يكتسي جدار في المركز الرئيسي لشركة "بي واي دي" (BYD) في شنجن من أدناه إلى أعلاه بما يقارب ألف براءة اختراع تمثّل أكثر من ثلاثين ألف ابتكار من بنات أفكار مؤسسها الملياردير وانغ تشوان فو وجيش المهندسين العاملين لديه.
صدارة عالمية
تُعد براءات الاختراع، التي مُنحت عن اختراعات سبّاقة مثل بطارية الليثيوم والحديد والفوسفات منخفضة التكلفة التي يستخدمها أيضاً منافسون مثل "فورد" و"تسلا" وحتى "تويوتا"، من الأصول الخفية التي وضعت شركة وانغ على رأس قائمة أكبر مصنّعي السيارات الكهربائية في العالم.
بعدما باعت الشركة أكثر من 3 ملايين سيارة بين كهربائية وهجينة في 2023، وحققت إيرادات بلغت 85 مليون دولار، يبدو أنها ستتفوق هذا العام على شركة "تسلا".
في الوقت ذاته، يواصل وانغ قلب موازين قطاع السيارات الكهربائية في الصين، بتصنيعه لسيارات تقل كلفتها عن عشرة آلاف دولار، واضعاً وسائل نقل ميسورة السعر في متناول المستهلكين، وهو ما كان يسعى له إيلون ماسك في ما مضى.
دفع نجاح رهان وانغ على السيارات الكهربائية طيلة عقدين بالبعض لتسميته إيلون ماسك الصين، ولكن مع فارق أساسي، هو أنه ركّز جهوده على أمر محدد، على النقيض من المؤسس الشريك في "تسلا"، الذي خرجت مشاريعه عن نطاق السيارات الكهربائية لتشمل السفر في الفضاء وزراعة شرائح في الدماغ وحفر الأنفاق.
اقرأ أيضاً: "بي واي دي" تتفوق على "تسلا" كأكثر سيارة كهربائية شعبية في العالم
درس وانغ، الذي بلغ من العمر 58 عاماً، كيمياء البطاريات المعدنية في الجامعة، ثم باشر تصنيع بطاريات للهواتف النقالة في 1995.
عمل بعدها على صقل هذه التقنية لتلائم بطاريات السيارات الأكبر حجماً، مجتذباً اهتمام وارن بافيت، رئيس شركة "بيركشاير هاثاواي" واستثماراته النقدية.
ومع نموّ الشركة، توجّه وانغ نحو الصناعات التكميلية مثل تقنية بطاريات التخزين وأشباه الموصلات والطاقة الشمسية، ساعياً باستمرار للمحافظة على الأسعار المنخفضة، بما يتماشى مع شعار "بي واي دي": "ابنِ أحلامك".
وقد عُرف عن وانغ، إلى جانب أنه مبتكر أدرك آفاق صناعة البطاريات في بواكيرها، أنه متخصص أيضاً في الإدارة التنفيذية، فقد وضع التكامل الرأسي أساساً لاستراتيجية "بي واي دي"، وقد تمكّن بفضل خفض التكاليف من خلال سيطرته على سلسلة الإمداد الخاصة به، من التفوق على المنافسين.
هنري فورد الصيني
أشاد شارلي مونغر، نائب رئيس "بيركشاير هاثاواي" الراحل بوانغ، ووصفه بالمهندس المهووس والعبقري الذي أنقذ "بي واي دي" من الإفلاس في سنواتها الأولى بفضل عمله 70 ساعة في الأسبوع. واعتبر أن استعداد وانغ لاستيعاب المفاهيم وصناعة الأشياء فعلياً بيديه المجردتين، جعله أفضل من ماسك.
بالنسبة لبيل روسو من شركة "أوتوموبيليتي" (Automobility ) الاستشارية ومقرها شانغهاي، يمثّل وانغ "للمركبات الكهربائية في القرن الحادي والعشرين ما مثّله هنري فورد في القرن العشرين لقطاع صناعة السيارات: فقد استخدم كلاهما التكامل الرأسي ووفورات الكمية من أجل وضع وسائل النقل في متناول الجميع".