة جديدة من العيار الثقيل تنتجها (أسمودي)، مثل (كاتان) أو (تيكت تو رايد)، بعد أن اشترت الشركة الاستوديو".

وكان هذا الابتعاد عن الإبداع وتجديد المحتوى أمراً محبطاً لهيكو إلير بيلز، مالك المطور الألماني "هيدلبار غيمس"، ذراع الاستوديو لإحدى الشركات التي استحوذت عليها "أسمودي" عام 2017. وكانت "أسمودي" أكدت لبيلز أن شيئاً لن يتغير، ولكن سرعان ما طُلب من متجره وغيره من المتاجر تحت قيادة الشركة الفرنسية إبطاء عمليات تطوير الألعاب الأصلية. يقول بيلز: "لم تكن خطة، بل كارثة".

أسس الفرنسي مارك نونيس، أحد المحاربين القدامى، شركة "أسمودي" عام 1995 بألعاب تقمُّص الأدوار على الطاولة شبيهة بلعبة "سجون وتنانين" أو "دانجنز آند دراغونز". وكانت خطته هي نشر ألعابه الخاصة وتوزيع الألعاب الأخرى التي يطوّرها الآخرون. وعن ذلك قال نونيس لصحيفة "ليكسبريس" الفرنسية عام 2012: "ولكن ألعاب تقمُّص الأدوار لم تقدّم أداءً جيداً في سوق الألعاب". لذلك أضاف أنواعاً أخرى من ألعاب الطاولة مثل "أونو" (Uno)، و"دايس" (dice). وفي عام 1998 حصلت الشركة الفرنسية على حقوق لعبة "جنجل سبيد" ​​، وهي لعبة أوراق بيعت منها 4 ملايين نسخة في فرنسا وحدها.

وفي عام 2007 باع نونيس وشركاؤه نحو ثلثي الشركة لصندوق الأسهم الخاص "Montefiore Investment" ومقره باريس، مقابل 40-50 مليون يورو، وفقاً لصحيفة "لي إتشوز" الفرنسية اليومية. وفي عام 2014 اشترت "Eurazeo" ما يصل إلى 83.5% من "أسمودي"، وقُيّمَت الشركة بـ143 مليون يورو، ثم باعت حصتها لشركة "بي إيه آي بارتنرز" (PAI Partners) بعد أربع سنوات مقابل 836 مليون يورو.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات